فشلت وفود روسيا وتركيا وإيران في مفاوضات أستانة في الاتفاق على كل التفاصيل المتعلقة بإقامة مناطق عدم تصعيد في سوريا، وقالت في بيان مشترك صدر يوم الأربعاء إنها شكلت مجموعة عمل لوضع اللمسات النهائية على اتفاق سيتم بحثه في أغسطس المقبل.
إيلاف: قال وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرت عبد الرحمنوف، خلال قراءته البيان الختامي للمفاوضات في جلسة عامة: "ينتهي الاجتماع الدولي المنعقد على مستوى عال في إطار عملية أستانة، بنتائج إيجابية واضحة تهدف إلى تثبيت نظام وقف إطلاق النار في سوريا".
وفي البيان المشترك، أعربت الدول الضامنة لعملية أستانة عن "رضاها على التقدم الحاصل في رسم حدود مناطق خفض التصعيد"، الذي تم تحقيقه في العاصمة الكازاخستانية، معلنة أنها "كلفت مجموعة العمل المشتركة باستكمال عملها على جميع الأصعدة العملية والتقنية لجميع المناطق".
أضاف البيان المشترك، حسب ما نقل موقع (روسيا اليوم) أن المفاوضات شملت "بحث كثير من المسائل"، مشيرًا إلى أنه "تم تحقيق اتفاقات ملموسة بين الأطراف ووضع خطط حول عقد مفاوضات لاحقة".
اجتماع في ايران
وأوضح عبد الرحمنوف أن الجولة المقبلة من مفاوضات أستانة ستعقد في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس المقبل، منوهًا بأن الجلسة المقبلة من مجموعة العمل المشتركة للأطراف الضامنة لعملية أستانة ستجري في إيران يومي 1 و2 من الشهر نفسه.
ودعت كل من روسيا وتركيا وإيران في البيان "جميع الأطراف، المتورطة في الأزمة السورية إلى الامتناع عن أي نوع من الاستفزازات والتصريحات الحادة والتهديدات التي قد تقوّض النتائج المحققة في أستانة، الرامية إلى دعم عملية جنيف". أضاف البيان: "علينا دعم السلام في سوريا والحفاظ على ما حققناه حتى هذا اليوم وتعزيزه".
لا توقيع
إلى ذلك، أكد رئيس الوفد الروسي إلى اجتماع أستانة، ألكسندر لافرينتييف، في مؤتمر صحافي عقب الجلسة العامة، أنه لم يتم التوقيع على أي وثائق في المفاوضات، لكنه أعلن عن تبني الأطراف المشاركة فيها اتفاقًا نهائيًا حول مجموعة العمل المشتركة للدول الضامنة.
وأوضح لافرينتييف أن اتخاذ هذه الخطوة يعني أن "مجموعة العمل المشتركة تتمتع الآن بكل الصلاحيات اللازمة لحل القضايا العالقة". كما شدد على أن قرار تأجيل إبرام الاتفاق حول إقامة 3 مناطق خفض تصعيد في محافظة إدلب وحمص والغوطة الشرقية، هو قرار موقت، متوقعًا أن يتم التوقيع على هذه الوثيقة في وقت قريب.
ولفت لافرينتييف إلى أن مناطق خفض التصعيد موجودة عمليًا في سوريا، على الرغم من أنه لم تتمكن أطراف مفاوضات أستانة حتى الآن من تنسيق حدودها ومبادئ عملها.
7 وثائق
كما أوضح أن العمل لا يزال جاريًا على صياغة 7 وثائق حول إقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا، من بينها واحدة تخص إنشاء مركز تنسيق لمراقبة الوضع فيها، وأخرى حول نشر قوات عسكرية في أراضي هذه المناطق.
وأضاف رئيس الوفد الروسي أن مجموعة العمل المشتركة لديها صلاحيات كافية لصياغة هذه الوثائق. وقال إن هناك عددًا متزايدًا من فصائل المعارضة السورية المسلحة التي أعربت عن استعدادها للمساهمة في إنجاز العمل على إنشاء هذه المناطق.
قال لافرينتييف في هذا الصدد: "إن اجتماع اليوم بين وفدنا والممثلين عن المعارضة السورية المسلحة أظهر أنهم يرحّبون بالجهود التي تبذلها روسيا الاتحادية في هذا الاتجاه".
ممثلو المعارضة
وأضاف المسؤول الروسي إنهم (ممثلو المعارضة) "مستعدون بدورهم لتقديم كل مساعدة ضرورية" من أجل إنشاء هذه المناطق. وأكد لافرينتييف أنه سيجري نشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية لمراقبة حدود مناطق خفض التصعيد.
وأوضح رئيس الوفد الروسي قائلاً: "لم يتم بعد تبني الاتفاقات حول الوحدات الملموسة، التي سيجري إشراكها في إطار العمل على مراقبة الوضع في مناطق خفض التصعيد، لكن يمكننا الآن أن نقول بكل يقين إن الشرطة العسكرية الروسية ستمثل جزءًا مهمًا من هذه القوات، التي سيتم نشرها في الأشرطة الآمنة لهذه المناطق".
وفي الأخير، شدد لافرينتييف على أن هذه الوحدات هي "قوة غير قتالية من الجيش العامل... وليست لديها أي مهمات قتالية ملموسة"، وبيّن المسؤول الروسي أن هذه القوات ستكون مزودة بأسلحة خفيفة للدفاع عن النفس.
التعليقات