علقت صحف عربية على قرار الولايات المتحدة تدريب قوة أمنية في سوريا تضم فصائل كردية لحماية الحدود، وهو الأمر الذي اعترضت عليه تركيا واعتبرته خطوة مقلقة وغير مقبولة.
ويحذّر كُتّاب من هذه الخطوة، التي اعتبرها بعضهم بداية لتقسيم سوريا وإقامة دولة كردية.
ويتساءل محمد خروب في "الرأي" الأردنية "هل اقترب الصِدام 'العسكري' التركي-الأمريكي؟".
ويقول إن واشنطن لم تتراجع حتى الآن "عن مشروعها واضح الأهداف، والذي يقف في مقدمته محاولة تقسيم سوريا، عبر تشكيل جيش من المرتزقة".
ويضيف "وإذ أدركت أنقرة أن الإدارة الأمريكية قد اختارت الانحياز إلى مرتزقتها... فإن تركيا تجد نفسها في وضع لا تُحسد عليه، وبخاصة أن موسكو وطهران... تقفان إلى جانبها في اعتبار المشروع الأمريكي محاولة مكشوفة لتقسيم سوريا".
ويشير إلى أن الموقفين الروسي والإيراني "منسجمان تماماً مع الموقف الرسمي في اعتبار المشروع الأمريكي الخطير لإنشاء جيش من المرتزقة تحت عنوان حرس الحدود، محاولة مفضوحة لتقسيم سوريا وإطالة أزمتها".
الاتجاه نحو الأكراد
ويقول عبدالباري عطوان، رئيس تحرير موقع "رأي اليوم"، إن المشاركة الأمريكية في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا "لم يكن بالدرجة الأولى من أجل مكافحة الإرهاب... وانما لإقامة دولة كردية في منطقة التقاء الحدود التركية السورية العراقية، تكون قاعدة عسكرية أمريكية دائمة كبديل لقاعدة انجرليك الجوية التركية القريبة، وبالتنسيق مع دولة الاحتلال الإسرائيلي".
ويضيف أن "ملامح هذا المخطط الأمريكي بدأت تتبلور فور هزيمة 'الدولة الإسلامية' في الموصل، وإخراجها من عاصمتها الرقة".
ويستطرد عطوان أنه "من الواضح أن الولايات المتحدة، وبعد سبع سنوات من التورط في سوريا، وإنفاق سبعة مليارات دولار على تمويل وتسليح وتدريب قوات المعارضة السورية فقدت الثقة بالعرب كحلفاء يمكن الاعتماد عليهم في جبهات القتال، ولهذا قررت الاتجاه نحو الأكراد".
ويؤكد الكاتب أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "لا يستطيع مواجهة المشروع الأمريكي الكردي وحده، بدون دعم القوى الكبرى مثل روسيا وإيران وسوريا والعراق التي تعارض بقوة هذا المشروع وتعتبره خطرا عليها".
ويقول علي قاسم، رئيس تحرير جريدة "الثورة" السورية إن الوقت "لم يسعف إدارة الرئيس ترامب... لترتيب أوراقها وأوراق المنطقة معها، لتكون على مقاس أطماعها، وبما يتوافق في نهاية المطاف مع المصالح الإسرائيلية".
ويضيف "لم تكتفِ الإدارة الأمريكية بعرقلة المسار السياسي، عبر محاولات محمومة لإغلاق كل الدروب التي توصل إليه، بل تعمدت أن تكشف عن وجهها العبثي في الحديث عن جيش من المرتزقة".
ويعتبر الكاتب أن الطرح الأمريكي بتشكيل قوة حدودية يُعدّ "عدواناً صارخاً وموصوفاً على السيادة السورية، ويشكل حالة عداء مع الجوار الإقليمي الذي يجد في الخطوة استفزازاً لا يمكن القبول به، ويجرُّ مخاطر لا طاقة للمنطقة على تحمُّل تبعاتها".
وتعلِّق هبة محمد في "القدس العربي" اللندنية، قائلة إن واشنطن "اختارت هذا التوقيت، أي بعد انتهاء الحرب على تنظيم الدولة، كونها ترى أنه حان وقت الحصاد وتريد أن تبلور نتائج دعمها وشرعنة المجموعات التي دعمتها على الأراضي السورية، بتشكيل قوة تحت مسمى جديد لإخفاء ماضي القوة السابقة".
وتضيف أن الإدارة الأمريكية "غاب عنها أن ذلك سيزيد من تقارب الأطراف الباقية المتشابكة في سوريا".
التعليقات