إيلاف من القاهرة: أعلنت الحكومة المصرية عن تنظيم أكبر حملة لمواجهة ظاهرة انتشار المخدرات بين الشباب وطلاب المدارس والجامعات، بعد وصولها إلى معدلات خطيرة. وأعلنت وزارة الصحة عن تنظيم أكبر حملة دعائية يشارك فيها النجم المصري محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، كما أطلقت وزارة الأوقاف مبادرة "وطن بلا إدمان ومخدرات وتدخين".

الإرهابيون يتمولون منها
قررت المؤسسات الحكومية في مصر مواجهة ظاهرة انتشار المخدرات بين الشباب، والتي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في الآونة الأخيرة.&

أدرجت وزارة الصحة 11 مادة مخدرة من أنواع الحشيش الصناعي في القسم الثاني من الجدول الأول الملحق بقانون المخدرات رقم 182 لسنة 1960. وأوضحت الوزارة، أن المواد المخدرة التي حظرتها تحمل أسماء علمية هي: AB-Fubinaca& AB -Chmina&XLR-11N & FUB-AMB& 5-FluoroADB & XLR-11N.&

كما أعلنت وزارة الصحة والسكان خلال منتصف شهر أغسطس السابق 2018 عن إدراج الأستروكس والفودو، وثلاث مواد أخرى في القسم الثاني من الجدول الأول للمخدرات. تهدف هذه الخطوة إلى حظر حمل وتداول وجلب تلك المواد المخدرة، ليرتفع عدد المواد التي قد تم إدراجها على جداول المخدرات إلى إحدى&عشرة مادة، كما أطلق الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، مبادرة "وطن بلا إدمان ومخدرات وتدخين"، معتبرًا أن "كل ما يغيّب العقل فهو حرام".

وأوضح أن الجماعات الإرهابية بدأت تستغل المخدرات في ضرب الدول وتمويل عملياتهم الإرهابية، حيث يوجد ارتباط بين المخدرات وزراعتها والإرهاب وسهولة تجنيد الشباب المدمن.

كلف وزير الأوقاف جميع أئمة المساجد بتخصيص خطبة الجمعة والدروس داخل المساجد للتوعية ضد مخاطر تعاطي المخدرات بين الشباب.

مشاركة صلاح
في السياق نفسه، قالت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، إن "مكافحة الإدمان قضية مجتمعية تتطلب تكاتف كل مؤسسات الدولة "، موضحة أن الوزارة تبذل جهودًا ضخمة في هذا الصدد. تابعت قائلة: "الإدمان ليس المخدرات فقط، بل الكحول أيضًا"، مشيرة إلى أن هناك 22 مركزًا لعلاج الإدمان بالمجان، ونهدف إلى إنشاء مركز في كل محافظة.

أضافت (غادة والي) أن البحث الذي أجرته الوزارة بشأن النجوم الأكثر تأثيرًا في المجتمع توصل إلى أن "النجم العالمي محمد صلاح ملهم للأطفال والكبار معًا، وأن مشاركته معنا في الحملات السابقة للتوعية من مخاطر الإدمان رفعت الاتصالات الواردة إلى الوزارة بنسبة 400%. تابعت حديثها قائلة: "إنه لا يزال على تواصل معنا، وسنقوم بحملة جديدة سيتم الإعلان عنها قريبًا، فمصر تفتخر بهذا النجم".

طلاب المدارس
كما أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إجراء مسح شامل على جميع الطلاب والمعلمين للكشف عن المتعاطين للمخدرات داخل المدارس.

كذلك تقوم الوازرة، بالتعاون مع وزارة الداخلية والصحة، بالكشف عن سائقي المدارس المدمنين، في الوقت عينه طالب عدد من نواب البرلمان المصري بإعلان 2019 عامًا لمواجهة إدمان المخدرات، وتكثيف حملات التوعية بضررها، كما طالبوا بإجراء كشف طبي على تعاطي المخدرات داخل المدارس والجامعات.

خطر الانتحار
كشفت دراسة أعدتها الأمانة العامة للصحة النفسية لمسح قومي بين طلاب المدارس الثانوية، عن معاناة 29.28% من الطلاب من أعراض نفسية، ما بين القلق والتوتر والتلعثم في الكلام وأعراض الاكتئاب وعدم الرضا عن الشكل والخجل الاجتماعي وأعراض الوسواس القهري، وأن هناك 21.7% منهم يفكرون في الانتحار. وأوضحت الدراسة أن جزءًا من الطلاب يتابع مع أطباء نفسيين، و3 % منهم يتابع مع الاختصاصي الاجتماعي في المدرسة.

