إيلاف من برلين: هي فاكهة طبيعية تنمو في غابات الأمازون المطرية في البرازيل وبيرو وتحمل الأسم العلمي "مارسياريا دوبياMyrciaria dubia "، ويقول الباحثون انها تحتوي على فيتامين سي بكميات تزيد30 مرة عنها في الكي وي. يطلق عليها سكان البرازيل اسم"كامو كامو" أو "كاكاري" أو" كامكامو"، ترتفع أشجارها إلى3-5 امتار، وتحمل أثماراً صغيرة حمراء-بنفسجية اللون تشبع حبات الكرز.

ويقول العلماء الكنديون الآن انهم تثبتوا من ان هذه الثمرة تستحق المزيد من مجرد استخدامها في صناعة الآيس كريم والحلوى. فالمعروف ان هذه الثمرة استخدمها مواطنو الأمازون البدائيون كدواء، لكن العالم &المتحضر اليوم لا يعرف استخدامها إلا في صناعة بعض أنواع الآيس كريم.&

وكان سكان الأمازون، لشدة حموضة الكامو كامو، يخففون عصيرها بالماء أو الحليب ويتناولونها يومياً ،والمعتقد انها قد تكون سر بقاء سكان المازون بعيدين عن البدانة وأمراض الاستقلاب.

وكتب العلماء الكنديون من جامعة لافال في مجلة"غوت Gut " انهم ربما وجدوا حلاً طبيعياً لمشكلة البدانة التي تقلق العالم. وثبت من التجارب المختبرية ان"كامو كامو" تقلل الوزن وتقلل مخاطر الأمراض الناجمة عن اضطراب الاستقلاب في الجسم.

والمعتقد ان خلاصة هذه الثمرة الامازونية تؤثر ايجاباً في اضطرابات عملية الاستقلاب، ولاسيما تلك الناجم منها عن اضطراب عمل النبيت الأخضر في الامعاء (الفلورا). وتحتوي حبة الكامو كامو على فيتامين سي يزيد20-30 مرة عن كميتها في الـ كي وي، كما تحتوي على مادة البوليفينول بكميات تعادل كمياتها خمس مرات في"العليق".

والبوليفينول من المواد المضادة للأكسدة و تعتبر من أكثر المواد المضادة للأكسدة فعالية و إنتشارًا، حيث ان هذه المواد تكسب الجسم الحماية الضوئية والكيميائية، و تمنع تأثير الأشعة الفوق بنفسجية التي قد تساعد على ظهور سرطان الجلد، كما تمنع أو تحد من الإصابة بأنواع مختلفة من الأورام السرطانية. ويتواجد البوليفينول في الاوراق الخضراء بشكل كبير حيث تصل نسبة تواجده من15 إلى30%.

يقلل الوزن رغم التغذية الدسمة

أجرى البروفيسور اندرية ماريت، من جامعة لافال، دراسته على الفئران بعد ان قسموها في مجموعتين. واخضعت فئران المجموعة الأولى إلى تغذية عالية الدهون والنشويات وتحتوي على خلاصة الكامو كامو طوال 8 أسابيع. وظهر بعد التجربة ان فئران المجموعة الأولى فقدوا نحو50% من أوزانها مقارنة بالمجموعة الثانية التي لم تنل خلاصة الكامو كامو.

والمهم أيضاً ان الوزن الذي فقده الفأر في مجموعة الكامو كامو كان يعادل الوزن الذي كسبه الفأر في مجموعة المقارنة. مع العلم ان الفئران في مجموع المقارنة تناولت تغذية، خلال التجربة، ذات نسبة معقولة من الدهون والسكريات.

وكتب الباحثون ان التجارب أهلتهم أيضاً لتفسير كيفية عمل خلاصة الكامو كامو الايجابي على عملية الاستقلاب وعلى تراكم الشحوم في الجسم.

كامو كامو حسنت الحساسية للانسولين

وطبيعي فسر العلماء فقدان الوزن في مجموعة فئران الكامو كامو على أساس تأثير هذه الثمرة. وثبت ان خلاصة الكامو كامو حسنت تحمل أجساد الفئران للغلوكوز وحسنت حساسيتها للإنسولين، وقللت فرز الاندوتوكسين الضارة بالجسم، وقللت العلامات الإلتهابية الميتابولية.

وذكر ماريت ان كامو كامو، في تأثيرها على فلورا الأمعاء، زادت من بكتيريا موسيننيفيليا وقللت من بكتيريا اللاكتوباسيليا ووان ذلك هو سبب هذه التغيرات الايجابية. وللتثبت من ذلك قام العلماء بنقل عينات من هذه الفلورا المحسنة، في أمعاء فئران مجموعة الكامو كامو، إلى أمعاء فئران مختبرية أخرى.&

وكانت النتيجة مماثلة وتمتعت الفئران الأخيرة بدورها بالقدرة على تقليل أوزانها رغم التغذية المشحونة بالدهون والنشويات. وعلى هذه الاساس فأن خلاصة الكاو كامو أعادت تركيب بكتيريا الأمعاء (الفلورا) بما يحسن عملية الاستقلاب.

ويبقى على ماريت وزملائه&ان يجروا التجارب مستقبلاً على البشر للتأكد من تأثيرات كامو كامو. ويقول إن التجارب على البشر أجيزت سلفاً من السلطات الصحية الكندية. وعبر عن اعتقاده بان هذه الثمرة الأمازونية قد تفتح باباً لعلاج حالات الإرهاب وتوتر العمل وتحفيز عمل النظام المناعي في الجسم.