لندن: يعتبر بناء أول صور ثلاثية الأبعاد للخلايا الدهنية أحدث سلاح يدخل المعركة ضد وباء البدانة العالمي. 

وجاء بناء هذه الصور في اطار دراسة جديدة تكشف ما يحدث داخل النسيج الدهني لفئران اختبار وتحدد الأهداف المحتملة لعقاقير جديدة في علاج البدانة ومرض السكري أو الوقاية منهما. 

وقالت جينغي تشي التي شاركت في الدراسة إن النتائج تبين قيمة التصوير ثلاثي الأبعاد كأداة استكشافية. 

وتستند الدراسة الجديدة التي اجراها فريق من الباحثين برئاسة البروفيسور بول كوهين من جامعة روكفلر الأميركية إلى الاكتشاف الأخير بأن هناك ثلاثة انواع مختلفة من الدهون هي الدهون البيضاء والدهون البنية والدهون البيج. وفي حين ان الدهون البيضاء دهون ضارة لأنها تخزن الطاقة فان الدهون البنية والبيج قد تكون مفيدة لأنها تحرق الطاقة. 

ويقول كوهين إن لدى الدهون البيج إمكانية كبيرة بصفة خاصة لعلاج البدانة وما يقترن بها من أمراض مثل السكري ومرض القلب والأوعية الدموية لسهولة تغييرها بسرعة من الحالة الضامرة تماماً إلى حالة نشطية لحرق الطاقة. 

والهدف النهائي هو تطوير طرق علاجية تستخدم الدهون البيج لحرق مزيد من الطاقة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التمثيل الغذائي. 

ولكن الباحثين يريدون أن يعرفوا أولا كيف تتفاعل خلايا الدهون البيج مع الجهاز العصبي السمبثاوي الذي يقوم بدور مهم في تحديد ما تخزنه الخلايا من الطاقة وما تحرقه منها. 

وكانت الطرق المختبرية التقليدية قاصرة لذا عمد الباحثون إلى تعديل منظومة تصوير ثلاثي الأبعاد للأنسجة جرى تطويرها في البداية لدراسة الدماغ بهدف استخدامها في تصوير البناء الداخلي للنسيج. 

واتاحت الصور ثلاثية الأبعاد المثيرة التي انتجتها المنظومة المعدلة القاء نظرة على السمات الوظيفية للدهون البيج، بما في ذلك الأوعية الدموية والخلايا العصبية التي تبدو كأنها شبكات سلكية. 

كما كشفت الصور ثلاثية الأبعاد عن وجود اختلافات مهمة بين الدهون الحشوية والدهون تحت الجلد. فان الدهون الحشوية الموجودة في منطقة البطن تحيط بالأعضاء الداخلية وترتبط بمرض السكري وغيره من امراض التمثيل الغذائي في حين ان الدهون تحت الجلد وخاصة في منطقة الورك وغيرها يمكن ان تتحول إلى دهون البيج لدى تعريضها إلى البرد وهي لا ترتبط بالمرض. 

واكتشف العلماء ان الدهون تحت الجلد الموجودة في الفئران ايضاً دهون حسنة التنظيم بنيوياً ذات عقد عصبية واسقاطات محور عصبي ضرورية لحرق الطاقة. 

وكان فريق العلماء برئاسة كوهين اظهروا في دراسة سابقة اهمية الدور الذي يقوم به بروتين يعرف باسم PRDM16 في نشاط الدهون البيج لحرق الطاقة. 

ومن دون هذا البروتين لا تستطيع الفئران تفعيل دهونها البيج وينتهي بها المطاف إلى المضاعفات نفسها التي يعاني منها البشر البدناء مثل مقاومة الانسولين. 

ولتحديد دور هذا البروتين في نمو الاعصاب درس العلماء انسجة فئران تفتقر اليه في الخلايا الدهنية مع تعريضها للبرد. واظهرت الصور حدوث انخفاض لافت في اسقاطات المحور العصبي بالمقارنة مع فئران يوجد هذا البروتين في خلاياها الدهنية. 

واوضح كوهين ان هذا يشير إلى أنّ وجود البروتين في الخلية الدهنية يرشد المحاور العصبية إلى المكان وإذا أُزيل البروتين لن تكون هناك محاور عصبية تقوم بدور مهم في حرق الطاقة. 

كما يشير إلى أنّ الجزيئات التأشيرية التي تقوم بدور الوسيط في الحوار بين هذين النوعين من الخلايا يمكن ان تمثل اهدافاً علاجية جديدة في المعركة المستمرة ضد البدانة والأمراض المرتبطة بها. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "فوتوريتي". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.futurity.org/3d-imaging-fat-1652352/