رفض عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للعنصرية تجمع "حرية التعبير" الذي دعت إليه جماعات محافظة في مدينة بوسطن الأمريكية وضم متحدثين يمينيين.
وتفرق تجمع اليمين في متنزه بوسطن العام الأثري، الذي لم يجتذب سوى عدد قليل من المؤيدين، في وقت مبكر، ورافقت قوات الشرطة المشاركين إلى الخارج.
وقال منظمو التجمع المحافظ إنهم لن يسمحوا بتحويل منبرهم للترويج للعنصرية أو العصبية.
وتصاعدت التوترات في أعقاب تظاهرات عنيفة اندلعت في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينا، في عطلة الأسبوع الماضي، وأسفرت عن وقوع قتلى ومصابين.
- موقف ترامب من العنف في شارلوتسفيل يثير غضب الجمهوريين
- الرئيسان السابقان بوش الإبن والأب يعلقان على تصريحات ترامب بشأن شارلوتسفيل
- ترامب يدافع عن تماثيل الحرب الأهلية الأمريكية "الجميلة"
وذكرت صحيفة بوسطن هيرالد أن نحو 30 ألف متظاهر شاركوا في الاحتجاج المناهض للتجمع اليميني.
وتجمع المتظاهرون في مركز رياضي بالمدينة، ثم توجهوا بشكل جماعي إلى متنزه بوسطن العام الأثري.
وقال مراسل بي بي سي، عليم مقبول، الذي تواجد في موقع الاحتجاج، إن وجود متظاهري اليمين اقتصر على منطقة المدرجات وسط المتنزه.
وأضاف أن حشود المتظاهرين المناهضين للعنصرية طوقت منطقة المدرجات بالكامل، لكنها حافظت على وجود مسافة بين الحشدين.
وحمل الكثيرون ملصقات لوجه هيذر هاير، 23 عاما، الشابة التي قتلت عندما دهست سيارة حشدا من المتظاهرين المناهضين لتجمع اليمنيين، السبت الماضي، في شارلوتسفيل.
وقالت كيتي زيبس، التي سافرت من بلدة مالدين شمالي بوسطن، للمشاركة في التظاهرة المناهضة: "هذا هو وقت العمل. نحن هنا لزيادة عدد أولئك المناهضين (لليمين)."
وردد المتظاهرون: "لا للنازيين، لا لجماعة كلو كلاكس كلان، لا للفاشيين في الولايتات المتحدة"، وحملوا لافتات عليها شعارات، من بينها "توقفوا عن تصوير عنصريتكم كوطنية."
ونشر المئات من رجال الشرطة، ونصبت الحواجز الإسمنتية الضخمة لمنع إمكانية الوصول إلى المتنزه.
وقال منظمو التجمع المحافظ إن "المعلومات المغلوطة في وسائل الإعلام" كانت "تشبّه تنظيمنا بتلك الأحداث التي وقعت في تجمع شارلوتسفيل."
وقالت الجماعة على صفحة على فيسبوك خصصتها للترويج للتجمع: "بينما نؤكد أن لكل فرد الحق في حرية التعبير والدفاع عن هذا الحق الأساسي للإنسان، فإننا لن نتيح منبرنا للعنصرية أو التعصب... نحن ندين سياسة تفوق الأجناس والعنف."
وقالت كريس هوود، 18 عاما، إحدى سكان بوسطن، التي كانت تقف مع آخرين يعتزمون الانضمام إلى تجمع "حرية التعبير"، لرويترز: "الهدف من هذا هو أن يكون لدينا خطاب سياسي شامل لجميع الأطياف، محافظ وليبرالي ووسط."
وأشاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأداء الشرطة، لكنه هاجم من سماهم بـ "محرضين".
ولم تفد تقارير بوقوع أعمال عنف على نطاق واسع.
لكن اشتباكات طفيفة وقعت بين المتظاهرين ورجال الشرطة، بينما اعتقل عدد من المحتجين.
وأفادت صحيفة "بوسطن غلوبال" باعتقال 20 شخصا.
وبدأت أعمال العنف في شارلوتسفيل بخروج تظاهرة وأخرى مناهضة لها بسبب تخطيط السلطات المحلية لإزالة تمثال الجنرال روبرت إي لي، أحد قادة الكونفدرالية المؤيدة للعبودية إبان الحرب الأهلية الأمريكية.
التعليقات