رحبت ناشطات وناشطون بالمرسوم الملكي السعودي الذي يسمح للمرأة، للمرة الأولى بتاريخ المملكة، بقيادة السيارة داخل البلاد.
ووصفت إحدى الناشطات المرسوم الذي أصدره الثلاثاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بأنه "انتصار عظيم" للمرأة السعودية بينما قالت ناشطة أخرى إن الأمور "لن تكون (بعده) كما كانت في السابق أبدا".
ووصف السفير الأمريكي في السعودية هذه الخطوة بأنها "القرار الصحيح وفي التوقيت الصحيح".
- ربع قرن من نضال المرأة السعودية لنيل حق قيادة السيارة: محطات رئيسية
- ردود الفعل على قرار السعودية السماح للمرأة بقيادة السيارة
- حقائق عن المملكة العربية السعودية
وتعد السعودية البلد الوحيد في العالم الذي يفرض حظراً على قيادة النساء للسيارات، وما زالت النساء فيه يخضعن لقيود صارمة فيما يتعلق بملابسهن فضلا عن تطبيق الفصل بين الجنسين.
وحتى الآن، يقتصر منح إجازات قيادة السيارات على الرجال، وتجازف النساء اللواتي يقدن السيارات بأن يتعرضن للاعتقال ويدفعن غرامات.
وقالت الناشطة سحر ناصيف لبي بي سي "لم أستطع تصديق ذلك، وبدأت بالضحك والقفز والصراخ (فرحا). إنه انتصار عظيم".
وأضافت "سأشتري سيارة أحلامي، إنها سيارة موستانج مكشوفة، وستكون باللونين الأسود والأصفر".
وفي غضون ذلك، قالت لطيفة الشعلان، عضو مجلس الشورى، وهو هيئة استشارية حكومية، لمحطة تلفزيون العربية "هذا انتصار عظيم للعديد من النساء السعوديات. كان ذلك ملفا واحدا أو قضية واحدة من القضايا التي كافحت المرأة السعودية من أجلها ليس لسنوات، حسب، بل لعقود".
ماذا سيحدث الان؟
- ستشكل هيئة وزارية لتقديم المشورة في هذا الصدد خلال 30 يوما.
- يطبق المرسوم الملكي بحلول 24 حزيران/يونيو 2018.
وأكد السفير السعودي في الولايات المتحدة، الأمير خالد بن سلمان، أن النساء لن يحتجن إلى موافقة رجل على تلقيهن دروس تعلم السياقة، وسيكنّ قادرات على السياقة في أي مكان يرغبن بقيادة سياراتهن فيه.
كيف تحقق هذا الاصلاح؟
ظلت الجماعات الحقوقية تطالب لسنوات بالسماح للنساء بقيادة السيارات، وسجن بعض النساء لاتهامهن بانتهاك القانون في هذا الصدد.
ونظمت الناشطات النسويات احتجاجات جماعية في عام 1990 وفي عام 2011 وفي عام 2013، ووضعن على الانترنت مقاطع فيديو يصورن أنفسهن فيها وهن يقدن سياراتهن.
وفي السنوات الأخيرة، عبر عدد من أعضاء الاسرة المالكة السعودية عن تأييدهم لإنهاء المنع المفروض على قيادة المرأة للسيارات.
وقد اطلقت الحكومة السعودية العام الماضي مشروع رؤية 2030، الذي تضمن خططا لتحديث الاقتصاد، ونظر إلى المشروع بوصفه مؤشرا على تحرك البلاد نحو الاصلاح.
تحليل: تغير هائل بالنسبة للمجتمع السعودي
فرانك غاردنر بي بي سي نيوز
إن المرسوم الملكي أمر هائل بالنسبة للمملكة العربية السعودية. فمنذ عقود من الآن، ظلت النساء السعوديات، والعديد منهن يتمتعن بمستوى تعليم جيد جدا وطموحات كبيرة، ينتظرّن فرصتهن للمساهمة الكاملة في اقتصاد بلدهن.
وقد ظلت العائلات كل هذا الوقت، تقلص في ميزانياتها لتوفير مبالغ لتأجير سائقين من جنوب شرق وجنوب آسيا، وتوفر السكن والطعام والتأمين لهم.
وتشير تقديرات إلى أن ثمة نحو 800 ألف سائق يتولون نقل النساء السعوديات في المملكة. ويرجع السبب وراء تأخر اتخاذ هذه الخطوة كل هذا الوقت إلى معارضة رجال الدين المحافظين، الذين عبروا عن وجهات نظر مختلفة من أن النساء "ناقصات عقل" ولا يمكنهن القيادة، إلى أن هذا الأمر سيقود إلى اختلاط بين الجنسين لا يمكن السماح به".
وجاء هذا المرسوم منسجما مع برنامج يدعى رؤية 2030، أعلنه ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، لتحديث المجتمع السعودي وجعله منسجما مع بقية العالم".
كيف كانت ردود الفعل ؟
رحبت الخارجية الامريكية بهذه الخطوة ووصفتها بأنها "خطوة إيجابية في الطريق الصحيح".
وكرر الأمين العام للأمم المتحدة، انتونيو غوتيريش، هذه الخلاصة.
ونشرت منال الشريف، الناشطة السعودية صاحبة حملة "سأقود سيارتي بنفسي" تغريده على "تويتر" تقول فيها إن "السعودية لن تكون كما كانت في السابق"، وكانت الشريف قد سجنت بسبب تحديها لقرار الحظر في السابق.
وقالت الناشطة عزيزة اليوسف إن "هذا التطور يشير إلى تغيير في حقوق المرأة"، مضيفة "نهنئ الأمة ونساءها ونأمل بحل جميع المشاكل الأخرى العالقة".
ولم تغب الأصوات المعارضة لهذه الخطوة، إذ اتهمت بعض الأصوات المحافظة الحكومة "بلي عنق نصوص الشريعة".
وانتشر هاشتاغ " أنا ولية أمري" و "النساء السعوديات يستطعن السياقة"بسرعة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، كما انتشرت هاشتاغات مضادة "لن تقودي" و "المجتمع ضد قيادة المرأة" و "سعوديات ضد قيادة المرأة".
التعليقات