تتواصل السيول في عدد من محافظات العراق بتخريب الممتلكات وقتل السكان خاصة في المناطق العشوائية بسبب ارتفاع حصيلة الأمطار الى مستويات عالية.

وقضى 21 شخصا بينهم نساء وأطفال منذ الجمعة جراء السيول والفيضانات التي نتجت من أمطار غزيرة في أنحاء العراق، وأدت أيضا إلى نزوح عشرات آلاف العائلات، بحسب ما قال متحدث باسم وزارة الصحة لوكالة فرانس برس الأحد.

وأوضح المتحدث سيف البدر أن "البعض قتل بفعل انهيار أسقف المنازل، أو حوادث سير، أو صعقا بالكهرباء" في المحافظات الشمالية والجنوبية على السواء.

ومن أكثر المناطق تأثرا كانت ناحية الشرقاط (250 كيلومترا شمال بغداد)، حيث دمرت آلاف المنازل وفرت العائلات مع اجتياح السيول للمنطقة.

من جهتها، أشارت بعثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق في بيان إلى أن الفيضانات أدت، إضافة للقتلى والجرحى، إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص.

وأضافت أن "نينوى وصلاح الدين هما المحافظتان الأكثر تضرراً (...) كما تم تسجيل أضرار في الجزء الجنوبي من البلاد. وهناك ما يقرب من 10 آلاف شخص في صلاح الدين و15 ألف شخص في نينوى بحاجة إلى المساعدة، بمن فيهم آلاف الأسر التي تعيش في مخيمات النازحين".

وغالبية هؤلاء من النازحين الذين يعيشون في مخيمات، لجأوا إليها هربا من عنف تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على ما يقارب ثلث مساحة البلاد لنحو ثلاث سنوات.

وفي الموصل، أدى ارتفاع منسوب مياه نهر دجلة إلى غرق الجسرين الرئيسيين اللذين يربطان شطري المدينة.

ومسألة الفيضانات ليست جديدة في العراق، إذ قضى 58 عراقيا في العام 2015 نتيجة السيول والصعقات الكهربائية أثناء هطول أمطار غزيرة، وذلك بسبب البنى التحتية المتهالكة بفعل سنوات الحرب التي عاشتها البلاد.

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وجه بتشكيل خلية أزمة من قيادة عمليات محافظة صلاح الدين وكافة التشكيلات المدنية مدعومة بالطائرات المروحية والآليات الثقيلة للتدخل الفوري والاشراف المباشر على عمليات الإنقاذ ضد الزيادة المتوقعة في مناسيب المياه.

من جهته، وجه وزير التجارة محمد العاني باستنفار جهود شركات الوزارة لمساعدة العوائل المتضررة من السيول وتجهيز المواد الغذائية للمتضررين.

ضجيج اعلامي فقط

لكن عضو مجلس محافظة نينوى حسن السبعاوي&شكك بجهود الحكومة واستفسارات الأحزاب العراقية لنجدة المتضررين من السيول، واصفاً تلك الجهود بالاعلامية فقط. وبين السبعاوي أن مناطق في محافظة نينوى خاصة مخيمات النزوح في حمام العليل والجدعة والقيثارة الإسلامية تعرضت لكارثة انسانية حيث جرفت السيول جميع المخيمات وتعرض ساكنوها للاهانة والاذلال.

وكشف أن جهود الحكومة ضعيفة جداً واعلامية فقط، حسب ما ورد في تصريحه لوكالة &(بغداد نيوز) المحلية.

توقعات

محافظ نينوى، نوفل العاكوب تحدث لوكالة الأنباء العراقية عن: "نحو 7000 عائلة من قريتي الجرناف والخضروية نزحت إلى ناحية القيارة من جراء تعرضها لسيول الأمطار".

وقد رافقت الأمطار عواصف اقتلعت الأشجار وأسقطت أعمدة الكهرباء في عدد من المناطق. وتسببت الأمطار والرياح العاصفة بانقطاع الكهرباء بشكل كامل عن محافظات الجنوب لعدة ساعات.

وتوقعت الهيئة العاصمة للأنواء الجوية العراقية والرصد الزلزالي استمرار هطول الأمطار جنوب البلاد الأحد.&

ثلاث محافظات عراقية هي ديالى (شرقا) وواسط والديوانية (جنوبا) تعطيل الدوام الرسمي الأحد جراء الأحوال الجوية السيئة وسيول الأمطار.

الأعلى أمطاراً عالمياً

سجلت مدينتان عراقيتان، الأحد، ضمن الأعلى بكميات الأمطار بالعالم خلال 24 ساعة الماضية، ضمن جدول يضم 15 مدينة لدول العالم.

ونشرت محطة “بلاسيرفيلي” في كاليفورنيا الأميركية، جدولاً بأعلى كميات الأمطار في العالم خلال الـ24 ساعة الماضية حيث بين الجدول أن مدينة تيت في دولة موزبيق احتلت المرتبة الأولى بأعلى كمية للأمطار حيث سجلت الأمطار فيها 258 ملم، تلتها مدينة ماو هاو في اندونيسيا بكمية 203 ملم”.

وبين الجدول أن قضاء العزيزية بمحافظة واسط في العراق احتل المرتبة الثامنة وبكمية بلغت 108 ملم، فيما احتل قضاء الفاو في البصرة المرتبة 13 بكمية 82 ملم.

تحذيرات

وكانت قد حذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية والرصد الزلزالي من منخفض جوي مصحوب بعواصف رعدية يخيم على أغلب مدن البلاد مع اقتراب عبور محور المنخفض الجوي&خلال اليومين القادمين.

ودعت الهيئة السكان لعدم الخروج من المنازل حتى صباح الأحد. وحذرت من السيول في ديالى وواسط وميسان ودعت المواطنين كذلك للابتعاد عن الأودية والمناطق الحدودية تحديدا.

يذكر أن الأمطار الغزيرة في العراق تتسبب سنوياً بمقتل وأصابة العشرات، إضافة الى تخريب آلاف المساكن في المحافظات المحاذية لايران بسبب السيول التي تنحدر من مناطق مرتفعة في الأراضي والمرتفعات الايرانية المجاورة وغياب التخطيط لاحتواء هذه السيول في سدود أو بحيرات على الحدود يمكن الاستفادة منها في فصل الصيف الجاف.