الحشيش في المقدمة
أكدت الدكتورة منى عبد المقصود، رئيسة أمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان في وزارة الصحة في تصريح لها، أن نتائج الدراسة التي أعدتها الأمانة عن الصحة النفسية وسوء استعمال المواد المخدرة بين طلبة المدارس الثانوية، أظهرت أن معدل انتشار المواد المخدرة 0.86%.

وأوضحت الدراسة أن 0.50% ممن صرحوا عن إدمانهم كانوا يتناولون "الحشيش"، و0.27% منهم تعاطوا الفودو، ثم 0.45% منهم تناولوا الأقراص المهدئة، و0.42% منهم يدمنون "الخمور"، و0.34% "الترامادول"، و0.31% منهم يتعاطون عقاقير الهلوسة، و0.26% مدمنو عقاقير بناء العضلات، و0.30% منهم من أدمنوا استنشاق المذيبات العضوية.&

وكانت نسبة من يتعاطون الأفيون من الطلاب هي 0.24%، و0.10% منهم يدمنون "الهيرويين"، و0.24% منهم في شكل تناول مضادات الأسيتايل كولين، المعروفة في السوق باسم "الصراصير"، بينما كان 0.20% منهم مدمنو عقار "الأكستاسي"، و0.17% من الطلبة مدمنون على "الكوكايين".

وأكدت أن المقاهي هي الأماكن الرئيسة للتوزيع، خاصة بين الطلاب الذكور، وتأتي الصيدليات والنوادي في المرتبة الثانية بشكل أساسي بين الطالبات.

عقوبات مشددة
من جانبه، أوضح الدكتور رجب عبد المنعم، أستاذ القانون الجنائي في جامعة الأزهر، أنه وفقًا لقانون المخدرات رقم 182 لسنة 1960، تصل عقوبة تعاطي المخدرات إلى الحبس 7 سنوات. أما الإتجار وحيازة المواد المخدرة المدرجة في الجدول الأول، فتصل عقوبتهما إلى الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة أو الموقتة، إضافة إلى غرامة مالية تصل إلى نصف مليون جنيه، وذلك حال استيرادها أو تصديرها إلى الخارج.

وأكد لـ"إيلاف" أن العقوبات سابقة الذكر تطبق في حال تناول المواد المخدرة التي أعلنت عنها وزارة الصحة، أو في حالة التجارة بها، مطالبًا وزارة الداخلية بضرورة فرض رقابة مشددة على المدارس وداخل الجامعات، خاصة أنه ثبت تورط مدرسين في بيع المواد المخدرة للطلبة داخل المدارس وخارجها، كما يجب على وزارة التربية والتعليم الكشف الدائم على المعلمين والطلاب لكشف المتعاطين، وخاصة بين طلاب المدارس الفنية الصناعية.

انتشار الجرائم
في السياق عينه، كشفت الدكتورة سامية فايد، عضو المركز القومي لعلاج الإدمان، أن الإحصائيات والأرقام تكشف عن مدى خطورة انتشار المخدرات بين الشباب، وخاصة صغار السن من طلاب المرحلة الثانوية والجامعات، حيث بلغت نسبة انتشار المخدرات بين هذه الفئة 20% من بين المتعاطين للمخدرات بشكل عام في مصر.&

وأوضحت الدكتورة فايد أنه نظرًا إلى سوء الأحوال الاقتصادية لجأ الشباب في المناطق الشعبية والفقيرة إلى إدمان أنواع جديدة من المخدرات غير مدرجة بعد على جدول المخدرات من قبل وزارة الصحة، مثل حقنة الأمتريكس، التي يتم استخدامها لعلاج حالات القيء، وقطرة مدربيد، التي يتم استخدامها كموسع لقاع العين خلال إجراءات العمليات الجراحية في العين، كذلك أدوية الكحة والبرد، وهناك عدد من أطفال الشوارع وكذلك المراهقين يتناولون الأدوية الطبيعية الخاصة بمرض الكحة والبرد بشكل دائم، مما يؤدي إلى إدمانها مع مرور الوقت، كما لجأ الشباب إلى تعاطي عقار البريجابلين الذي يستخدم &كعلاج للأعصاب.

وقالت عضو المركز القومي للإدمان لـ"إيلاف" إن "انتشار المواد المخدرة بين الطلبة والشباب المصريين بهذا الشكل يعد ظاهرة خطيرة جدًا في المجتمع، ويجب على الدولة مواجهتها سريعًا، خاصة وقد ثبت من خلال دراسات مراكز البحوث الاجتماعية والجنائية، أن الجرائم المنتشرة في هذا الوقت سببها تعاطي المخدرات".