باريس: بعد ثلاثة اشهر على انتخابه واثر تراجع شعبيته بشكل كبير في استطلاعات الرأي، جمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حكومته الاثنين قبل أن يعرض الخميس الاقتراحات الخاصة بتعديل قانون العمل.

وقال ماكرون في بداية هذا الاجتماع "البعض يتوقعون الاسوأ. من الضروري جدا عدم التراجع امام نذر الشؤم. البعض قد يتمنون حصول ذلك. لكن سبب وجودنا هنا هو العمل وبحزم"، داعيا حكومته الى "التحلي بالارادة".

وعلق النائب الاشتراكي اوليفييه فور على هذا الكلام بالقول "ان الاجواء لا تبدو صافية" امام ماكرون. وكشف اخر استطلاع للراي أعدته مؤسسة ايفوب ونشرته صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" ان شعبية ماكرون تراجعت من 62% بعيد انتخابه الى 40%.

من جهته قال رئيس الحكومة ادوار فيليب الاثنين لدى خروجه من الاجتماع الحكومي الموسع "ان البلاد بحاجة الى تحول، والفرنسيون يدركون ذلك". واضاف انه رغم الانتقادات اللاذعة فان الحكومة تنوي بالفعل "البدء باصلاح البلاد" عبر برنامج عمل ضخم تم اعداده خلال الاسابيع القليلة الماضية.

ويتم الخميس الاعلان عن التدابير الآيلة لاصلاح قانون العمل، وهو الموضوع الاساسي الذي ركز عليه ماكرون خلال حملته الانتخابية. وخلال شهر سبتمبر "ستنطلق الاعمال المرتبطة باصلاح تعويضات البطالة والتدريب المهني" اضافة الى "سلسلة من الاجراءات المرتبطة بالعمال المستقلين".

وهناك ايضا خطة موسعة خاصة بالسكن والنقل "والتوجهات الأولى لخطة ضخمة تتعلق بالطلاب". وقال المتحدث باسم الحكومة كريستوف كاستانير الاحد "ان الفرنسيين يقولون اننا لا نتقدم بالسرعة اللازمة (...) لقد عملنا طيلة تموز/يوليو على مسألة الموازنة".

من جهته قال وزير الداخلية جيرار كولومب "قد تكثر اسئلة الفرنسيين لانهم يرون اجراءات مجزأة من دون ان يفهموا الرابط بين الاجراء والاخر".

ودعا ابرز معارضي اجراءات ماكرون، زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون وزعيم "فرنسا المتمردة" الى تجمع كبير في باريس في الثالث والعشرين من ايلول/سبتمبر "لمواجهة الانقلاب الاجتماعي" الذي تمثله الاجراءات الجديدة للحكومة الخاصة بقانون العمل.

ومن المقرر ان يعرض ماكرون الثلاثاء أبرز توجهات سياسته الخارجية أمام مؤتمر سفراء فرنسا.