تصاعدت التصريحات النارية بين نواب تحالف "سائرون" وسنة تحالف البناء على خلفية اتهامات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ساسة السنة ببيع وشراء المناصب الوزارية.

إيلاف من أمستردام: أبرز هذه التصريحات، التي يتوقع لها أن تتسبب بردود غاضبة، مطالبة القيادي السني في تحالف المحور الوطني أحمد الجبوري (أبو مازن) القضاء بمحاسبة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ومقاضاته، في حال ثبت أن اتهاماته للقوى السنية غير صحيحة.

وقال الجبوري في حوار تلفزيوني مع قناة "الشرقية" يوم أمس،&إن "الصدر اتهم القوى السنية بالفساد وبيع وشراء وزارات، وعليه أن يقدم الدليل القاطع على ذلك، وألا يكتفي بالاتهام".

أضاف أن "القضاء ممثلًا في الإدعاء العام مدعو إلى الطلب من الصدر إثبات صحة اتهاماته، وأيضًا طلب إثبات صحة ما صرحت به النائب عن (سائرون) ماجدة التميمي بهذا الخصوص، وفي حال عدم تقديمهما الأدلة القطعية فيجب مقاضاتهما".

لكن نواب تحالف "سائرون"، المدعوم من زعيم التيار الصدري، يصرّون على قول زعيمهم إن أطرافًا سنية تتاجر بالمناصب والمواقع الحكومية، عبر شرائها.

القيادي في تحالف المحور الوطني، جمال الكربولي، رد عبر تغريدة على موقع تويتر: "رمتني بدائها وانسلت".. وهو مثل يضرب لمن يتهم صاحبه بأمر هو فيه، ولا يراه في نفسه. &

من جانبه، النائب في تحالف "سائرون" أمجد العقابي قال إن "بعضًا من القيادات السنية حاول ويحاول بيع وشراء بعض المناصب والمواقع في حكومة عادل عبد المهدي"، مشيرًا إلى أن "حقيبة وزارة الدفاع تعدّ من أكثر المواقع الوزارية عرضةً للمساومات بين هذه القيادات السنية".

أما النائب في تحالف "سائرون" والقيادي الشيوعي رائد فهمي&فطالب رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي أن يكون حاسمًا في تشكيل كابينته الوزارية. &

وبيّن فهمي&في حوار مع وكالة (الفرات نيوز المحلية) أن "على عبد المهدي أن يتولى الأمور بحزم في الملفات الكبرى من خدمات وأمن ومحاربة الفساد وتوفير فرص عمل وغيرها، وعليه أن يفصح عن الضغوط ويصارح الناس والجمهور بذلك أمام الإعلام".

وأشار إلى أن "هناك منافسة وتجاذبات واستعصاء في تسمية باقي الكابينة الوزارية، ووصلت الأمور إلى حدود لا يمكن قبولها، والأزمة أشبه بالرمال المتحركة".

أضاف "للأسف وصلت الأمور إلى الحديث عن وجود مزادات لبيع الوزارات، وهذا أيضًا إن وجد، فهو تهديد للديمقراطية. وهناك محاولات لإعادة الفوضى والعودة بالكامل إلى نهج تشكيل الحكومات السابقة". وحذر فهمي من "وجود إحباط شعبي شديد نحذر من تداعياته في المرحلة المقبلة إن لم تعالج المشاكل بشكل جدي".

تغريدة الصدر
وكان الصدر، اتهم أعضاء في تحالف البناء، الذي يضم هادي العامري ونوري المالكي، بعقد صفقات ضخمة لبيع مناصب وزارية، لسياسيين من السنة المنضويين في التحالف، عبر ائتلاف المحور الوطني.

جاء في التغريدة "هناك صفقات ضخمة تُحاك بين بعض أعضاء (الفتح) وبعض أفراد (البناء) من سياسيي السنة، لشراء الوزارات بأموال ضخمة، وبدعم خارجي لا مثيل له. أخي العزيز، اتفقنا سويًا على أن يدار العراق بطريقة صحيحة وبأسلوب جديد يحفظ استقلاليته وسيادته، وتعاهدنا على أن نستمر سوية حبًا بالعراق وشعبه، فإما أن نمضي سوية على ما اتفقنا، أو يأخذوا كل مغانمهم وبأي أسلوب يشاؤون، وتحت أنظار الشعب، أو أن تحاول إصلاح ما يقوم به من هم تحت جناحك، كما عهدتك، فإنك لا تجامل على حساب الوطن. على أن يكون العراق هو الكتلة الأكبر... تحالفت معك، ولم أتحالف مع الفاسدين والميليشياويين، وأظنك على العهد باقٍ. ولتكن المقاومة والحشد يدًا واحدة، من أجل إنقاذ ما تبقى من العراق وشعبه".

وتسببت التغريدة بانسحاب النواب السنة من جلسة البرلمان العراقي يوم أمس الأربعاء.

رد العامري
ورد زعيم تحالف الفتح والقيادي في البناء النائب هادري العامري على رسالة الصدر برسالة يشيد خلالها بالتحالف، ويبعد عنه شبهة المتاجرة بالمناصب: "تلقيت رسالتكم عبر وسائل الإعلام مثمّنًا حرصكم واهتمامكم، وفي الوقت عينه أتمنى من سماحتكم إرسال المعلومات المتوافرة لديكم من أجل متابعتها بكل جدية مع القضاء".

وأضاف "نؤكد لكم أن الذي استرخص دمه ودم أبنائه وإخوانه ورفاق دربه في سبيل الوطن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يجامل أحدًا على حساب الوطن أو أن يسكت عن فساد بحق الوطن معاذ الله"، مشددًا بالقول "نحن على العهد الذي قطعناه بأن يكون العراق أكبر همّنا، وأن تكون خدمة العراقيين هدفنا، بعيدًا عن المحاصصة والطائفية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

يذكر أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي سيحضر يوم السبت المقبل أمام البرلمان العراقي للتصويت على خمسة وزراء من أصل ثمانية لم يصوّت عليهم البرلمان خلال جلسة الخامس والعشرين من الشهر الماضي، التي تم التصويت خلالها على 14 وزيرا، ويدور الصراع على حقيبتي الدفاع والداخلية، اللتين يتنافس عليهما المكونان السني (الدفاع) والشيعي (الداخلية).