بوينوس ايرس: حث بنيامين نتانياهو دول العالم كافة على محاربة "الإرهاب" ووجه اصبع الاتهام بشكل خاص إلى إيران خلال حفل تكريمي لضحايا تفجيرين في الأرجنتين في مستهل أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي إلى أميركا اللاتينية.

وعقد نتانياهو محاطا بتدابير أمنية مشددة الاثنين في بوينس أيرس اجتماعاً مغلقاً مع أفراد من الجالية اليهودية في الأرجنتين والتي تعد مع 300 ألف فرد، الأكبر في القارة.

وشارك في حفل تكريمي لضحايا تفجير السفارة الإسرائيلية في 1992 ومركز للجالية اليهودية في 1994 قتل فيهما على التوالي 29 و85 شخصا.

واتهم نتانياهو حزب الله اللبناني بتفجير السفارة في حين اتهم محققون أرجنتينيون خمسة مسؤولين إيرانيين سابقين بتمويل حزب الله لشن هجوم على مقر الجالية اليهودية. لكن إيران نفت أي ضلوع لها.

وقال نتانياهو في خطابه الذي وفرت نسخة منه السفارة الإسرائيلية إن "إيران هي التي تقف وراء الهجومين الكبيرين في بوينوس أيرس في التسعينات وهي التي تمثل ’أخطبوط الرعب" وكذلك حزب الله الذي يرسل فروعاً (من الرعب) حول العالم، وأسلحة إلى أميركا اللاتينية كذلك".

وقال نتانياهو الذي وصل الاثنين إن "من واجب كل الدول المتحضرة أن تحارب الإرهاب وخصوصاً نظام الإرهاب الإيراني" وإن إسرائيل "ستواصل العمل بحزم في مواجهة الرعب الإيراني والرعب بشكل عام إلى جانب شركائها في أميركا اللاتينية وفي أميركا الشمالية".

منتقدو نتانياهو

رحبت رابطة الجمعيات الإسرائيلية في الأرجنتين والتي تعد مظلة للجالية اليهودية بزيارة نتانياهو وقالت إنها تمثل "تقاربا بين الأرجنتين وإسرائيل".

لكن بعض أهالي ضحايا تفجير 1994 رفضوا دعوة لحضور اللقاء مع نتانياهو.

وقالت ديانا ملمود التي ترأس مجموعة "الذاكرة الحية" إن "نتانياهو لم يأت للاحتفال بذكرى الهجوم وإنما لتنشيط الأعمال التجارية".

وأضافت "خلال 23 سنة وقفت إسرائيل موقف المراقب مثل أي بلد آخر ولم تساعد بصدق في البحث عن الحقيقة" وراء هذه التفجيرات.

ووجه حائز نوبل السلام في سنة 1980 ادولفو بيريز اسكيفيل اتقادات لنتانياهو كذلك. وقال اسكيفيل إنه "ليس فقط متهما هو نفسه في المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لقتله مدنيين وقصف مدارس ومستشفيات ومساجد فلسطينية، بل إنه يوفر الحماية لأحد وجوه القمع في النظام الدكتاتوري الأرجنتيني". 

وكان اسكيفيل يشير الى رفض إسرائيل تسليم تيودورو انيبال غاوتو المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الدكتاتورية العسكرية في الأرجنتين في فترة 1976 - 1983.

احتجاجات

ويستعد ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية ويساريون للتظاهر الثلاثاء خلال لقاء نتانياهو مع الرئيس ماوريتسيو ماكري ورئيس باراغواي هوراسيو كارتيس.

تتطلع إسرائيل لتعزيز علاقاتها التجارية مع دول المنطقة وتبحث عن حلفاء للتصويت لصالحها في مؤسسات الأمم المتحدة حيث تتعرض باستمرار للإدانة بسبب احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأرجنتينية "هناك فرصة جيدة لزيادة الاستثمارات والتجارة".

وستصدر الأرجنتين بيانا حول نقل نحو 140 الف وثيقة وصورة تتعلق بالحرب العالمية الثانية على صلة بالمحرقة اليهودية.

بعد زيارة تستمر يومين سيتوجه نتانياهو إلى كولومبيا ومكسيكو قبل نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.