‎لندن: اجتمعت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم مع ممثلي عدد من دول أصدقاء الشعب السوري، بهدف اطلاعهم على آخر التطورات الميدانية والسياسية التي تشهدها الساحة السورية.

وناقش الطرفان "الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المدنيون في الرقة"، وذلك بحضور رئيس المجلس المحلي لمدينة الرقة الدكتور سعد شويش، وعدد من ناشطي المدينة وتداولوا أرقام المدنيين الذين يموتون والملف الانساني هناك.

وأكد بيان للائتلاف، تلقت "ايلاف" نسخة منه، أن الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني حثت على ضرورة فتح ممرات إنسانية للمدنيين العالقين في المدينة، وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية لهم، حيث سقط مئات الضحايا، بينهم أطفال ونساء، جراء المعارك العنيفة بين تنظيم داعش وقوات "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية.

وتحدث أعضاء الهيئة عما قالوا إنه "منع حزب الاتحاد الديمقراطي من دخول الفارين من محافظتي دير الزور والرقة إلى مدن وبلدات الشمال السوري، وإجبارهم على الإقامة بمخيمات أقاموها في العراء، والتي أطلق عليها الناشطون مخيمات الموت".

اجتماعات الرياض

وناقش الطرفان أيضا الاجتماعات الأخيرة التي جرت في العاصمة السعودية الرياض بين ممثلين عن الهيئة العليا للمفاوضات وممثلين عن مجموعتي القاهرة وموسكو.

هذا ويعد الائتلاف جزءا من منصة الرياض وجزءا من الهيئة العليا للمفاوضات .

ولم يصل اجتماع الاثنين الماضي الذي عقدته الهيئة العليا للمفاوضات مع منصتي القاهرة وموسكو الى نتيجة، لتمترس منصة موسكو وراء عدم بحث مصير الرئيس السوري بشار الأسد واعتبار الحديث عنه شرطا مسبقا اضافة الى ملف الدستور الذي يعد اليوم نقطة خلافية جديدة وأصدر الطرفان بيانات توضح مواقفهما.

الانتقال السياسي

ودعا أعضاء الهيئة السياسية في اجتماعهم اليوم ، الدول الداعمة للثورة السورية لمواصلة دعمها السياسي لوفد الهيئة العليا للمفاوضات، معتبرين أن "وقوفهم إلى جانبنا لمواجهة التحديات الراهنة سيصب في مصلحة الانتقال السياسي الحقيقي في سورية".

وجددوا مواقفهم في أن جوهر الانتقال السياسي لن يتحقق ببقاء بشار الأسد، مضيفين أن ذلك سيعيد الاستبداد والفساد إلى سورية، وسيؤدي إلى المزيد من العنف الذي يولد إرهاباً جديداً يهدد السلم والأمن الدوليين. 

وكان الائتلاف قد قال أمس في بيان ، تلقت "ايلاف" نسخة منه، إن طائرات التحالف الدولي، ارتكبت سلسلة من المجازر المروعة التي راح ضحيتها أكثر من ١٠٠ شهيد من المدنيين في مدينة الرقة خلال الساعات الـ٤٨ الماضية.

وأدان الائتلاف الوطني هذه الجرائم، وحمّل التحالف الدولي المسؤولية "عن سقوط ضحايا مدنيين، وعن النتائج المترتبة على الدعم المستمر الذي يقدمه التحالف لميليشيات مسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب". وأشار الى أن " القصف العشوائي الجوي والبري الذي تتعرض له المدينة وريفها طيلة الأشهر الماضية تسبب بموجات نزوح كبيرة وحالة من الفوضى والهلع، فيما لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين في الأحياء الخاضعة لتنظيم "داعش"، ويتعرضون لمخاطر هائلة ما بين سندان التنظيم الإرهابي، ومطرقة الميليشيات المدعومة والمساندة من التحالف الدولي". وشدد أن هذه الجريمة" تضاف إلى سلسلة جرائم الحرب المدانة التي ترتكب بحق المدنيين، والتي تمثل خرقاً للقانون الدولي". 

وشدد أن "‎محاربة الإرهاب، لا يمكن أن تتم من خلال استهداف المدنيين، ولا من خلال دعم أشكال أخرى من الإرهاب، ولا يمكن توقع حل سياسي قبل أن يتم حسم الموقف الدولي من منبع الإرهاب، ممثلاً بنظام الأسد"، الذي اعتبره البيان "يتحمل المسؤولية الأساسية عن انتشار الإرهاب في سورية والمنطقة".