«إيلاف» من لندن: بعد الانسحابات التي شهدها ائتلاف "نصر العراق" الانتخابي برئاسة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من قبل عدد من الاحزاب والائتلافات السياسية مؤخرًا، فقد اعلن في بغداد اليوم عن انسحاب تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم منه، ما سيضعف موقفه الانتخابي ويدفعه للبحث عن تحالفات جديدة ..فيما تم الاعلان عن زيارة قريبة لوزير الخارجية الفرنسي الى العراق قريبا.
وجاء الاعلان عن انسحاب تيار الحكمة الذي يتزعمه رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم من "إئتلاف "نصر العراق" برئاسة العبادي في بيان مشترك اعلنا فيه خوضهما الانتخابات المقبلة في 12 من مايو المقبل بقائمتين انتخابيتين منفصلتين، وذلك بعد اسبوعين فقط من اعلانه الانضمام الى الائتلاف.
وقال ائتلاف نصر العراق وتيار الحكمة في بيانهما الصحافي الذي تسلمت "إيلاف" نصه الثلاثاء، انهما" قررا خوض الانتخابات النيابية التي ستجري في 12 من مايو المقبل بقائمتين انتخابيتين، وذلك بالاتفاق والتراضي بين الطرفين وتشخيصهما للمصلحة المشتركة وحسب المعطيات الفنية التي توصلا اليها".
واضافا انهما "يؤكدان على استمرار تعاونهما والحرص على العلاقة الإيجابية بينهما وضرورة العمل على خوض حملة انتخابية نزيهة وتهيئة اجواء سليمة لابناء شعبنا من اجل اختيار ممثليه في مجلس النواب ومجالس المحافظات وعبر ارادته الحرة وبذل كل الجهود من اجل إنجاح هذا الاستحقاق الدستوري". واشارا الى انهما "سيلتقيان بعد الانتخابات في اطار تحالفات أوسع لتشكيل الحكومة الوطنية التي تجسد طموحات وآمال شعبنا العراقي".
وعلمت "إيلاف" ان نقاشات جرت بين الطرفين خلال الايام الاخيرة قد اخفقت في الاتفاق على برنامج انتخابي موحد وتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات، اضافة الى خلافات حول تسلسل اسماء المرشحين في الائتلاف الانتخابي والنسب التي سيحصل عليها كل طرف في تشكيلة الحكومة .
وجاء انسحاب الحكيم من ائتلاف العبادي بعد ان اعلنت قائمة الحشد الشعبي الانسحاب منه ايضًا في 15 من الشهر الحالي إثر شروط وضعها العبادي لم تستطع فصائل الحشد الالتزام بها، فقد اعلن ائتلاف "الفتح المبين" المتشكل من قيادات الحشد الشعبي وخاصة الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري و زعيم مليشيا عصائب اهل الحق قيس الخزعلي وفصائل اخرى انسحابه من تحالف العبادي .
وكان العبادي قد اكد في 16 من الشهر الحالي رفضه دخول المسلحين الى الانتخابات منوهًا الى انه لم يتم التفاوض مع بقية القوى السياسية لتشكيل التحالفات السياسية حول شخصية رئيس الوزراء المقبل او مشاركة المسلحين في الانتخابات .. وقال: "لا مشاركة للحشد الشعبي ولا للقوات الامنية والعسكرية فيها" مجددًا العزم على حصر السلاح بيد الدولة.
واوضح ان بعض القادة السياسيين تطوعوا للقتال ضمن تشكيلات الحشد الشعبي لكنهم الان عادوا الى العمل السياسي وانقطعت علاقتهم بالحشد ويتم التعامل معهم كسياسيين. ودعا الى تحالفات عابرة للطائفية والاثنية تقوم على محاربة الفساد وألا يكون تشكيل الحكومة المقبلة على اساس المحاصصة.
وزير الخارجية الفرنسي في زيارة قريبة للعراق
اعلن ممثل حكومة اقليم كردستان العراق في فرنسا علي دولمري أن وزير الخارجية الفرنسي جون ليف اودريان سيزور العراق مطلع الشهر المقبل ويشارك في مؤتمر اعمار العراق في الكويت.
واشار دولمري الى ان الوزير الفرنسي سيقوم بزيارة الى بغداد واربيل لبحث الازمة وتطور الحوار بينهما قبل التوجه الى الكويت للمشاركة في مؤتمر اعمار العراق، الذي يعقد هناك للفترة من 12 الى14 من فبراير المقبل بشأن اعمار العراق بعد حرب داعش، والمبالغ المطلوبة لاعمار المناطق المتضررة والمدمرة، والتي تقدرها الحكومة العراقية بمائة مليار دولار.
واشار الى ان باريس تشجع المفاوضات بين بغداد واربيل وتدعو لحل المشكلات بينهما في اطار الدستور، كما نقلت عنه وكالات انباء كردية محلية في تصريحات اطلعت عليها "إيلاف" منوهًا الى ان وزارة الخارجية الفرنسية رحبت في بيان لها مؤخرا ببدء المفاوضات والاجتماعات بين رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ورئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني ً.
واضاف ان فرنسا تأمل ان تكون هذه الاجتماعات مقدمة لفتح ابواب الحوارات والمفاوضات بين اربيل وبغداد، لكي يجد الجانبان حلاً نهائيًا للمشكلات العالقة بينهما في اطار الدستور العراقي واحترام الحكم الذاتي لاقليم كردستان.
واوضح دولمري ان فرنسا اكدت دعمها لتلك المفاوضات عبر مشاركة ومراقبة الامم المتحدة، وذلك من خلال استقبال العبادي في الخامس من اكتوبر من العام الماضي، وقبلها استقبال بارزاني في الثاني من الشهر نفسه وحثتهما على التحاور وايجاد حل من اجل عراق موحد وتحقيق المصالحة الوطنية واحترام تعدد المكونات.
ويوم الاحد الماضي، هددت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه بالتدخل عسكريًا إذا حُكم على أي من مواطنيها الدواعش بالإعدام في العراق أو سوريا. وقالت الوزيرة أثناء برنامج سياسي من تنظيم وسائل إعلام فرنسية: "بالطبع إذا تعلق الأمر بعقوبة الإعدام، فإن الدولة الفرنسية ستتدخل عسكرياً".
وظهر احتمال حدوث مثل هذا الأمر، بعد أن قضت محكمة عراقية هذا الشهر بإعدام مواطنة ألمانية من أصل مغربي لانتمائها لتنظيم داعش.
وقال النائب العام الفرنسي هذا الشهر إن ما يقدر بنحو 676 فرنسياً، من بينهم 295 امرأة، موجودون في العراق وسوريا.
التعليقات