إيلاف من&تونس: يتواصل في تونس جدل تعيين رئيس الحكومة يوسف الشاهد ليهودي تونسي وزيرا للسياحة والصناعات التقليدية، في إطار التعديل الحكومي الذي كشف عنه الأسبوع الجاري، حيث أعلن&عدد من الأحزاب السياسية والجمعيات رفض تقلّد اليهودي "رونيه الطرابلسي" لمنصب حكومي بسبب ما اعتبره مواقفه الداعمة" للكيان الصهيوني" وتطبيعه العلني معه في مقابل تأكيد شقّ آخر أن تعيين يهودي تونسي سيخدم صورة تونس إيجابيّا.
وبالتوازي تأكيد عدد من الأحزاب الممثلة في البرلمان إنها لن تمنح الثقة على تعيين رونيه الطرابلسي في منصب وزاري، أعلنت الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية أنها رفعت بقضية استعجاليه لإبطال تعيينه وزيرا للسياحة والصناعات التقليدية في الحكومة الجديدة بسبب مواقفه الداعمة" للصهيونية والكيان الصهيوني" التي تمسّ من مواقف تونس الثابتة برفض احتلال الأراضي الفلسطينية.
أحمد الكحلاوي رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية أكد في تصريح لـ"إيلاف" أن روينه الطرابلسي أحد أكبر المدافعين عن الكيان الصهيوني والمروّجين له بطرق مختلفة من أهمّها &إرسال الوفود السياحية إلى إسرائيل والقدس عبر وكالة أسفار على ملكه، كما أنه حامل للجنسية الإسرائيلية بالتوازي مع جنسيته التونسية.
وأضاف الكحلاوي ان "الهيئة تنفّذ وقفة احتجاجية أمام البرلمان يوم عرض التحوير الوزاري عليه لمطالبة ممثلي الشعب في البرلمان برفض منح الثقة لمطبّع مع الكيان الصهيوني، وكذلك التسريع في المصادقة على مشروع قانون تجريم التطبيع المعطّل منذ فترة".
يُذكر أن اليهودي التونسي رونيه الطرابلسي صاحب وكالات أسفار عالمية، وهو نجل رئيس الجمعية اليهودية التونسية "بيريز الطرابلسي" التي تشرف على تنظيم زيارة اليهود السنوية لكنيس الغريبة في جزيرة جربة في تونس. وقد وقع تداول إسم رونيه الطرابلسي كمرشّح لنفس الوزارة خلال تشكل الحكومة التي أعقبت استقالة حكومة عليّ العريّض سنة 2014 إلا أنه تم تعيين كمال كربول كوزيرة للسياحة آنذاك.&
تطبيع مبطّن
وبعد كشف رئيس الحكومة عن تعيين روينه الطرابلسي وزيرا للسياحة، أعلنت أحزاب ممثلة في البرلمان إنها لن تمنحه الثقة بسبب مواقفه الداعمة لإسرائيل، ومن بينها ائتلاف الجبهة الشعبية، ائتلاف بين أحزاب يسارية وقومية ممثلة بـ15 نائبا في البرلمان، وكذلك حزب حركة الشعب، وهو حزب قومي.
&النائب عن الجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي قال في تصريح لـ"إيلاف" ان تعيين روني الطرابلسي مواصلة في اتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي تفرضه دوائر ضغط عالمية على تونس، والتي منعت في وقت سابق من خلال الضغط على الأحزاب الكبرى في البلاد تمرير مشروع قانون تجريم التطبيع مع الكيان الذي تقدّمت به الجبهة الشعبية.
يخدم صورة تونس
في مقابل الرفض لتولي رواني الطرابلسي وزارة السياحة، اعتبرت أحزاب ومنظمات أن تعيينه سيخدم صورة تونس في الخارج وسيُنعش السياحة، حيث أكد النائب عن حركة النهضة الإسلامية الهادي صولة لـ"إيلاف" أن الكتلة البرلمانية للحزب ستصوّت لصالح تعيين رونيه الطرابلسي وزيرا السياحة نظرا لعلاقاته وخبرته التي ستؤدي إلى إنعاش القطاع السياحي في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وأضاف أن تعيين يهودي في الحكومة سيخدم صورة تونس في الخارج كبلد عربي يتعايش فيه المسلمون واليهود في تونس، واعتبر النائب عن حركة النهضة انه في حالة منح الثقة للوزير التونسي اليهودي سيكون انتصارا للدولة المدنية التي لا تفرّق بين المواطنين على أساسا دياناتهم&ومعتقداتهم وشعائرهم.
