لندن: أظهر علماء إمكانية إنماء جلد سليم بصورة مباشرة في جروح خطيرة تهدد بالموت نتيجة حروق أو قروح كانت في السابق لا تُعالج إلا بعمليات ترقيع جراحية.&
&
واكتشف باحثون في معهد سولك للدراسات البيولوجية في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا أربعة بروتينات اساسية تحتاجها الخلايا الجلدية للبدء بتجديد الطبقات المعقدة التي تشكل الحاجز الوقائي الخارجي لجسم الانسان، كما افادت صحيفة الاندبندنت في تقرير.&

وبعد فقدان الطبقة الأساسية من الخلايا التي يحتاجها الجلد لتجديد نفسه في الجروح الكبيرة، استخدم الباحثون فيروسات لإعادة برمجة خلايا أخرى في الجرح والنسيج الرابط تحت الجلد لانتاج هذه البروتينات الأربعة. وتمكن العلماء من تنمية جلد جديد فوق الجرح في غضون 18 يوماً.&

ويمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف الى جيل جديد من العلاجات تمنع حدوث مضاعفات بسبب الجروح صعبة الإلتئام التي تكون شائعة بين كبار السن والمصابين بمرض السكري. كما يمكن ان يتيح ترميم أعضاء أخرى أُصيبت بتلف رغم ان هذا سيحدث في وقت لاحق في المستقبل.&

وصرح البروفيسور خوان كارلوس ازبيسوا بيلمونتي عضو فريق الباحثين لصحيفة الاندبندنت ان ما فعله الفريق هو "إنماء غطاء جلدي ثلاثي الأبعاد في جرح تجريبي مفتوح كان من المتعذر إيجاد غطاء له أو إلتئامه في السابق".&

وأضاف بيلمونتي ان هذا الانجاز "يشير الى إمكانية ان نغطي أو نشفي جرحاً من أي حجم في إطار زمني محدَّد" مشيراً الى ان تكنولوجيا إعادة برمجة الخلايا التي استخدمها فريقه يمكن ان تعيد الجلد الشائخ أو غير الصحي الى حالة "اكثر شباباً"، على حد تعبيره.&

ولكي يلتئم الجرح يجب أن تتقدم الخلايا التي تشكل الطبقة الخارجية من الجلد وتسد المناطق المصابة بصورة تدريجية. ولكن عملية الالتئام هذه تكون ضعيفة لدى كبار السن والمصابين بأمراض في القلب والأوعية الدموية بسبب عوامل مثل التدخين أو ارتفاع مستوى السكر في الدم.&
&
وفي هذه الحالة تصبح جروح بسيطة "قروحاً" كبيرة لا تلتئم ويمكن أن تؤدي الى مضاعفات قاتلة.&

وقد تحتاج القروح والحروق وغيرها من الجروح التي تتلف طبقات متعددة من الجلد أو تكون كبيرة جداً، الى العلاج بزراعة رقع من الجلد تؤخذ عادة من مناطق أخرى من الجسم. وحين لا تتوفر رقع سليمة بما فيه الكفاية يستخدم الأطباء بعض الخلايا الجذعية الجلدية لتنميتها في المختبر ثم زرعها في المناطق المصابة. وهذه عملية باهظة الكلفة وبطيئة ويكون المريض معرضاً للخطر في هذه الأثناء.&

ولكن فريق الباحثين أوجد بديلاً أفضل. وقال عضو الفريق ماساكازو كوريتا "اننا عملنا على تنمية جلد حيث لم يكن هناك جلد اصلا".&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.independent.co.uk/news/health/wound-healing-skin-ulcer-burns-infection-pressure-sores-nhs-cost-nature-salk-a8524036.html


&