بعض رجال الإطفاء

Getty Images

تواصل السلطات في ولاية كاليفورنيا الأمريكية مكافحة حرائق الغابات عبر أرجاء الولاية، ويشارك في العملية حوالي 12 ألف شخص من أفراد الإطفاء يواجهون 17 حريقا ضخما.

وقتلت النيران في مقاطعة شاستا شمالي كاليفورنيا ستة أشخاص حتى الآن، من بينهم طفلان وجدتهما.

وعثر على جثة مجهولة الهوية في بيت محترق الأحد.

كما فقد اثنان من أفراد مكافحة الحرائق حياتهما الخميس، وقتل ثالث وهو يكافح النيران في فيرغيسون، بالقرب من منطقة يوسيمايت الأحد.

وتحولت بعض أجزاء المدينة إلى حطام، وتفتش الشرطة من بيت إلى بيت بحثا عن جثث.

ووصف رجل ماتت زوجته وحفيداه كيف تلقى منهم مكالمة هاتفية محمومة يستغيثون فيها طلبا للمساعدة مع اقتراب ألسنة اللهب منهم.

وأجلي في جنوب الولاية أكثر من خمسة آلاف شخص من بلدة لايكبورت، حيث بدأت تتسلل نيران الحرائق.

وحذر مسؤولون من اتساع نطاق الحرائق المهلكة، بالرغم من العدد الكبير من أفراد الإطفاء.

وأدت "الرياح العاتية" والجفاف إلى انتشار النيران صباح الأحد، بحسب ما قاله مكافحو الحرائق.

أما حريق كار، الذي تضاعف في حجمه الجمعة، فلم يتمكن مكافحو الحرائق إلا من احتواء 5 في المئة فقط منه. وأحرق أكثر من 48000 هكتار (194 كيلو مترا مربعا) من الأراضي، ودمر 500 بناء على الأقل.

كيف انتشرت الحرائق؟

وقد بدأ الحريق الاثنين، وأصبح الخميس عاصفة من النيران، تمكن من عبور نهر ساكرامينتو، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.

وقال كين بيملوت، رئيس إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، في تصريحات صحفية إن "رؤية دوامات النيران بدت وكأنها فعلا عاصفة".

وأضاف أن "النار اشتدت مع ازدياد الرياح، فاقتلعت الأشجار، ونقلت السيارات من أماكنها ودمرت أجزاء من الطريق".

وأجلت السلطات حوالي 38000 شخص من السكان من مقاطعة شاستا. وأعلن حاكم كاليفورنيا، جيري براون، حالة الطوارئ في تلك المنطقة، وفي ثلاث مناطق أخرى.

ووافق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على إرسال مساعدات فيدرالية إلى المقاطعات المتضررة.

ويعد حريق كار أكبر حريق بين ثمانية لا تزال مشتعلة في كاليفورنيا، و90 في أرجاء البلاد، بحسب ما ذكره المركز الوطني لمكافحة الحرائق.

وحرائق الغابات أمر معتاد الحدوث في كاليفورنيا خلال مواسم الصيف فيها التي تتسم بشدة الحرارة والجفاف.

ولكن خبراء يقولون إن الحرائق هذا العام هي الأسوأ منذ عشر سنوات، بسبب الجفاف الذي تعرضت له الولاية فيما بين 2012 و2017 وقضى على مساحات كبيرة من الحياة النباتية.

وكان حاكم الولاية قد قال في ديسمبر/كانون الأول إن الحرائق التي يسببها التغير المناخي أصبحت "أمرا طبيعيا"، وإن الحرائق الضخمة "قد تحدث كل عام، وربما كل عدة أعوام".