رام الله: يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى باريس الأربعاء، حيث يلتقي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار جولة تسبق مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأسبوع المقبل في نيويورك، بحسب ما أفادت مصادر رئاسية.

تأتي زيارة عباس على خلفية توتر شديد &مع الولايات المتحدة إثر الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب بحق القيادة الفلسطينية، وكان آخرها إغلاق مكتب ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وإلغاء تأشيرات إقامة السفير الفلسطيني وعائلته، ومطالبتهم بالرحيل فورًا.

يتخوف الفلسطينيون من خطة يطلقون عليها اسم "صفقة القرن" يقولون إن واشنطن تعدّها بالتنسيق مع دول إقليمية لإنهاء القضية الفلسطينية، خصوصًا بعد نقل السفارة الأميركية إلى القدس.&

قال وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي لإذاعة "صوت فلسطين" الإثنين، إن عباس سيتوجه إلى باريس الأربعاء للقاء ماكرون، والتباحث حول كيفية الرد الأوروبي والعالمي على +صفقة القرن+".

أضاف "ستتم مطالبة فرنسا بالتحرك واتخاذ موقف واضح من هذه +الصفقة+، بما فيها الدعوة إلى استكمال المؤتمر الدولي للسلام الذي عقد في دورته الأولى في باريس في يناير من العام المنصرم".

وأكدت أكثر من سبعين دولة ومنظمة شاركت في مؤتمر باريس في مطلع العام 2017 حول النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أن المجتمع الدولي لا يزال متمسكًا بحل الدولتين في هذا النزاع، ولن يعترف بأي قرارات أحادية الجانب تتعلق بمسائل الحدود والقدس.

لكن ذلك لم يمنع واشنطن من إعلان اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل مقر سفارتها من تل أبيب إلى القدس. وعلّقت القيادة الفلسطينية الاتصالات مع البيت الأبيض بعدما اعترف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر الماضي.

كثفت الإدارة الأميركية إجراءاتها ضد الفلسطينيين في الآونة الأخيرة، وأوقفت دعمها المالي للأونروا، وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. كما أوقفت كل مساعداتها للفلسطينيين، والمقدرة بمئات ملايين الدولارات، وقررت إغلاق بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن في الأسبوع الماضي.

ويتّهم الفلسطينيون ترمب بالانحياز إلى إسرائيل، ويقولون إنه يحاول إرغامهم على قبول خطة البيت الأبيض. وكان عباس أعلن الأحد أنه سيطرح قضية التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الاراضي الفلسطينية أمام الجمعية العامة.

قال المالكي "سيتحدث الرئيس خلال خطابه عن انتهاكات حكومة الاحتلال والتواطؤ مع الإدارة الأميركية بحق أبناء شعبنا، خاصة ما يجري في قرية خان الأحمر (البدوية المهددة بالهدم) كمؤشر إلى التهديدات التي تطال التجمعات البدوية الأخرى والقرى والمدن".

قبل وصوله إلى نيويورك، سيلتقي عباس عددًا من المسؤولين في إيرلندا، والمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا في نيويورك لمطالبتها بالإعلان عن موعد بدء التحقيقات بجرائم الاحتلال التي رفعت إلى المحكمة، بحسب المالكي.