تناول عدد من الصحف العربية، بنسختيها الورقية والالكترونية، الوضع الإنساني في سوريا في ظل المفاوضات المرتقبة في عاصمة كازاخستان أستانة بين الحكومة السورية والمعارضة أواخر الشهر الجاري. ونبدأ من صحيفة الوسط البحرينية، التي كتبت فيها منى عباس فضل قائلة إن فرص نجاح المفاوضات ممكنة معولة على أن "الاتفاق الحالي جاء مختلفاً وأكثر ثباتاً منه عن الاتفاقات السابقة... إلى جانب التقارب الروسي-التركي وخصوصاً بعد المحاولة الانقلابية التي استهدفت الرئيس أردوغان العام الماضي، وتنامي الشكوك التركية تجاه واشنطن لجهة دعمهم وحدات الشعب الكردي في سوريا". وتضيف الكاتبة أن "احتمالات نجاح المفاوضات تتمثل في حجم التأثير والنفوذ الروسي وضمانته في امتلاك قدرة الضغط على النظام السوري والفاعلين الإقليميين من جهة، ومن جهة أخرى الضمانة التركية في قدرتها على التأثير بفصائل المعارضة السورية والتحكم بمواقفها، وخصوصاً أن تركيا ترى في الأزمة السورية خطراً يهدد وحدتها واستقرارها". أما الخليج الإماراتية فتدين الوضع الإنساني في سوريا قائلة "أياً كان الموقف من النظام السوري، معارض أو مؤيد، وأياً كان الموقف من المعارضة المعتدلة التي تحمل السلاح سلباً أو إيجاباً، فالقضايا الإنسانية المتعلقة بحياة البشر، الناس الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل بالصراع الدموي على الأرض السورية يجب أن تبقى خارج الحسابات السياسية، أو حسابات الربح والخسارة، لأنه لا يجوز تدفيع الأبرياء أثمان صراعات، وأعباء مواقف الآخرين ،يدفعونها من دمهم ورزقهم وحياتهم ومستقبلهم". وتضيف الخليج في افتتاحيتها أن "أسوأ الحروب هي الحروب الأهلية التي تأكل الأخضر واليابس، ويكون الناس الأبرياء حطبها ووقودها. هذا ما تجلى في كل هذه الحروب، ولعل النموذج السوري هو أسوأها وأكثرها قذارة، خصوصا أن الإرهاب كان شريكا فيها، بكل ما يمثله من خروج على كل القيم الدينية والإنسانية، والممارسات التي يندى لها الجبين". من جانبه، يشجب نذير جعفر في تشرين السورية الداعمة للحكومة "جرائم الحرب الشنيعة التي ارتكبها إرهابيو التنظيمات المسلّحة على تنوع انتماءاتهم، من قتل للأسرى، وخطف وسبي واغتصاب للنساء، وتجنيد للأطفال، ونهب للممتلكات الخاصة والعامة، وحصار وتهجير قسري للمدنيين، وتفجير للمباني الأثرية". يضيف الكاتب أن "الأشد شناعة هناك من يشكك حتى اليوم بتلك الجرائم، ويوجه بتشكيل لجان للتحقيق فيها مع أنها ترتكب في وضح النهار باختراق كل الأعراف والتقاليد في المناطق التي يسيطر عليها هؤلاء المسلحون وحدهم". على المنوال نفسه يقول شعبان أحمد في جريدة الثورة السورية الحكومية إن "أزمة المياه التي تعيشها دمشق حالياً نتيجة أفعال إرهابيي ومرتزقة آل سعود ومشيخات النفط العفنة ووجد فيها التجار سبيلاً لزيادة ثرواتهم وتكديسها وهم هنا لا يختلفون كثيراً عن هؤلاء المرتزقة". وكتبت إكرام منصور في الجمهورية المصرية قائلة إن "تحرير حلب التي استعادتها سوريا بالكامل في 22 ديسمبر 2016 تعتبر ضربة قاضية للفصائل المعارضة من خلال الدعم اللوجستي الروسي الكامل مما أدي إلي خلق الظروف لتسوية سلمية للصراع في سوريا"."جرائم الحرب الشنيعة"
- آخر تحديث :
التعليقات