وفي ذات سياق القبول برونيه الطرابلسي وزيرا للسياحة، أكدت كل من جامعة وكالات الإسفار وجامعة النزل السياحية دعمهما لتوليه حقيبة السياحة نظرا لشبكة علاقته مع وكالات الإسفار العالمية ومتعهدي الرحلات خارج تونس الذين تحتاج إليهم البلاد كما أن الطرابلسي وفقها يمتلك خبرة مهنية في المجال السياحي، وهو ما يسهم في دعم الوجهة السياحية التونسية.&
انا تونسي
اليهودي التونسي رونيه الطرابلسي اعتبر في تصريحات إعلامية أن الحملة الرافضة لتعيينه على رأس وزارة السياحة بحجة التطبيع مع الكيان الصهيوني "خطير جدّا" كما فنّد ما راج بخصوص حمله للجنسيّة الإسرائيلية وأكد انه تونسي كغيره من التونسيين المسلمين وقد قبل لمقترح توليه لحقيبة وزارية بهدف خدمة بلده تونس.
وقال الطرابلسي ان طرح تعيينه كوزير للسياحة في إطار التحوير الوزاري خطوة جريئة وشجاعة من طرف رئيس الحكومة أشادت بها عدة دول في العالم.
تجدر الإشارة إلى انه في حالة منح الثقة لتولي رونيه الطرابلسي وزارة السياحة سيكون أولَ وزير يهودي في حكومة تونسية منذ أكثر من 60 سنة، حيث تقلّد اليهودي التونسي "ألبير بسيس" حقيبة وزارية في سنة 1955 ومن ثم و"أندريه باروش" في الحكومة التي شكّلها الحبيب بورقيبة عام 1956.
طريقة أداء القسم
عرض التحوير الوزاري على البرلمان سيكون يوم الاثنين المقبل، وفي صورة حظي رونيه الطرابلسي بالأصوات المطلوبة لتولي وزارة السياحة سيؤدي كغيره من الوزراء اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ضمن مراسم بروتوكولية مما دفع العديد من التونسيين إلى التساؤل عن طريقة أدائه&القسم خاصة أن&المعتاد في تونس أداء القسم على القرآن.
أستاذ القانون الدستوري خالد الدبابي اعتبر في تصريح لـ"إيلاف" أن إثارة مسألة أداء رونيه الطرابلسي هو توجيه للنقاش إلى مسألة ثانوية غير مهمة، وأوضح انه قانونيّا المهم هو نص القسم والذي كان موجودا في دستور 1959 و دستور 2014، أما عن طريقة أداء القسم بوضع اليد على المصحف فالأمر يتعلق بممارسة دستورية غير مكتوبة بدأت منذ حكم البايات في تونس لتتحول إلى عرف دستوري فيما بعد.
وأضاف قائلا "ما يُفهم من هذا العرف أن تأدية القسم تتم على الكتاب الديني المقدس لديانة من يقوم بأداء اليمين ليضاف الالتزام الديني والأخلاقي إلى الالتزام القانوني والدستوري...وعليه فإن وزير السياحة باعتباره يهوديا يحق له أن يؤدي القسم بوضع يده على الكتاب الديني الذي يراه مقدسا".
تجدر الإشارة إلى انه يُقيم في تونس حاليا نحو 1500 يهودي يحملون الجنسية التونسية، ويسكن معظمهم في جزيرة جربة وفي تونس العاصمة، وقبل الاستقلال عن فرنسا سنة 1956، كان يعيش في تونس نحو مئة ألف يهودي لكنهم غادروا البلاد بعد استقلالها عن فرنسا نحو دول أخرى.
التعليقات