وقعت أحداث عنف طائفي في قرية في محافظة المنيا في صعيد مصر، بسبب خلاف على بناء كنيسة بدون ترخيص في منزل مملوك لأحد الأقباط، وسيطرت قوات الأمن على الأحداث، وقررت النيابة العامة حبس 19 شخصًا بتهمة إثارة الشغب والعنف.

إيلاف من القاهرة: بسبب بناء كنيسة غير مرخصة في منزل مملوك لأحد الأقباط، شهدت قرية دمشاو هاشم في محافظة المنيا في جنوب العاصمة المصرية القاهرة، أحدث عنف طائفي، وتعرّضت مجموعة من الأقباط لهجمات من قبل مسلمين اعترضوا على تحويل منزل مواطن قبطي إلى كنيسة، والشروع في بنائها بدون ترخيص.

لا كنائس إضافية
استطاعت قوات الأمن السيطرة على الأحداث، وألقت القبض على 38 شخصًا، وقررت نيابة مركز المنيا، حبس 19 شخصًا من المسلمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، على أن تتم إعادة عرضهم على النيابة للنظر في قرار تجديد حبسهم.

وجّهت النيابة العامة إليهم تهم إثارة الشغب والتعدي على آخرين. وقال شهود عيان من القرية، إن الأحداث وقعت يوم الجمعة الماضي، عندما تجمع المئات من مسلمي القرية أمام منزل أحد الأقباط، اعتراضًا على تحويله إلى كنيسة بدون الحصول على ترخيص.

ووقعت مشادات كلامية بين الطرفين، تطورت إلى مواجهات بالحجارة، وهجم بعض المسلمين على المنزل، وشرعوا في هدم البناء الحديث، الذي يرونه كنيسة بدون ترخيص.

سرقة ممتلكات وتخريب
أبلغ بعض الأهالي الجهات الأمنية، فهرعت قوات الأمن إلى القرية، وألقت القبض على العشرات من الأهالي، وسيطرت على الأوضاع، ولا تزال قوات الأمن تتمركز بكثافة في القرية، خشية تجدد الخلافات.

قال الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبوقرقاص: "بعدما انتشر الخبر على مواقع التواصل الإجتماعي، لزم أن ننشر هنا حقيقة ما حدث، فقد تعرّض أقباط قرية دمشاو هاشم، لهجوم من المتطرفين، وتم الاعتداء على منازل كل من: عادل سعيد رزق، ورضا عبد السيد رزق، وكامل فوزي شحاتة، وفوزي شحاتة بطرس، كما تم نهب كمية من المشغولات الذهبية والأموال وتحطيم الأجهزة المنزلية والكهربائية، وإضرام النيران في بعض ممتلكاتهم".

أضاف في بيان له: "كما أصيب كلّ من عادل سيد رزق (54 عامًا مدّرس)، بجرح قطعي في فروة الرأس. وفضل عطية نجيب (45 عامًا)، أصيب بجرح قطعي في الشفة العليا، وأصيب كذلك أحد رجال الإطفاء، وتمت معالجتهم داخل مستشفى المنيا العام".

القوات الأمنية تأخرت
تابع مكاريوس: "فقد تواردت أنباء منذ أيام عدة عن عزم المتطرفين القيام بالهجوم، وتم إبلاغ الجهات المعنية، لكن قوات الأمن وصلت إلى القرية بعد قيام المتطرفين بإطلاق الهتافات التحريضية، ثم التعديات المذكورة".

وكشف أسقف المنيا أن "المتطرفين في قرية مجاورة تُدعى عزبة سلطان قد فعلوا الشيء&نفسه منذ أسابيع. وبسبب عدم الردع انتقلت العدوى إلى هذه القرية، ومن بين ما تردد من هتافات أنه إنما يفعلون ذلك أسوة برجال قرية سلطان، ومن ثم فاحتمال امتداد ذلك إلى قرى أخرى وارد، ما لم يتم عقاب المحرّضين، وردع المعتدين" على حد قوله.

وقال حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، لـ"إيلاف" إن "احترام القانون وإنفاذه بحسم وعقاب من يخالفه يحفظ الحقوق والممتلكات"، مشيرًا إلى أن "الجهة الوحيدة المنوط بها إنفاذ القانون هي المؤسسات الحكومية المنصوص عليها في القانون رقم 80 لسنة 2016، الخاص ببناء الكنائس وترميمها، وليس الأهالي، مشددًا على ضرورة تنفيذ القانون بحق المعتدين، لعدم تكرار مثل هذه الاعتداءات".

التحقيق والمحاسبة يردعان
وإذ شدد أبو سعدة على أهمية تطبيق قانون بناء الكنائس رقم 80 لسنة 2016 الذي ينظم بناء الكنائس وترميمها دعا إلى ضرورة نشر قيم التسامح والمواطنة وقبول الآخر.

وأدانت منظمات حقوقية الوقائع الطائفية. وأعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء الأحداث التي شهدتها قرية دمشاو هاشم في محافظة المنيا. وطالبت المنظمة بضرورة التحقيق الفوري والعاجل في ملابسات الحادث والأسباب الرئيسة التي أدت إلى اندلاع هذه الأحداث ومعرفة من المتسبب في تفاقمها على النحو سالف الذكر ومحاسبته بالقانون، ليكون ذلك رادعًا لكل من تسوّل له نفسه باللعب على وتر الفتنة الطائفية في البلاد.

&