إيلاف من لندن: طور علماء بريطانيون أول بوصلة كمية في العالم تتيح تحديد المواقع بدقة عالية دون حاجة إلى أقمار اصطناعية.

وقال الباحثون الذين صمموا الجهاز من كلية امبريال في لندن وشركة أم سكويرد المختصة بأشعة الليزر في مدينة غلاسكو إن البوصلة الكمية الجديدة تحل مشاكل عديدة في النظام العالمي التقليدي لتحديد المواقع مثل الحواجز الناجمة عن الأبنية العالية والتشويش على الإشارة الفضائية.
&
وصرح غرايم مالكولم رئيس شركة أم سكويرد لصحيفة الاندبندنت "إن البوصلة تعمل بصورة منفصلة ومتنقلة بحيث يمكن استخدامها في ملاحة أي شيء يتحرك من السفينة الى الطائرة".

واضاف "ان بالامكان استخدامها في النهاية حتى للملاحة الذاتية لأننا على طريق تصغيرها الى حد يمكن معه وضعها في هاتف ذكي".

تعتمد البوصلة الكمية الجديدة على الدقة التي يتيحها قياس خواص الذرات المبردة تبريداً فائقاً بحيث ان أي هبوط في الدقة يكون في منتهى الصغر.

وأوضح الدكتور جوزيف كوتر من كلية امبريال انه "حين تكون الذرات باردة برودة فائقة علينا ان نستخدم الميكانيك الكمي لتحديد طريقة حركتها، وهذا يتيح لنا ما نسميه مقياس التداخل الذري".

ومن المتوقع ان تكون أول تطبيقات البوصلة الكمية في صناعة النقل البحري لأنها تقدم حلولا لعدد من المشاكل الموجودة في ملاحة النظام العالمي لتحديد المواقع.

نقلت صحيفة الاندبندنت عن البروفيسور ايد هايندز من كلية امبريال "ان هناك حاجة الى اشكال جديدة من الملاحة لأن العالم يعتمد اعتماداً كبيراً في الوقت الحاضر على الشبكة العالمية للأقمار الاصطناعية التي تقول للجميع أين مواقعهم".

وأشار الى ان بريطانيا وحدها ستتكبد &خسائر تصل الى مليار جنيه استرليني في اليوم إذا لم تتمكن من استخدام نظام الملاحة الفضائية.

كما أن محاكاة الاشارة القادمة من الأقمار الاصطناعية يمكن ان تعرض السفن الى خطر القرصنة. وقال الدكتور مالكولم إن القراصنة يزورون هذه الاشارات لاستدراج سفن محملة بشحنات ثمينة الى مياه خطيرة.

وأكد مالكولم إن البوصلة الجديدة "ليست إلا البداية في رحلة الملاحة الكمية وان علماء مثل هايزنبرغ وآينشتاين طرحوا هذه الأفكار الكمية في نظرياتهم ولكن تطبيقها العملي لم يحدث إلا الآن".

في البداية، كان النظام التماثلي ثم جاءت التكنولوجيا الرقمية والقفزة الكبرى التالية هي ميكانيك الكم، بحسب الدكتور مالكولم.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط:

https://www.independent.co.uk/life-style/gadgets-and-tech/news/quantum-compass-atoms-satellite-navigation-gps-m-squared-imperial-college-london-a8625556.html