القدس: تعهد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الاثنين في خطاب ألقاه امام البرلمان الإسرائيلي بأن السفارة الأميركية ستفتح ابوابها قبل حلول نهاية العام المقبل، بموجب قرار نقلها الشهر الماضي، بعد اعتراف الرئيس دونالد ترمب بالمدينة المقدسة، عاصمة لإسرائيل.

وقال بنس "القدس عاصمة إسرائيل، ولهذا وجه الرئيس ترمب تعليماته لوزارة الخارجية للبدء فورًا بالتحضيرات لنقل السفارة الأميركية من تل ابيب الى القدس" وسط تصفيق الحضور.

وأضاف "في الاسابيع المقبلة، ستقدم الادارة خطتها لفتح سفارة الولايات المتحدة في القدس. وستفتح سفارة الولايات المتحدة قبل نهاية العام المقبل".

وبحسب بنس، فإن ترمب قام الشهر الماضي "بتصحيح خطأ عمره 70 عامًا. وابقى على كلمته للشعب الأميركي عندما اعلن ان الولايات المتحدة ستعترف اخيرًا بأن القدس عاصمة إسرائيل".

وحث بنس ايضا المسؤولين الفلسطينيين على العودة الى طاولة المفاوضات مع إسرائيل. وكان الفلسطينيون أعلنوا بعد قرار ترمب رفضهم للوساطة الأميركية في عملية السلام.

وأثار قرار ترمب سلسلة تظاهرات احتجاجية ومواجهات في الاراضي الفلسطينية تسببت بمقتل 18 فلسطينيًا. كما قتل مستوطن إسرائيلي خلال هذه الفترة من دون ان يتضح بعد ما اذا كان قتل المستوطن على علاقة بالاحتجاج على الموقف الأميركي.

دولة مستقلة

من جانبه، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الى الاعتراف "سريعًا" بفلسطين كدولة مستقلة معتبرا ان ذلك لا يتناقض مع استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل.

وقال عباس الذي يزور بروكسل سعياً للحصول على دعم الاوروبيين بعد اعتراف الرئيس ترمب بالقدس عاصمة لاسرائيل، "إن أوروبا شريك حقيقي للسلام في المنطقة، ونطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين سريعًا".

واضاف الرئيس الفلسطيني ان "الاعتراف لن يكون عقبة في طريق المفاوضات للوصول الى سلام".

وتابع ان "ما يشجع الشعب الفلسطيني للمحافظة على الأمل هو أن هناك سلامًا قادمًا، وان الطريق ستكون مفتوحة لهذا السلام ويشجع الناس بالتمسك بثقافة السلام"، بحسب تصريحات اوردتها وكالة الانباء الفلسطينية وفا.

وقد التقى عباس وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في اجتماع ثنائي قبل ان ينضم الى وزراء خارجية الدول الاعضاء ال28 في الاتحاد على غداء عمل على هامش اجتماعهم الشهري.

عقبات

واوضح الرئيس الفلسطيني" قد تحصل هناك بعض العقبات كالتي سمعناها مؤخرا من هنا أو هناك، لكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار بالأيمان بأن الطريق الوحيد للوصول للسلام هو المفاوضات بيننا وبين إسرائيل تحت الرعاية والمشاركة الدولية".

وقال "كذلك مهما حصلت عقبات في طريق الحل السياسي إلا أننا ملتزمون بمحاربة الإرهاب والعنف والتطرف محليا واقليميا ودوليا".

كذلك انتقد عباس قيام الولايات المتحدة بتجميد قسم من تمويلها لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا).

وقال إن قطع المساعدات عن الاونروا "يعني أحد أمرين: إما أن يتركوا لمواجهة مصيرهم وحدهم وتتلقفهم منظمات الإرهاب، أو أن يهاجروا لدول لا تريد أحدًا ان يهاجر إليها".

من جهتها، اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي عند استقبالها عباس "الالتزام الحازم للاتحاد الاوروبي بحل الدولتين" اسرائيل وفلسطين في النزاع "مع القدس عاصمة يتقاسمها" الطرفان.

وقالت موغيريني ايضا "هذا ليس الوقت المناسب" لوقف العملية في حين اصبحت القيادة الفلسطينية ترفض اعتبار الولايات المتحدة "وسيطا مشروعا"، فيما اتهم عباس اسرائيل بأنها "انهت" اتفاقات اوسلو للسلام الموقعة عام 1993 والهادفة للتوصل الى حل متفاوض عليه للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.