جنيف: دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الجمعة النظام السوري لأن يأخذ في الحسبان مصير أكثر من مليون طفل في محافظة إدلب (شمال غرب) التي يعتزم شنّ هجوم عسكري كبير لاستعادتها، داعيةً إيّاه بالخصوص لعدم تحميل أطفال المقاتلين وزر آبائهم.

وقال مانويل فونتين مدير العمليات في اليونيسف لوكالة فرانس برس إن "أكثر ما يقلقنا هو أنّه في خضمّ الخطاب العسكري الطاغي في الوقت الراهن، لدينا انطباع بأنّنا ننسى أن هناك أكثر من مليون طفل يعيشون في هذه المنطقة، وبأننا ننسى الاحتياجات الإنسانية لهؤلاء الأطفال".

وأضاف فونتين الذي عاد لتوّه من سوريا حيث زار دمشق وحمص وحلب ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى إدلب، إنه قلق بالخصوص على مصير أطفال مقاتلي فصائل المعارضة في إدلب.

وقال "أعتقد أن هناك خطراً بأن يصبحوا ضحايا بصورة مضاعفة": من جهة بسبب الهجوم العسكري المحتمل والذي ستتعرض فيه حياتهم للخطر، ومن جهة ثانية لأن هناك خطراً بأن يتم "الربط بينهم وبين بما فعله آباؤهم".

وشدّد المسؤول الأممي على أنّه "من المهمّ للغاية أن يسود الحسّ السليم (...) فعندما يكون المرء في سن 4 أو 5 أو 10 سنوات أو 11 سنة ويكون والداه قد قاما بخيار ما فهو ليس مسؤولا عن هذا الخيار".

وتابع فونتين "نحن نعلم أنه في إدلب هناك أطفال تهجّروا 5 أو 6 أو 7 مرات حتى الآن" وقد عانوا في كل من هذه المرّات كونهم فرّوا من مناطق شهدت معارك حامية الوطيس مثل حلب وحمص والغوطة الشرقية وبالتالي فإنهم "ضعفاء للغاية".

وتسيطر هيئة تحرير الشام (الفرع السابق للقاعدة في سوريا) على ستين في المئة من محافظة ادلب المحاذية لتركيا والتي تضمّ كذلك العديد من الفصائل المعارضة.

ويبدو ان النظام السوري يستعد لهجوم وشيك على ادلب، لكن هذا الامر يبقى رهنا باتفاق مع تركيا التي تدعم الفصائل المعارضة وخصوصاً أن المباحثات بين موسكو وانقرة تكثّفت في الاسابيع الاخيرة.

وأثار مصير محافظة إدلب في الايام الاخيرة قلق الغربيين الذين حذروا من "تداعيات كارثية" لأي عملية عسكرية، وذلك خلال اجتماع في الامم المتحدة خصص لمناقشة الوضع الانساني في سوريا.