حذر ناشطون سياسيون يمنيون اليوم من مخاطر تطور الاحداث الدامية في جنوب اليمن الى انفصال عدن عن البلاد، واشاروا الى ان التحركات الميدانية والعسكرية لقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي تهدف الى طعن ظهر الجيش الوطني والمقاومة التي تتقدم لدحر ميليشيات الحوثيين الإيرانية. 

وقالت حركة "معاً من اجل يمن أفضل" الناشطة في داخل اليمن وخارجه الى انها تابعت ما كانت توقعته في وقت سابق من حدوث صدامات داخلية في المناطق المحررة التي تمت استعادتها من سيطرة الميليشيات الحوثية الإيرانية، ولكن "لم يتم تحريرها من عقلياتها وأجنداتها".

واشار رئيس الحركة ومقرها لندن همدان الهمداني في تصريح لـ"إيلاف" الثلاثاء، الى ان التحركات الميدانية والعسكرية التي قامت بها قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن تحت سمع وبصر وعتاد قوات التحالف العربي ضد قوات الشرعية المتواجدة في عدن توحي بأن هناك خللاً في إدارة معركة تحرير اليمن من الميليشيات الحوثية الإيرانية وأن حرب ثلاث سنوات ضد الانقلابيين كانت حربًا عشوائية أو مقصودة لتستمر مدة أطول لأجل أهداف دولية لا تخدم الشعب اليمني.

طعن ظهر الجيش الوطني

ولاحظ الهمداني أن مطالب الإنفصال في الجنوب التي تقودها قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي تهدف الى "ضبط" بوصلة المقاومة الجنوبية وسعيها لحفظ الأمن في المنطقة وطعن ظهر الجيش الوطني والمقاومة التي تتقدم في دحر ميليشيات الحوثي الإيرانية. 

وحذر من انه في حالة تم إعلان الانفصال في عدن، فإن توابع ذلك ستكون ضربات متتالية على دول التحالف خاصة وفوضى عارمة في اليمن عامة. واوضح انه بحسب القانون الدولي ستكون الحرب في اليمن بقيادة السعودية والإمارات حرباً غير قانونية تتحمل تبعاتها دول التحالف حيث ستواجه مطالبات مالية ضخمة لإعمار ما دمرته الحرب ومشاكل هي في غنى عنها.

وعبرت حركة "معا من أجل يمن أفضل" عن اسفها لسقوط ضحايا لمن اسمتهم "أصحاب المصالح الشخصية و الأجندات الخارجية والداخلية من رموز الفساد والبلطجة السياسية والمادية التي ما زالت اليمن تتخبط في بحر الفساد الداخلي والدعم الخارجي الذي يغذي ويطيل عمر الفساد ويمكنه من السيطرة على الدولة ليكون الأداة السهلة في تمرير مخططاته واجنداته التي لا تصب في صالح اليمن واليمنيين". 

محاصرة حكومة الرئيس هادي داخل قصر الرئاسة 

واليوم، قال سكان محليون إن انفصاليين يمنيين جنوبيين سيطروا على مدينة عدن الساحلية بعد يومين من القتال ويحاصرون حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي داخل قصر الرئاسة.

وأضافوا أن قوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي سيطروا على آخر معقل لقوات الحماية الرئاسية في منطقة دار سعد بشمال عدن الثلاثاء بعد قتال شرس.

ومنذ ثلاثة ايام تحتدم المعارك في مدينة عدن جنوب اليمن مع لجوء القوات المؤيدة للانفصاليين الجنوبيين والقوات الحكومية لاستخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة في مواجهات اوقعت 36 قتيلًا في يومين.

وافادت اللجنة الدولية للصليب الاحمر مساء الاثنين ان "المواجهات اوقعت 36 قتيلا و185 جريحًا في يومين".

وتأتي هذه المعارك بالاسلحة الثقيلة التي اندلعت الاحد بين قوات انفصالية جنوبية وقوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي لتزيد من تعقيد النزاع في اليمن المستمر منذ ثلاث سنوات بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين.

وقد باتت قوات الانفصاليين على بعد كيلومتر واحد من القصر الرئاسي وانها سيطرت على معسكرين شمال مطار المدينة. ومع تصاعد حدة القتال، دعا التحالف العربي العسكري الذي تقوده السعودية الى الحوار وحث الحكومة على الاصغاء إلى مطالب الانفصاليين في كبرى مدن الجنوب. 

وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، "هناك دعوة من التحالف لابناء عدن الى الجلوس مع الحكومة الشرعية وكذلك للحكومة من اجل النظر في مطالبات المكون السياسي والاجتماعي"، في اشارة الى الانفصاليين. واشار الى ان "هناك بعض الخلل الموجود في عدن وهناك مطالب شعبية وقد دعونا المكون السياسي في اشارة الى الحركة الانفصالية الاجتماع وضبط والنفس، وكذلك تغليب الحكمة والتباحث مع الحكومة الشرعية".

واندلعت الاشتباكات بشكل مفاجئ صباح الاحد، بعدما حاولت القوات الحكومية منع متظاهرين من بلوغ وسط المدينة واقامة اعتصام. ويحتج المتظاهرون الانفصاليون على الاوضاع المعيشية في المدينة وكانوا منحوا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عبر "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يمثلهم سياسيًا مهلة زمنية انتهت الأحد للقيام بتغييرات حكومية.

ويقود محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي الحركة الانفصالية في الجنوب. وفي 12 مايو الماضي، شكل الانفصاليون سلطة موازية "لادارة محافظات الجنوب وتمثيلها في الداخل والخارج" برئاسته بعد شهر من قيام هادي بإقالته من منصبه، ما اثار توترًا بين الانفصاليين والحكومة.