استقبل متحف اللوفر أبوظبي في عامه الأول أكثر من مليون زائر، أكثر من نصفهم من السيّاح الأجانب، حسبما أعلنت الجمعة دائرة الثقافة والسياحة في عاصمة دولة الإمارات.

إيلاف من أبوظبي: يحتفل المتحف خلال هذا الأسبوع بمرور عام على افتتاحه في أبوظبي، بعروض رقص وموسيقى وشعر، إلى جانب معرض لآثار سعودية وإماراتية، يروي تاريخ التجارة في المنطقة العربية.

نجاح أساسه التعاون
قال محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، "منذ عام مضى قدّمنا اللوفر أبوظبي هدية من الإمارة إلى العالم، وها نحن اليوم نفخر بمشاركة هذا الصرح مع أكثر من مليون زائر". أضاف" أصبح متحف اللوفر أبوظبي من الجهات المفضّلة للمقيمين في الإمارة ولزوارها على حد سواء".

وبحسب البيان، شكل مواطنو الإمارات والمقيمون فيها 40 في المئة من إجمالي عدد زوار المتحف للعام المنصرم، بينما أتى الزوار الآخرون، وهم سيّاح من دول مختلفة من بينها فرنسا، والصين، والولايات المتحدة، والهند، ودول الخليج العربي.

وقال مدير المتحف مانويل راباتيه "سعيدون جدًا بهذا العدد الكبير من الزوار"، بينما رأى رئيس المتحف جان لوك مرتينيز أن اللوفر أبوظبي حقق "نجاحًا باهرًا"، مشددًا على أن "التعاون الاستثنائي بين المتاحف الفرنسية الشريكة وزملائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة هو جوهر هذا النجاح".

ودُشّن اللوفر أبوظبي، الواقع في جزيرة السعديات عند أطراف العاصمة الإماراتية، في 8 نوفمبر 2017، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أن يفتح أبوابه للزوار في 11 من الشهر عينه. وقد وضع تصاميمه المهندس الفرنسي جان نوفيل.

تجدر الإشارة إلى أن اللوفر أبوظبي، وهو أول متحف يحمل اسم اللوفر خارج فرنسا، جاء ثمرة اتفاق حكومي مشترك وقعته باريس وأبوظبي في العام 2007. مدة هذا الاتفاق ثلاثون عامًا، وتقوم باريس بموجبه بتقديم الخبرة وإعارة القطع الفنية وتنظيم معارض موقتة مقابل مليار يورو.

رقص وموسيقى
انطلقت الاحتفالات بمرور عام على افتتاح المتحف خلال هذا الأسبوع بعرض "على طريق الجزيرة العربية"، وهو عبارة عن مجموعة من الرقصات والمعزوفات الموسيقية، التي تعبّر عن حضارات مختلفة، ويقدّمها فنّانون من دول عربية وأفريقية وآسيوية.

ويشهد اللوفر أبوظبي يومي الجمعة والسبت إلقاء سبعة شعراء قصائد مستوحاة من التحف الفنية المعروضة في قاعاته، قبل أن تختتم الاحتفالات بأمسية موسيقية تحييها مساء الأحد المغنّية البريطانية دوا ليبا.

تترافق هذه الاحتفالات مع معرض لآثار سعودية وإماراتية بعنوان "طرق التجارة في الجزيرة العربية: روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور"، يضم تحفًا أثرية وأعمالًا فنية إسلامية، تشرح طرق التجارة القديمة وأهم الصفقات التجارية التاريخية.

تأجيل عرض لوحة دافينشي
يضم المتحف لوحة للرسام ليوناردو دافينشي هي "الحدادة الجميلة". وكان من المفترض أن يعرض ابتداء من سبتمبر الماضي لوحة "سالفاتور موندي" لدافينشي، التي بيعت بسعر قياسي بلغ 450 مليون دولار، لكنه أعلن عن تأجيل عرضها من دون توضيح الأسباب.

وكانت "سالفاتور موندي"، قبل أن يعلن اللوفر أبوظبي الاستحواذ عليها في ديسمبر الماضي، اللوحة الوحيدة المعروفة لدافينشي التي يملكها فرد، إذ إن كل اللوحات الأخرى تملكها متاحف.

إشكالية مع قطر
جاء الإعلان عن الاستحواذ على اللوحة غداة نشر صحيفة "وول ستريت جورنال" معلومات مفادها أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استعان بوسيط لشراء اللوحة، سرعان ما قام الأمير بتكذيبها في ما بعد.

وفي يناير الماضي، قام اللوفر أبوظبي بإزالة خريطة للخليج، لا يظهر فيها اسم قطر، موضحًا أن عدم وضع اسم الإمارة عليها جاء نتيجة "خطأ غير مقصود"، إلا أن الحادثة تسبّبت آنذاك بسجال بين الدولتين الجارتين. علمًا أن العلاقات مقطوعة بينهما منذ يونيو 2017. كما يذكر أن وزير الثقافة الفرنسي فرانك رييستر، الذي بدأ الجمعة زيارة إلى دولة الإمارات، يشارك في احتفالات اللوفر أبوظبي.