إيلاف من لندن: أعلن العراق اليوم حالة التأهب الامني على حدوده مع سوريا إثر استعادة تنظيم داعش أمس لجميع المناطق التي كان خسرها في محافظة دير الزور السورية المحاذية لحدود العراق الشمالية الغربية أمام تقدم قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف لفصائل كردية وعربية.

وأعلنت مديرية العمليات المركزية في هيئة الحشد الشعبي الاثنين حالة التأهب على الحدود العراقية السورية عقب سقوط مواقع تابعة لقوات سوريا الديموقراطية "قسد" بيد تنظيم داعش الإرهابي.&

وقالت المديرية في بيان صحافي تابعته "إيلاف" إن "جميع قطعات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية أعلنت حالة التأهب عقب التطورات الاخيرة التي شهدتها المنطقة وسقوط مواقع تابعة لقوات سوريا الديموقراطية بيد داعش.&

والحشد قوات تضم متطوعين يصل عددهم إلى مائة الف مقاتل ضمن القوات العراقية المسلحة التي طردت تنظيم داعش من الاراضي العراقية التي احتلها عام 2014 وأعلنت النصر عليه في التاسع من ديسمبر &عام 2017.

وأضافت هيئة الحشد الشعبي أنه "تم تعزيز قطعاتنا المتواجدة هناك تحسبا لأي طارئ ومواجهة اي تحرك للعدو الداعشي خصوصا انه يستغل سوء الاحوال الجوية للتسلل او مهاجمة القوات العراقية". وأكدت أن "الوضع حاليا تحت السيطرة وان قوات الحشد الشعبي في محور غرب الأنبار تؤدي مهامها على أكمل وجه".

&

&

&قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية

&

استعدادات عراقية

وأثر ذلك عقد امراء ألوية و مديرو مديريات الحشد الشعبي الاثنين اجتماعا طارئا لوضع خطط أمنية لمواجهة اي طارئ على الحدود مع سوريا.

وقال مدير العمليات المركزية للحشد الشعبي عبد محمد الخيكاني في تصريح لموقع الحشد اطلعت عليه "إيلاف" انه "نظرا للظروف الاخيرة التي حدثت على الشريط الحدودي من جهة سوريا وسقوط بعض النقاط السورية بيد داعش وتحركات العدو فقد تم عقد اجتماع طارئ لقادة الحشد وامراء الالوية والمديريات استعدادا لأي طارئ".

وأضاف "تم وضع خطط امنية لمواجهة أي طارئ على الحدود مع سوريا حيث ان الشريط السوري العراقي كان غير مؤمن وعندما تم تأمين جزء منه كانت هناك جيوب ولكن العمليات النوعية قضت عليها بشكل كامل".&

ومن جهتها، القت طائرات وزارة الدفاع العراقية اليوم منشورات إلى قوات الحشد الشعبي المتواجدة على الحدود السورية. وخاطبت الدفاع قوات الحشد قائلة "اليوم يومكم والحدود مسؤوليتكم الوطنية والشرعية". وأضافت "أمنعوهم من اجتياز الحدود وتدنيس ارض العراق.. أرش الائمة الاطهار وسيشهد لكم التاريخ وأهل العراق والعالم أنكم من حمى العراق".

وكان تنظيم داعش قد استعاد امس المناطق التي خسرها على وقع تقدم قوات سوريا الديموقراطية تحالف لفصائل كردية وعربية في آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور بشرق سوريا بالقرب من الحدود مع العراق.

يشار إلى أنّه في العاشر من سبتمبر&الماضي بدأت قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية عسكرية ضد تنظيم داعش في منطقة هجين في اقصى ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود العراقية. وتمكنت تلك القوات من التقدم والسيطرة على بلدات وقرى عدة إلا أن تنظيم داعش ومنذ أكثر من أسبوعين بدأ بشن هجمات مضادة واسعة مستفيداً من عاصفة رملية في تلك المنطقة الصحراوية.

وأكد قيادي في قوات سوريا الديموقراطية استعادة التنظيم المتطرف جميع المناطق التي خسرهها خلال الأسابيع السبعة الماضية وأرجع الأمر إلى "العاصفة الرملية ومعرفته في المنطقة أكثر من قواتنا".
وأسفرت هجمات تنظيم داعش هذه عن مقتل 72 عنصراً من قوات سوريا الديموقراطية. ومنذ العاشر من سبتمبر، أوقعت المعارك حوالي 500 قتيل في صفوف داعش وأكثر من 300 مقاتل من قوات سوريا الديموقراطية.

ويُقدر التحالف الدولي وجود ألفي عنصر من تنظيم داعش في هذا الجيب الذي استعاده وأشار المتحدث باسمه شون ريان أن "عاصفة رملية اتاحت لتنظيم داعش شن هجمات مضادة لكن الآن ومع صفاء الجو، سيزيد التحالف دعمه الجوي والناري لمساندة شركائه".

حشود لمهاجمة داعش

واليوم الاثنين، دفعت قوات سوريا الديموقراطية مدعومة بعربات للجيش الأميركي بتعزيزات إلى القطاع الشرقي من ريف دير الزور وذلك في إطار الاستعداد لهجوم مضاد على معاقل تنظيم داعش، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "300 من القوات الخاصة التابعة لقوات سوريا الديموقراطية وصلت أمس إلى محيط الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم داعش في القطاع الشرقي من ريف دير الزور".

وقد قدمت هذه التعزيزات من "منطقتي الهول والشدادي في القطاعين الجنوبي والجنوبي الشرقي من ريف محافظة الحسكة كما دخلت 12 عربة همر أميركية إلى منطقة خطوط التماس مع تنظيم داعش.

وتعتبر محافظة دير الزور ثانية كبرى المحافظات السورية من حيث المساحة والتحقت بالثورة في مارس &عام 2011 وسيطر عليها الجيش الحر في عام 2012 ثم استعادها النظام في 3 نوفمبر 2017 قبل ان تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية ثم داعش خلال اليومين الماضيين.&

وتقع مدينة دير الزور عاصمة المحافظة في شرق&سوريا على بعد نحو 450 كيلومترا شمال شرق العاصمة دمشق على مقربة من الحدود مع العراق.&
&
&