نصر المجالي: في خطوة غير مسبوقة في تاريخ المملكة المتحدة، عينت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، اليوم الأربعاء، وزيرة لمنع الانتحار كجزء من جهد وطني للحد من عدد الأشخاص الذين يقدمون على إنهاء حياتهم.

وجاء تعيين وزيرة الصحة العقلية السابقة وعضو مجلس العموم عن حزب المحافظين جاكي دويل برايس في المنصب الجديد في الوقت الذي يجتمع ممثلو 50 دولة في لندن يوم الأربعاء لحضور قمة للصحة العقلية.

وقالت ماي بحسب ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إنّ تعيين وزيرة الصحة جاكي دويل-برايس للدور الجديد سيساعد في معالجة وصمة العار المحيطة بالانتحار، حيث ينتحر نحو 4500 شخص كل عام في بريطانيا.

ووعدت الحكومة البريطانية بالمزيد من الدعم في المدارس، وتوفير فرق دعم جديدة للصحة النفسية وتقديم المساعدة في قياس صحة الطلاب، بما في ذلك صحتهم العقلية. وقالت ماي: "يمكننا إنهاء الوصمة التي أجبرت الكثير على المعاناة في صمت ومنع مأساة الانتحار من قتل الكثير من الأرواح".

كما تعهدت ماي بتقديم 1.8 مليون جنيه استرليني (2.4 مليون دولار) لضمان استمرار عمل جمعية "ساماريتانس" الخيرية لتقديم خط ساخن مجاني للإرشاد.

وبينما تنخفض معدلات الانتحار في البلاد، فإن العدد لا يزال مرتفعاً ويصل إلى 4500 شخص ممن يقدمون على قتل أنفسهم كل عام.

خطوة رائدة&

ووصفت جمعية "الحملة ضد العيش البائس"، المخصصة للوقاية من الانتحار، تعيين الوزيرة بأنه خطوة رائدة.

وقال سايمون غونينغ الرئيس التنفيذي للجمعية إن هذه الخطوة تساعد على "تسليط الضوء على الانتحار وآثاره المدمرة، وإزالة وصمة هذه القضية، ومواصلة بناء الدعم لجميع المتضررين في أنحاء المملكة المتحدة".

وقالت الوزيرة الجديدة برايس إنها تفهم تأثير الانتحار "المأساوي والمدمر وطويل الأمد" على العائلات، حيث قابلت بعض هؤلاء الضحايا. وأضافت: "هؤلاء هم الأشخاص الذين يجب أن يكونوا في قلب ما نقوم به"، بحسب ما أوردت "هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي".

من جهته، قال البروفيسور لويس أبليبي، أستاذ بجامعة مانشستر، وأحد الخبراء البارزين في مجال الانتحار، إن وجود وزير للوقاية من الانتحار من شأنه أن "يفتح الأبواب" ويسهل إجراء محادثات حول الدور الذي تلعبه بعض الأمور في التأثير على إقدام بعض الاشخاص على الانتحار مثل الفوائد والمقامرة عبر الإنترنت.