الرباط: بدأت احتجاجات التلاميذ ضد قرار الحكومة المغربية ترسيم التوقيت الصيفي طيلة السنة، تأخذ منحى جديدا، حيث عمد المئات من التلاميذ إلى مقاطعة الدراسة والتوجه في مسيرات متفرقة صوب مبنى البرلمان في العاصمة الرباط، مرددين شعارات غاضبة من القرار ومطالبين بإسقاطه.

وعاينت "ايلاف المغرب " احتشاد المئات من التلاميذ الغاضبين في الشوارع الرئيسية بالرباط، الأمر الذي أدى إلى حدوث عرقلة حركة السير بالمدينة، وحدوث مناوشات بين تلاميذ الثانويات والمدارس الذين تنافسوا على رفع الشعارات المناوئة للقرار وحكومة سعد الدين العثماني.

كما سجلت المسيرات الاحتجاجية مجموعة من الممارسات التي خرجت عن المطلب الأساسي لها، والمتمثل في إسقاط الساعة الإضافية، حيث عمد مجموعة من التلاميذ إلى إهانة العلم الوطني من خلال "الدوس عليه بالأقدام وترديد شعارات تطالب بإسقاط الجنسية"، أمام البرلمان.

ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل ذهب بعض القاصرين الغاضبين إلى محاولة إحراق العلم الوطني قبل أن يتم التدخل من طرف بعض زملائهم لمنع العملية، مؤكدين على أن مطلبهم الأساسي هو إسقاط الساعة الإضافية، وليس شيئا آخر.

وفي دردشة لـ "ايلاف المغرب" مع عدد من التلاميذ، قالوا إن قرار الحكومة ترسيم التوقيت الصيفي "لا يناسبهم ويعرض الكثير منهم إلى الخطر بسبب خروجهم الباكر من منازلهم متوجهين إلى المدارس خاصة في المناطق المعروفة بغياب الأمن فيها".

وقال عدد من هؤلاء التلاميذ لـ"ايلاف المغرب"، إن حياتهم أصبحت "صعبة بسبب توجه آبائهم للعمل في جنح الظلام"، واعتبرت التلميذة (ف.م) أنها تشعر بالذعر كل صباح عند توجهها للمدرسة، وقالت "أشعر بالخوف لأن الثانوية التي أدرس فيها تبعد عن منزلنا بحوالي 40 دقيقة، وأضطر للخروج باكرا لكي أصل في الوقت المحدد".

وأضافت التلميذة ذاتها، بأن تعديل توقيت الدخول المدرسي "لم يحل المشكلة، وساهم في تعقيد الوضع أكثر، لأننا نخرج في الصباح وسط الظلام ونعود مساء في الظلام، وهذا يعرضنا للخطر بسبب غياب الأمن في حينا ومحيط المدرسة"، حسب تعبيرها.

وفي حديث لـ"ايلاف المغرب"، أكد مسؤول قريب من رئاسة الحكومة المغربية، فضل عدم ذكر اسمه، أن دخول "أطراف على خط احتجاجات التلاميذ أصبح أمرا حقيقيا، وهي التي أعلنت عن نفسها في مسيرة الأحد".
وأضاف المصدر ذاته أن الأطراف المذكورة في إشارة إلى جماعة العدل والإحسان شبه المحظورة وهيئات حقوقية ومنظمات يسارية، والتي حضرت مسيرة الأحد، تسعى "وراء استثمار احتجاجات التلاميذ من أجل إثارة الفتنة وإشعال الوضع بالبلاد".&

كما شدد المصدر ذاته على أن الحكومة تتابع موضوع "احتجاجات التلاميذ، وتدرس طريقة التعامل مع هذا الملف الصعب"، مشددا على أن مجموعة من الأطراف التي تضررت من إقرار التوقيت الجديد، تعمل على تأجيج الاحتجاجات من ضمنهم "رجال التعليم الذين أصبحوا مجبرين على العمل ستة أيام في الأسبوع وانعكاسات ذلك على أنشطة الدعم التربوي التي تدر عليهم مداخيل مالية مهمة ".

يذكر أن احتجاجات التلاميذ ضد قرار الحكومة ترسيم التوقيت الصيفي يتواصل للأسبوع الثاني على التوالي، وتوسعت رقعتها لتشمل مختلف المدن المغربية، التي قاطع عدد من التلاميذ الدراسة فيها، الأمر الذي يشكل ضغطا إضافيا على الحكومة من أجل التعاطي مع هذه الاحتجاجات.