حظيت محافظة إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا بتغريدة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حذر خلالها الرئيس السوري بشار الأسد من مغبة مهاجمة المحافظة بشكل متهور.

إيلاف من نيويورك: دأب عدد من المسؤولين الأميركيين على التحذير من قيام القوات السورية بالتعاون مع الروس والإيرانيين بالهجوم على إدلب.&

فكتبت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة على حسابها على موقع تويتر تقول: "كل الأنظار نحو أفعال الأسد وروسيا".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت في وقت سابق إن رئيس الأركان الأميركي جوزيف دانفورد أبلغ نظيره الروسي بأنه ستكون هناك عواقب، إذا استخدمت دمشق السلاح الكيميائي في إدلب، أو في أي مكان آخر في سوريا.

لا تُهاجم بتهور
بالتزامن مع حشد النظام قواته، مدعومًا من الروس والإيرانيين، غرّد الرئيس الأميركي ترمب على تويتر، حيث قال: "يجب على الرئيس السوري بشار الأسد ألا يهاجم بشكل متهوّر محافظة إدلب. سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانيًا جسيمًا، إذا ما شاركوا في هذه المأساة الإنسانية المحتملة"، مضيفًا: "يمكن لمئات الآلاف من الناس أن يُقتلوا. لا تدعوا هذا الأمر يحدث".

غاب التهديد
لكن تغريدة الرئيس لم تحمل في طياتها أي تهديد بالرد على الهجوم المحتمل، ولم ترتقِ إلى مصاف تلك التي كتبها بعد اتهام النظام باستخدام السلاح الكيميائي في دوما في الغوطة الشرقية.&

يومها قال ترمب حرفيًا ردًا على تحذير روسيا من مغبة ضرب أهداف عسكرية لقوات النظام السوري: "تعهدت روسيا بضرب جميع الصواريخ الموجّهة إلى سوريا. إستعدّي يا روسيا، لأنها قادمة، وستكون جميلة وجديدة وذكية!.. عليكم ألا تكونوا شركاء لحيوان يقتل شعبه بالغاز ويتلذذ بذلك".

تصريح غير عادي
مستشار ترمب خلال الحملة الانتخابية د.وليد فارس، تحدث لـ"إيلاف" عن معركة إدلب وموقف واشنطن، حيث قال ردًا على سؤال حول إمكانية اعتبار كلام الرئيس الأميركي عن "مهاجمة إدلب بشكل متهور" من دون إطلاق تهديد صريح، ضوءًا أخضر لقوات النظام بفتح المعركة: "أميركا تحاول أن تتفادى أي رد فعل إعلامي لتحميله مسؤولية ما قد يحصل في إدلب، والإدارة تريد أن تقول ما معناه إذا استخدم السلاح الكيميائي، فسنضرب من البر والبحر، وليس على الأرض، لأن لا وجود عسكريًا للقوات الأميركية في هذه المنطقة.&

أما عن تغيّر هويات الجماعات المسيطرة على إدلب - يضيف فارس - فهذا لا يعني لأميركا أي شيء"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن "كلام ترمب عن إدلب أمر غير عادي، ففي العادة لا يتكلم عن مناطق أو جبهات صغيرة، وهو لم يتحدث عن كركوك أو درعا، وتناوله إدلب بالاسم يعني أن فريق عمله في الأمن القومي عرض عليه الملف، وأراد توجيه رسائل إلى جميع الأطراف المتقاتلة وإلى المجتمع الدولي".

"الإرهاب" يتقاتل على أرض إدلب
وأشار فارس إلى أن "الإدارة تتخوف من حصول هجوم بأسلحة غير تقليدية، يؤدي إلى خروج موجات هائلة من المهجرين نحو تركيا ثم أوروبا، وهذه النقاط أساسية بالنسبة إليهم. أما من يضرب إدلب، ومن يسيطر، فهذه ليست مشكلة بالنسبة إلى ترمب. أصلًا في إدلب معضلة تتمثل في وجود القسم الأكبر من الجماعات التي تقاتل في صفوف المعارضة على لوائح الإرهاب، كالنصرة وغيرها، وأيضًا هناك من بين المهاجمين ميليشيات مصنفة إرهابية، كحزب الله والجماعات الإيرانية".

عن اتهام النظام السوري للولايات المتحدة بدعم الجماعات الإرهابية، من خلال إطلاق التصريحات التحذيرية، قال مستشار حملة ترمب: "النظام لا يمتلك أي رصيد سياسي أو مصداقية ليتهم أميركا بدعم الجماعات الإرهابية، كل هذا الكلام لا يهمّ بقدر أهمية ما يجري على الأرض".

أصل المشكلة
ولفت فارس إلى أن "مشكلة إدلب صنعتها إدارة أوباما، بعدما أخفقت في دعم المعارضة المعتدلة، عندما كانت في ذروة قوتها، بسبب المفاوضات التي كانت جارية على الاتفاق النووي الإيراني. اندثرت المعارضة المعتدلة، وجاءت المعارضة المتطرفة المدعومة من تركيا، وأصبحت الأوضاع أكثر دراماتيكية، فالمعارضة التي تدعمها أنقرة مصنفة إرهابية، والجماعات التي تحاول طردها مصنفة إرهابية هي الأخرى، وهذا ما عقد المشهد بشكل كبير".

تركيا الخاسر الأكبر
ورأى فارس أن تركيا عندما كانت مع أميركا والدول العربية كان موقفها أقوى، ولكنها في ظل الأزمة في الخليج اختارت الوقوف مع قطر، فخسرت التحالف العربي، ثم خلقت أزمة مع واشنطن حول ملف القس الأميركي في وقت سيئ، وكان يجب عليها إطلاق سراحه لتفادي ما حصل، وكذلك ذهبت باتجاه صفقة الصواريخ مع روسيا، وشاركت في أستانة مع الإيرانيين، بمباركة موسكو.&
وفي النهاية - بحسب فارس - خسرت أميركا، ولم تربح روسيا وطهران، متابعًا: "هناك مناورة روسية إيرانية لإقناع تركيا بالتخلي عن أميركا، وفي الوقت نفسه تسعى الدولتان إلى إخراج تركيا من إدلب، أي تجريدها من منطقة امتلكت فيها نفوذًا كبيرًا في الأعوام الماضية، وبكل صراحة إذا سقطت إدلب، تخسر تركيا، وليس واشنطن، التي تتواجد قواتها على الطرف الآخر من سوريا".


&