واشنطن: اتخذت السلطات الأميركية إجراءات استثنائية وغير مسبوقة، لحماية جميع الأطراف التي ستشارك في محاكمة "أشهر تاجر مخدرات في العالم" المكسيكي خواكين غوزمان التي ستشهدها أحد محاكم ولاية نيويورك الشهر المقبل.

وكان غوزمان وهو مشهور باسم "إل تشابو" سلمته المكسيك إلى الولايات المتحدة قبل يوم واحد من مغادرة الرئيس باراك أوباما البيت الأبيض في يناير 2017، وأودع في سجن شديد الحراسة في مانهاتن.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الاثنين، إن القاضي الفيدرالي براين كوغان الذي سيتولى إدارة هذه المحاكمة التي يتوقع أن تكون تاريخية، اتخذ إجراء استثنائيًا، يسمح لأعضاء هيئة المحلفين بعدم الكشف عن هوياتهم، وأن يجروا نقاشاتهم في غرفة مغلقة بعيدا عن قاعة المحكمة.

ويخشى المدعون العامون من انتقام إل تشابو "فهو يمثل خطراً استثنائياً على الشهود، وكان أمر بقتل الآلاف خلال تزعمه لعصابة سينالوا على مدى عشرين سنة".

وزعموا أنه يقف وراء اغتيال القاضي الذي وافق على أمر ترحيله إلى المكسيك "وقتل شاهدين من شيكاغو خلال زيارة قاما بها إلى المكسيك".

وذكرت نيويورك تايمز أن محامي المواطن المكسيكي اشتكوا من قرار الإدعاء إبقاء اسماء الشهود سرًا حتى عشية المحاكمة "وهو ما لم يمنحنا الوقت الكافي للرد على مزاعمهم".

وبعض الشهود موجود في السجون "ووضعوا في أجنحة خاصة وتحت حماية مشددة"، أما الطلقاء منهم "فنقلوا إلى أماكن غير معلومة، وأعطوا هويات جديدة، وطلب منهم قطع أي صلة لهم بحياتهم السابقة، وحتى عدم التواصل مع عائلاتهم".

ووجه الإدعاء اتهامات عدة لتاجر المخدرات ومنها تهريب نحو 200 طن من الكوكايين إلى الولايات المتحدة، ويتوقع على نطاق واسع أن تنتهي المحاكمة بحكم سيبقي إل تشابو خلف القضبان.

ويقضي زعيم سينالوا وقته بالسجن في زنزانة إنفرادية مضاءة طوال الوقت ولا يغادرها ساعة واحدة باليوم، كما أنه لا يسمح إلا لطفلتيه البالغتين سبعة أعوام بزيارته، كما يجري اتصال هاتفي وحيد كل شهر بوالدته وشقيقته، مدته 15 دقيقة.

وكان إل تشابو، عرف على نطاق واسع عالمياً، بعد هروبه في صيف 2015 عبر نفق تم حفره أسفل مغطس الاستحمام الذي كان يستخدمه في السجن، ويمتد على مسافة 300 متر إلى مزرعة قريبة، لكن تمكن القبض عليه في العام التالي بعد دهم منطقة كان يقيم فيها في شمال غرب البلاد.
&