نصر المجالي: في خطوة تؤكد اعتراف دول الغرب برجل ليبيا القوي، التقى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون القائد الليبي خليفة حفتر المناهض للجماعات الإسلامية المتشددة، خلال زيارة لبنغازي يوم الخميس، وذلك بعد زيارة لطرابلس يوم الأربعاء.
وحث وزير الخارجية البريطاني، يوم الخميس، قائد الجيش الوطني الليبي على الالتزام بوقف لإطلاق النار جرى الإعلان عنه في باريس الشهر الماضي، ودعم جهود تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في ليبيا.
وزيارة جوسون لبنغازي هي الأولى من نوعها يقوم بها وزير بريطاني إلى بنغازي منذ 2011، وأول مرة يلتقي فيها وزير الخارجية المشير حفتر، الذي كان أعلن في مطلع يوليو الماضي النصر بعد حملة عسكرية استمرت ثلاث سنوات ضد الإسلاميين وفصائل أخرى.
مكاسب عسكرية
وحفتر هو الشخصية التي لها اليد العليا في شرق ليبيا ويرفض منذ العام الماضي القبول بحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس، كما يحقق مكاسب عسكرية على الأرض.
و قالت تقارير إن زيارة جونسون تعكس الجهود التي تبذلها المملكة المتحدة لأجل التواصل في أنحاء ليبيا بهدف إقناع كافة الأطراف بالانخراط في العملية والجهود السياسية لإحلال السلام وتحقيق الاستقرار في ليبيا.
بيان
وفي بيان بعد زيارته لبنغازي، قال وزير الخارجية البريطاني: "دعوت كل الأطراف إلى حل خلافاتها عن طريق الحوار لا الصراع واحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان".
وذكر جونسون أنه حث حفتر على دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة الجديد غسان سلامة لإيجاد تسوية سياسية في ليبيا من خلال مراجعة اتفاق 2015 الذي تشكلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني.
وقال جونسون: "على المشير خليفة حفتر لعب دور في العملية السياسية. دعوته إلى الالتزام بالتعهدات التي قطعها خلال اجتماعات في باريس مؤخرا واحترام وقف إطلاق النار والعمل مع السيد سلامة في سبيل تعديل الاتفاق السياسي الليبي".
ليبيا مستقرة
وكان وزير الخارجية قال في تصريح أدلى به من بنغازي: إن كون ليبيا مستقرة وأكثر قدرة على التصدي لخطر الإرهاب ومعالجة تحديات الهجرة يصب في مصلحة المملكة المتحدة.
وأضاف: والشعب الليبي بحاجة لدولة مستقرة يمكنها تلبية احتياجاته الاقتصادية والأمنية الأساسية. ذلك يتطلب من كافة الأطراف تقديم تنازلات والعمل مع بعضهم البعض. وكون ليبيا موحدة هو وحده الكفيل بهزيمة الإرهابيين والقضاء على شبكات التهريب، التي تستغل حالة عدم الاستقرار في البلاد.
وقال جونسون: لهذا السبب نتواصل مع كافة الأطراف في ليبيا دعماً لجهود الأمم المتحدة بشأن تعديل الاتفاق السياسي الليبي كي يلبي تطلعات كافة الليبيين.
وختم قائلا: في نهاية المطاف، الأمر متروك لليبيين لتقرير شكل التنازل المناسب. وقد شجعت كافة الأطراف على تسوية الاختلافات في ما بينهم بالحوار، لا بالصراع، واحترام القانون الإنساني الدولي.
طرابلس وطبرق
وتأتي زيارة وزير الخارجية إلى بنغازي بعد اجتماعات عقدها في طرابلس يوم أمس مع رئيس الحكومة فايز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي، كما زار مصراتة للاجتماع بالقيادات السياسية فيها. وكان وزير الخارجية قد اجتمع برئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، في طبرق خلال زيارته الماضية إلى ليبيا في شهر مايو.
وأثناء تواجده في بنغازي، اجتمع وزير الخارجية أيضًا بممثلين عن منطقة بنغازي الحرة، وبحث الفرص المتاحة للشركات البريطانية للمساعدة في تحقيق الاستقرار في ليبيا. يهدف هذا المشروع إلى المساعدة في تحقيق تنوع في الاقتصاد الليبي، وتدعمه بالفعل شركات بريطانية.
من المرجح أن تحتل ليبيا مكانة بارزة على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. وسوف يعمل وزير الخارجية بشكل مكثف مع شركاء أساسيين قبل الجمعية العامة سعيًا لاستغلال الدعم الدولي للجهود الجديدة الرامية لكسر حالة الجمود السياسي في ليبيا، وسوف تكون المملكة المتحدة في طليعة دعم جهود ممثل الأمم المتحدة الخاص، غسان سلامة، لإحياء العملية السياسية.
التعليقات