باريس: ينعقد في مدينة فرساي الفرنسية اليوم، المؤتمر العام حول الأوزان والمقاييس، حيث يصوت باحثون من 60 دولة على إعادة تعريف للكيلوغرام يعتمد على عمليات حسابية على صلة بالفيزياء الكمية.

ويصوت المجتمعون على إعادة تعريف للكيلوغرام لانهاء الاستناد منذ القرن التاسع عشر في تعريفهم للوحدة الأساسية للكتلة على جسم مادي، وهي أسطوانة مصنوعة من البلاتينيوم والإيريدوم موضوعة في قبو مغلق في المكتب الدولي للأوزان والمقاييس في فرنسا.

وسيتم في الاجتماع أيضا التصويت على&تغيير وحدات الكلفن والأمبير والمولارية.

ويعيد التصويت تعريف الكيلوغرام بما يناسب القرن الواحد والعشرين من خلال ربطه بخاصية أساسية للكون، وهي قيمة صغيرة ودقيقة من الفيزياء الكمية معروفة باسم الثابت الحسابي أو "ثابت بلانك" والتي تصف أصغر وحدة ممكنة من الطاقة.

وعلى الرغم من أن الكيلوغرام المحدد حديثًا لن يؤثر على الميزان الذي نستخدمه لقياس وزننا أو الأشياء التي نشتريها، إلا أنه ستكون&لديه تطبيقات عملية في الأبحاث والصناعات التي تعتمد على القياس الدقيق.

وتصويت يوم الجمعة هو في الغالب شكلي، حيث يوجد توافق علمي دولي بشأنه، لكن بالنسبة إلى جون برات، أحد قادة هذا الجهد العالمي، فإن الحدث يدور حول أكثر من مجرد الرمزية، وأكبر من الأعمال التجارية وحتى ما بعد الفيزياء.

وسيدخل "ثابت بلانك" حيز التنفيذ اعتباراً من 20 مايو 2019.

تاريخ الكيلو غرام

في منتصف القرن الثامن عشر كلف ملك فرنسا، لويس السادس عشر، مجموعة من العلماء إيجاد طريقة لقياس الأوزان تكون معتمدة في عدة دول، لتسهيل التبادل التجاري بينها.

فاقترح العلماء نظاماً مستوحىً من العالم الطبيعي، وجدوه صالحاً لكل الناس ولجميع الأزمنة. فعرّفوا المتر بأنه جزء من عشرة ملايين جزء من المسافة بين القطب الشمالي وخط الاستواء. وعرّفوا أيضاً الكيلوغرام بأنه ما يعادل كتلة لتر من الماء.

ولجعل المقاييس نظامية أكثر، صنعوا كتلة من المعدن وزنها كيلوغرام، وصنعوا شريطاً من المعدن أيضاً لما يساوي متراً.

مع مرور الوقت تطور نظام المقاييس، ليصبح النظام الدولي للوحدات، ويرمز إليه اختصاراً بـ"إس آي"، يضم 7 وحداتٍ أساسية: المتر للمسافة، والثانية للوقت، والكيلوغرام للكتلة، والأمبير للتيار الكهربائي، وكلفن لدرجة الحرارة، والمولارية لكمية المادة، والكاندلا أو الشمعة لشدة الإضاءة.

الكيلوغرام المعياري الذي صُنع في منتصف القرن الثامن عشر كان عبارة عن أسطوانة من البلاتين وهي دقيقة لدرجة عالية، وقد وُضعت داخل ثلاثة أوعية زجاجية شبيهة بالجرس داخل قبو في فرنسا.

وتم نقل هذا الكيلو المعياري إلى عدة دول، لغرض معايرة مقاييس تلك الدول، ثم عاد مرة أخرى إلى مكانه في مختبرات المقاييس الوطنية بباريس.

لاحظ مجموعة من العلماء أنه طيلة السنوات الـ129 الماضية، في كل مرة قد يزيد وزنه بعض الشيء، نتيجة التقاطه بعض الملوثات من الهواء.

وعند تنظيفه تفقد السبيكة أجزاء من وزنها، لذا كان أول اقتراح للعلماء بتغيير وحدة الكيلوغرام إلى وحدة أخرى بدأ في عام 1983.

ومنذ ذلك الوقت والعلماء يبحثون عن البديل المناسب، إلى أن توصلوا إلى قناعة بتغييره ببديل يكون متجذراً في الكون، ألا وهو "ثابت بلانك".

أما عن كيفية معايرته بدل الكيلوغرام، فستتم عن طريق موازنة الجسم في الفراغ عن طريق أجهزة حساسة وذات تقنية عالية جداً لتوليد قوة كهرومغناطيسية، والقوة التي يحتاجها العلماء لجعل الجسم متوازناً سيتم تحويلها إلى ما يساويها من "ثابت بلانك"، لكونه يتناسب مع الطاقة.

&