نصر المجالي: رفض الكرملين الربط بين العقوبات الأميركية الجديدة ضد روسيا، واتهامات تورطها بتسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال في بريطانيا في مارس الماضي، ووصف الإجراءات الأميركية بغير الودية.

وقال الناطق باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف اليوم الخميس: "لقد سمعنا إعلانًا رسميًا بشأن العقوبات الجديدة، واستمعنا إلى مصدر رفيع المستوى تحدث عن &بعض القيود أو غيرها ضد روسيا. في حين أننا لم نفهم ما هو المعني بالضبط، سيكون من الخطأ الحديث عن تدابير مضادة".

وأعلنت الإدارة الأميركية في وقت سابق من الخميس أنها تعتزم فرض عقوبات جديدة على الجانب الروسي يوم 22 أغسطس على خلفية قضية سالزبوري، تشمل حزمتها الأولى حظرا على تصدير بعض البضائع الأميركية إلى روسيا.

غير قانونية&

وأضاف بيسكوف في رده المطول الذي نقلته (نوفوستي): "بشكل عام، نعتبر أنه من غير المقبول بشكل قاطع ربط هذه القيود الجديدة، التي ما زلنا نعتبرها غير قانونية، بقضية سالزبوري. مرة أخرى نرفض بشدة أي اتهامات بشأن تورط روسيا في هذه القضية. لم تكن لروسيا أي علاقة بوقائع استخدام الأسلحة الكيميائية. علاوة على ذلك، لا يمكننا حتى التحدث بشكل لا لبس فيه حول من وكيف تم استخدام هذه الأسلحة في المملكة المتحدة، لأننا لا نملك معلومات ولا نملك رداً على الاقتراح المقدم إلى الجانب البريطاني للتحقيق المشترك في هذا الحادث الذي يسبب قلقاً خطيراً".

واعتبر المتحدث باسم الكرملين أن ربط العقوبات الأميركية الجديدة مع هذه الأحداث غير مقبول بالنسبة لنا، وهذه القيود مثلها مثل تلك التي اعتمدتها الأطراف الغربية سابقا، غير قانونية تماما وغير شرعية على الإطلاق.

نظام مالي مستقر&

وردا على سؤال عمّا إذا كان النظام المالي للبلاد مستعدا لمثل هذا التطور في الأحداث؟ إذا نفذت الولايات المتحدة حزمة من العقوبات؟ قال بيسكوف: "النظام المالي للبلاد مستقر تماما، وقد أثبت استقراره في أوقات صعبة للغاية. على خلفية استمرار عدم القدرة على التنبؤ بشركائنا في الخارج ، يجب علينا الحفاظ على نظامنا المالي في حالة جيدة. هذا واضح. مثل هذه القرارات التي يتخذها الأميركيون غير ودية، ولا يمكن ربطها بالأجواء البناءة التي كانت في الاجتماع الأخير للرئيسين".

وعن تعليق الكرملين على احتمال حظر واشنطن الطيران الروسي إلى الولايات المتحدة؟ قال بيسكوف: "إذا كنت تسأل عما إذا كان أي من تصرفات واشنطن ممكنة في الوقت الحالي، فيمكننا القول إنه يمكنك الآن توقع أي شيء من واشنطن. هذا شريك لا يمكن توقع سلوكه في الشؤون الدولية. حتى الآن، لا يوجد أي ذكر لأي حظر، لم نسمع عن تصريحات في هذا الصدد.

علاقات&

وعمّا إذا كانت موسكو قد فقدت الأمل في تحسين العلاقات في ظل العقوبات الجديدة؟ أعلن بيسكوف أن روسيا تحتفظ بالأمل في بناء علاقات بناءة مع واشنطن، لأن هذه العلاقات ليست فقط في مصلحة شعبينا، ولكنها أيضا هامة للاستقرار والأمن في جميع أنحاء العالم. لقد أظهر الرئيس فلاديمير بوتين مرارًا وتكرارًا استعداده للبحث عن طرق للخروج من المواقف الصعبة، ولمناقشة أكثر القضايا صعوبة. لا أحد لديه أي سبب للشك في أن بوتين يحافظ على هذا الموقف. وآسف لأننا في كثير من الأحيان لا نلقى معاملة بالمثل في هذا الصدد من نظرائنا في الغرب.

وعن تصريحات أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي عن أن روسيا دولة&ترعى الإرهاب، قال بيسكوف: "يعمل الكثير من الأشخاص ذوي&الرؤوس الحامية في الهيئات التشريعية في مختلف البلدان. بالطبع، هؤلاء الأشخاص يدلون أحيانًا ببيانات اجتماعية تتجاوز المعقول. نحن نتعقبهم ونحاول أن نفهم مدى علاقة هذا بالموقف الرسمي لهذا البلد أو ذاك. هنا يمكنك طرح سؤال بلاغي. والآن بعد أن رأينا فلول المجموعات الإرهابية المتبقية في سوريا، ندرك جيداً من وكيف يرعى هذه الجماعات، يمكننا توجيه هذا السؤال لدول أخرى: من هم الرعاة الحقيقيون للإرهاب؟.

زاخاروفا

من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن بلادها ستعمل على وضع إجراءات جوابية على العقوبات الأميركية الجديدة المفروضة ضدها على خلفية قضية سالزبوري.

وأشارت زاخاروفا، في مؤتمر صحفي عقدته يوم الخميس، إلى أن الاتهامات الموجهة لروسيا بالوقوف وراء الهجوم الكيميائي المزعوم، الذي يقال إنه استهدف 4 مارس الماضي بسالزبوري البريطانية العقيد السابق في الاستخبارات الروسية، سيرغي سكريبال، لا أساس لها من الصحة لا سيما أن السلطات الروسية أتلفت ترساناتها للأسلحة الكيميائية على خلاف الولايات المتحدة.

واعتبرت زاخاروفا أن "الاتهامات المنسوبة، إلى روسيا، علما بهذا الأمر، باطلة ومتجنية"، مشددة على أن "الجانب الروسي حذر مرارا من أن استخدام لغة القوة والإنذار في التعامل معها أمران غير مجديين ولا آفاق لهما".

وأكدت زاخاروفا: "أن الجانب الروسي سيعمل على وضع إجراءات جوابية على الخطوة غير الودية الجديدة التي اتخذتها واشنطن".

وفي الأخير، لفتت المتحدثة باسم الخارجية الروسية في هذا السياق إلى أن "تأكيد الإدارة الأميركية استعدادها لمواصلة الجهود الرامية لتحسين العلاقات مع روسيا على خلفية هذه التطورات تبدو عجيبة وتمثل نفاقا سافرا". &