شكّل لقاء وليا العهد السعودي والإماراتي في أبو ظبي نقطة محورية في صياغة المنطقة من جديد، من خلال توحيد المسار والمصير بين البلدين، في ما يتعلق بالتسوية في اليمن، والموقف من النظام القطري.
&
تركت الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات، في صدارة جولة خارجية له، أصداء كبيرة، خصوصًا بعد لقاء الأمير محمد بن سلمان بالشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي. فاللقاء السعودي الإماراتي يحصل اليوم في وقت دقيق، تشهد فيه المملكة العربية السعودية تكتل أعدائها ومحاولتهم النيل من قرارها وسيادتها، وسيساهم في تحديد الوضع في المنطقة في المرحلة المقبلة بشكل عام، وبتفاصيل دقيقة، وفق ما أدلت به مصادر خليجية مطلعة لـ "إيلاف".

نقطة محورية

في هذا الإطار، قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية إن هذه الزيارة المهمة والاستثنائية تشكل نقطة محورية في الدور الذي يقوم به البلدان في إعادة صياغة مستقبل المنطقة، على أسس الاستقرار، وإنقاذها من خطر المخططات التي تستهدف شعوبها، والتي بات الجميع يستشعرها؛ عبر التحالفات المشبوهة التي تهدف إلى إدخالها دوامة العنف والفوضى؛ باستخدام الجماعات الإرهابية مثل الإخوان وداعش والقاعدة".

وقال محمد بن زايد: "آفاق واسعة من التعاون والشراكة الوثيقة والمثمرة تنتظر بلدينا. ستظل الإمارات على الدوام وطنًا محبًا وسندًا وعونًا لأشقائنا في المملكة العربية السعودية".

وأضاف أن "البلدين يمثلان أنموذجًا للتكامل والتوافق وتطابق الرؤى والمواقف إزاء مختلف المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وهما يخطوان خطوات استراتيجية مهمة بأبعاد أكثر عمقًا وقوة تهدف إلى إسعاد مواطنيهما ورفاهيتهم".
&
شراكة قوية

في خلال اللقاء، تناول الرجلان التحديات والتهديدات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، وفق وكالة أنباء الإمارات، وقد أكدا أن العلاقات بين الدولتين تمنحهما بعدًا استراتيجيًا في معالجة التحديات، "والشراكة القوية بين البلدين تمثل إضافة وركيزة رئيسية للأمن العربي المشترك".

وكانت الحرب في اليمن من أهم بنود الاجتماع، إذ ناقشا الترتيبات المقبلة ومؤتر أوسلو، والشكل المستقبلي للعلاقة بين الحليفين في اليمن الجديد. وقد أكّدت الإمارات، وهي الشريك الرئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، التزامها محادثات السلام اليمنية في السويد.

وكتب &وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على حسابه على موقع تويتر باللغة الإنكليزية: "الإمارات، كجزء من التحالف، ملتزمة بمحادثات السلام اليمنية القادمة في السويد".
أضاف قرقاش: "السبيل الأفضل للتقدم نحو عملية سياسية مستدامة هي دعم محادثات السويد وعمل المبعوث الخاص للامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث من دون الحكم مسبقًا على هذه المفاوضات".
&
خليج جديد

إلى ذلك، ناقش وليا عهد السعودية والإمارات الموقف الموحد من دولة قطر، خصوصًا أن النظام القطري يصعد لفظيًا وسياسيًا ضد الدول التي تحاصرها، لكنها تواصل جهودها السرية لحفض مستوى التوتر، منتهجةً سياسة ناعمة تجاه السعودية، وسياسة حادة مع الامارات، وهذا ما لن يسمح به الحليفان، إنما سيكون الموقف من قطر موحدًا، قائمًا على التمسك بالمطالب الـ 13 التي طرحتها الدول التي قطعت علاقتها بقطر، وفي مقدمها توقف النظام القطري عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية، وتوقفه عن دعم المنظمات الإرهابية.

وبحسب مصادر "إيلاف"، توحي هذه الاتصالات المحمومة بأن ثمة خليجًا جديدًا &موسعًا &في طور التشكّل، خصوصًا أن هذا الكيان الخليجي الجديد هو البديل للهيمنة الإقليمية غير المقبولة في الاستراتيجية الأميركية.
يأتي هذا الكلام بعيد دعوة "غريبة" وجهها جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إلى قطر بتقاسم مباريات مونديال 2022 مع جيرانها، بعد توسيع المنافسة لتضم 48 فريقًا، بدلًا من 32. وإذا رأى أن احتمالات تنفيذ هذا المقترح ضئيلة، لكنه مؤمن بأن كرة القدم قد تساهم في ترطيب الأجواء في الخليج.

أوضح رئيس "فيفا": "لدى قطر ثمانية ملاعب، وهي تحضر لبطولة يشارك فيها 32 فريقًا، ولا يحتاج المرء إلى أن يكون آينشتاين ليكتشف أن من الصعب إقامة بطولة بمشاركة 48 فريقًا على ثمانية ملاعب في بلد واحد"، وبالتالي سيتعين إقامة مباريات إضافية في بلدان خليجية أخرى، مثل السعودية.