صنعاء:&أقلعت طائرة تابعة للأمم المتحدة من مطار صنعاء مساء الإثنين وعلى متنها 50 جريحاً من الحوثيين إلى مسقط، في خطوة تأتي في إطار "بناء الثقة" تمهيدا لمفاوضات السلام المتوقعة في السويد.

وقال مصدر ملاحي في مطار صنعاء لوكالة فرانس برس أن الطائرة أقلعت قرابة السادسة مساء بتوقيت صنعاء (15,00 ت غ) وعلى متنها 50 مصابا ومرافقوهم وفريق من الأطباء.&

من جانبه، أكد مصدر في الأمم المتحدة اقلاع الطائرة. ووصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث صنعاء ظهر الأثنين.

ويعتبر ملف الجرحى الحوثيين أساسياً في الجهود الرامية لاجراء مفاوضات سلام بين أطراف النزاع اليمني.

وفي سبتمبر الماضي، فشلت الأمم المتحدة في عقد جولة محادثات في جنيف بعدما رفض الحوثيون في اللحظة الاخيرة السفر من دون الحصول على ضمانات بالعودة الى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم وإجلاء مصابين من صفوفهم إلى سلطنة عمان.

وكان التحالف العسكري &بقيادة الرياض قد أعلن ليل الأحد الاثنين في بيان أن "طائرة تجارية تتبع للأمم المتحدة ستصل يوم غدٍ الاثنين إلى مطار صنعاء لإخلاء الجرحى المقاتلين" الخمسين إلى العاصمة العمانية، مع "50 مرافقاً و3 أطباء يمنيين وطبيب يتبع للأمم المتحدة".

وفي تطور آخر، أكد مصدر &أممي أن الأمم المتحدة ستعمل من أجل "التوصل لاتفاق حول اعادة فتح مطار صنعاء في إطار حزمة من إجراءات بناء الثقة بين الطرفين".

وكان الحوثيون الذين يسيطرون على المطار أكدوا السبت "جاهزية مطار صنعاء الدولي الفنية والمهنية طبقا للمتطلبات الدولية ومنظمة الطيران الدولي لاستقبال الرحلات المدنية".

ولم يصدر أي بيان رسمي من منظمة الطيران الدولي حول مطار صنعاء.

"إزالة الذرائع"

ومن جانبه، أكد وزير الاعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا معمر الأرياني في تغريدة أن الموافقة تأتي "لتسهيل انعقاد المشاورات، وإزالة اي ذرائع يتذرع بها الانقلابيون للتملص من فرص السلام".

وبحسب الارياني فإنه "لن يبقى أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة أي أعذار بعد أن قدمت الحكومة (...) كل ما يمكن تقديمه من أجل الدفع بمسار التسوية السياسية للازمة اليمنية" محذرا أنه "إذا ما فشلت هذه الجهود فإن خيار الحسم العسكري سيكون هو الطريق الوحيد لانهاء معاناة شعبنا اليمني".

وكان الحوثيون أعلنوا الخميس أنهم سيشاركون في مفاوضات السلام المرتقبة في السويد برعاية الأمم المتحدة، في حال "استمرار الضمانات" بخروجهم وعودتهم الى اليمن.&

وأعربت إيران الاثنين عن تأييدها محادثات السلام في اليمن، داعية إلى إنهاء "العدوان الوحشي".

وتشكلّ محادثات السلام المرتقبة أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، بحسب خبراء، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وانهارت جولة أخرى من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق لمشاركة السلطة عقب 108 يوما من المفاوضات في الكويت. وبقي ممثلون عن المتمردين الحوثيين عالقين في سلطنة عمان لثلاثة أشهر.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سعى الخميس إلى خفض سقف التوقعات بشأن موعد المحادثات التي تأتي بينما يواجه ملايين اليمنيين خطر المجاعة.

وقال غوتيريش الأسبوع الماضي في بوينوس آيرس حيث شارك في اجتماعات قمّة مجموعة العشرين "لا أريد أن أرفع سقف التوقّعات كثيراً، لكنّنا نعمل بكدّ من أجل ضمان أن نتمكّن من أن نبدأ محادثات سلام مجدية هذا العام".

وحذر الأمين العام المساعد للامم المتحدة المكلف الشؤون الانسانية مارك لوكوك الأحد من أن اليمن يقف على حافة "كارثة كبرى"، وذلك في ختام زيارة قام بها لثلاثة أيام. وذكر ان "الاوضاع المتدهورة" في اليمن ستحتاج إلى مساعدة أضخم في العام المقبل.
&