القدس: عرض محامون فلسطينيون مكلفون قضية قرية بدوية تريد اسرائيل هدمها في الضفة الغربية المحتلة، تسوية تقوم على السماح لسكانها بالاقامة في مكان يختارونه ويكون قريبا من القرية.

وتقع قرية خان الاحمر البدوية شرق القدس على الطريق المؤدية الى مدينة اريحا والبحر الميت قرب العديد من المستوطنات الاسرائيلية. وتتألف من اكواخ هشّة من الخشب وألواح الالمنيوم، كما هي الحال عموما مع القرى البدوية، ويعيش سكانها هناك منذ خمسينات القرن الفائت، بحسب الفلسطينيين.

وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا رفضت في أيار/مايو طعنا للسكان ضد هدم القرية التي تعتبر السلطات الاسرائيلية انها بنيت في شكل غير قانوني، لكنها أرجات موقتا عملية الهدم بعد شكويين جديدتين.

ويؤكد السكان ومنظمات حقوقية ان حصول الفلسطينيين من اسرائيل على اذن بناء هو عمليا مستحيل في هذه المنطقة من الضفة المحتلة.

وبعد جلسة استماع استمرت خمس ساعات، طلبت المحكمة من النيابة العامة إبداء مرونة إزاء إعادة اسكان أهالي القرية البالغ عددهم 173 شخصا.

وعرضت السلطات الاسرائيلية على السكان الانتقال الى مكان قريب من بلدة ابو ديس في الضفة الغربية المحتلة لكنهم رفضوا، معللين ذلك بان المكان قريب من مكبّ للنفايات وفي منطقة سكنية لا مراعي فيها.

وأكد توفيق جبارين أحد محامي الدفاع عن مصالح السكان لصحافيين الاربعاء في المحكمة ان سكان قرية عناتا الفلسطينية التي تبعد ثمانية كيلومترات من خان الاحمر وافقوا على أن يستخدم البدو أراضيهم.

وأضاف جبارين ان مسؤولة اسرائيلية مكلفة التخطيط في الضفة الغربية رفضت الاقتراح بدون ان تتمتع بالصلاحية لذلك.

وأمهل القضاة الثلاثة الذين أشرفوا على جلسة الاربعاء الجانبين من أجل التوصل الى تسوية وتفادي وقوع مواجهات.

وأوضح جبارين ان "القضاة أمهلوا الدولة خمسة أيام ثم خمسة أيام أخرى حتى يتسنى لنا الرد وستتخذ المحكمة قرارها بعد" هذه المهلة.

وكان غضب السكان واضحا خلال تظاهرة الاربعاء في خان الاحمر فقد كانوا يأملون بأن تلغي المحكمة قرار الهدم.

وتمارس حكومات أوروبية والامم المتحدة ومنظمات غير حكومية ضغوطا لمنع هدم القرية بحجة ان ذلك سيؤدي الى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وعزل المنطقة عن القدس الشرقية التي يريد الفلسطينيون ان تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية.