عفرين: استهدفت غارات تركية كثيفة الثلاثاء قرى وبلدات عدة في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا، تزامناً مع استمرار المعارك العنيفة على جبهتين رئيسيتين لليوم الحادي عشر على التوالي.
في منتجع سوتشي الروسي، من المفترض ان يختتم مؤتمر الحوار السوري الذي نظمته موسكو في غياب ممثلين عن أبرز مكونات المعارضة السورية والأكراد الذين يحملون على الروس غض نظرهم عن الهجوم التركي على عفرين، بالتصويت على تشكيل لجنة دستورية.
ميدانياً، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس الثلاثاء عن "تصعيد الطائرات التركية قصفها منذ الاثنين على منطقة عفرين"، مشيراً الى "غارات مركزة تستهدف ناحيتي راجو وجنديرس" الواقعتين غرب وجنوب غرب مدينة عفرين.
وبحسب عبد الرحمن، "تستميت القوات التركية والفصائل المعارضة للسيطرة على بلدتي راجو وجنديرس حيث تخوض معارك عنيفة ضد القوات الكردية" لافتا الى سيطرتها الثلاثاء على قريتين جنوب غرب عفرين.
وقال المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب في عفرين بروسك حسكة لوكالة فرانس برس "منذ البارحة، لم يتوقف قصف الطيران التركي"، مشيراً الى معارك عنيفة مستمرة في ناحية جندريس.
وأفاد مراسل لفرانس برس الثلاثاء عن دوي ضربات متتالية يتردد صداها في مدينة عفرين التي لا يفارق الطيران التركي أجواءها.
وبدأت تركيا مع فصائل سورية معارضة قبل عشرة أيام عملية "غصن الزيتون" التي تقول انها تستهدف مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين الواقعة على حدودها.
وتخشى أنقرة التي تصنف الوحدات الكردية بـ"الارهابيين" من اقامة الاكراد حكماً ذاتياً على حدودها على غرار كردستان العراق.
منذ بدء الهجوم في 20 كانون الثاني/يناير، تسببت المعارك والقصف بمقتل 67 مدنياً بينهم 20 طفلاً، بالاضافة الى 85 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب الكردية مقابل 81 عنصراً من الفصائل المعارضة، وفق حصيلة للمرصد فيما تؤكد أنقرة أنها لا تستهدف المدنيين في عملياتها.
كما تمكنت القوات التركية وحلفاؤها منذ بدء الهجوم من السيطرة على عشرة قرى حدودية وعلى تلة برصايا الاستراتيجية المشرفة على مدينة كيليس التركية، بحسب المرصد.
- رتل تركي في حلب -
وأفادت وكالة أنباء الأناضول الحكومية عن سقوط قذيفة الثلاثاء في مدينة كيليس أصابت مبنى قيد الانشاء من دون وقوع خسائر، قالت ان مصدرها المسلحين الأكراد.
وجدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء التأكيد امام نواب حزبه أن الهجوم على عفرين "لن يتوقف حتى انتهاء التهديد الارهابي لحدودنا".
وأعلنت نقابة الأطباء الثلاثاء توقيف السلطات التركية 11 من اعضائها بينهم رئيسها رشيد توكيل، على خلفية انتقادهم للهجوم التركي على عفرين.
ميدانياً، تعرضت حاملة آليات كانت في عداد رتل تركي متوقف في ريف حلب الغربي الثلاثاء لتفجير لم تتضح أسبابه، أدى الى تدميرها ومقتل سائقها وشخص آخر وفق المرصد السوري.
ولم يصدر أي تعليق من الجانب التركي.
وضم الرتل عشرات الاليات والدبابات التي دخلت الاثنين الى الأراضي السورية وكانت في طريقها نحو منطقة العيس الواقعة على بعد اربعين كيلومتراً جنوب عفرين. لكن الرتل اضطر الى تغيير وجهته ليلاً "بعد اطلاق مسلحين موالين للنظام النار بكثافة على خط سيره"، بحسب المرصد.
وانسحبت الآليات العسكرية والقوات التركية المرافقة لها اثر ذلك إلى ريف حلب الغربي.
على جبهة أخرى في شمال غرب سوريا، قتل 14 شخصاً بينهم ثمانية مدنيين على الاقل واصيب اخرون بجروح الثلاثاء جراء غارات لقوات النظام السوري استهدفت سوقاً في مدينة أريحا في ادلب، بحسب المرصد.
وتتعرض مناطق في المحافظة التي تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر منها لغارات كثيفة من قوات النظام تسببت الاثنين بمقتل 21 مدنياً، قضى 16 منهم في قصف على مدينة سراقب.
وطال القصف في سراقب سوقاً لبيع البطاطا ثم مستشفى نقل اليه الضحايا وأعلنت منظمة اطباء بلا حدود الثلاثاء انها تدعمه. وتسببت الغارات باقفال المستشفى وفق المنظمة.
وقال رئيس بعثة المنظمة الى سوريا لويس موتييل إن "كون الهجوم قد وقع فيما يعالج المرفق المرضى المتوافدين يعتبر بحد ذاته أمراً فاضحاً ويشكّل انهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني".
- لجنة دستورية -
في روسيا، استضاف منتجع سوتشي البحري الثلاثاء مؤتمر الحوار السوري بمشاركة المئات من الشخصيات السورية، فيما رفض ممثلون عن فصائل معارضة اثر وصولهم الى مطار سوتشي المشاركة في المؤتمر، احتجاجا على شعاره الذي يتضمن صورة للعلم السوري، وفق ما ذكر أحد ممثلي الفصائل الثلاثاء.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية "إنه مؤتمر فريد من نوعه لانه يجمع بين ممثلي اطياف اجتماعية وسياسية مختلفة للمجتمع السوري".
ومن المفترض أن يختتم المؤتمر بالتصويت على تشكيل لجنة دستورية. لكن النائب في مجلس الشعب السوري عن حزب البعث احمد الكزبري قال للصحافيين "لا يوجد شيء اسمه لجنة دستورية، هي لجنة لمناقشة الدستور الحالي" معتبراً أن "أي تعديلات على الدستور او صياغة آخر جديد يجب أن تكون في سوريا.
التعليقات