«إيلاف» من بيروت: بعد تبلغ لبنان من الدولة الفرنسية أنه لن يجري تحديد موعد حتى الساعة لانعقاد مؤتمر باريس 4، إذا لم تضع الحكومة اللبنانية خطة إصلاحية، يطرح السؤال هل هناك خوف فعلي من عدم انعقاد باريس 4، وهل ستفي الحكومة اللبنانية بوعدها في وضع خطة إصلاحية وتنفيذها؟
يؤكد الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة في حديثه لـ"إيلاف" أن لبنان كذّب بعد مؤتمر باريس 2 و3 على المجتمع الدولي، حيث طلب المجتمع الدولي أمورًا لم ينفذها لبنان، بحجة الوضع غير المستقر في لبنان، ولم يلتزم لبنان بالقواعد المطروحة، وكانت المطالبة دائمًا بإصلاحات، ولبنان يهمل الموضوع، ففي باريس 3 مثلاً أهم عنصر في الموضوع كان إجراء الانماء المتوازن، ولبنان حينها لم يلتزم بوعده في إجراء هذا الإنماء، حيث وصل الفقر مثلاً في منطقة عكار لوحدها إلى حدود 36%.
فضلاً عن أنه في لبنان ما نسبته 0,3 % من الشعب يملك 50% من ثروة لبنان، من هذا المنطلق المجتمع الدولي لا يثق بلبنان قبل أن يقدم إصلاحلات جذرية وواقعية.
أهم الإصلاحات
ما هي أهم الإصلاحات التي يحتاجها لبنان حاليًا؟ يجيب عجاقة أنها تندرج ضمن إصلاحات تتعلق بالشق المالي للدولة اللبنانية، والشق الإجتماعي.
بما يخص الشق المالي، يأتي في الدرجة الأولى موضوع الإصلاحات التي تطال الإنفاق والمداخيل، ففي الانفاق يريد المجتمع الدولي صورة واضحة عن الإجراءات التي ستقوم بها الحكومة اللبنانية كي تلجم هذا الإنفاق، لأن الدين العام يرتفع، بما يخص المداخيل المالية للدولة يحتاج المجتمع الدولي سياسة واضحة، حيث أن صندق النقد الدولي سيتدخل في الموضوع، مع التزام من قبل الدولة اللبنانية برفع الضرائب.
أما في ما يخص الشق الإجتماعي، فهناك نقطتان أساسيتان الأولى في ما يخص الفقر والبنك الدولي له دوره الكبير في هذا الموضوع، وسيكون هناك تعهد في لبنان في العمل على تخفيف حدة الفقر عبر الانماء المتوازن.
كذلك هناك الشق القانوني للمساواة في المجتمع بين النساء والرجال، والمرأة ستكون لها حصة الأسد في العدالة بين المواطنين في لبنان.
خوف
وردًا على سؤال هل من خوف فعلي من عدم انعقاد باريس 4 لمساعدة لبنان؟ يجيب عجاقة أن الخوف موجود، ولكن يجب معرفة أنه في العلاقات الدولية الصدقية تبقى أساسية، بمعنى تنفيذ ما تم الإتفاق عليه، وصدقية الطبقة السياسية في لبنان، بغض النظر عن الظروف المحيطة بلبنان، لم تحترم، ولم تستطع تلك الطبقة السياسية الإلتزام بما هي أقرته شفهيًا، وهذا أضعف صدقية الطبقة السياسية في لبنان.
ويبقى بحسب عجاقة أن للمجتمع الدولي أهدافًا إنسانية، بمعنى تشجيع الدول في طريقة عيشها الخاطئة.
ولبنان من بين هذه الدول من حيث يسعى المجتمع الدولي إلى تثبيت الإصلاحات في لبنان.
ويشير عجاقة الى إطار لمؤتمر باريس 4 قبل إجراء الانتخابات النيابية في لبنان.
أهمية باريس 4
عن مدى أهمية انعقاد باريس 4 على اقتصاد لبنان، يشير عجاقة إلى أنه برأيه الشخصي لسنا بحاجة الى أموال في لبنان، باريس 4 ما سيقدمه هو قروض ميسرة، والاشكالية الأساسية تبقى أن هدف باريس 4 بالتحديد أن تتحرك الطبقة السياسية في لبنان نحو الإصلاح وإدارة البلد، وتحرير اقتصاد لبنان وماليته.
التعليقات