بعد تقفي إسرائيل أنفاق "حزب الله" تحت مسمى عملية درع الشمال، ما مدى فرضية شن حرب إسرائيلية ضد لبنان، وهل دقت ساعة الصفر لمثل تلك الحرب على لبنان؟.

إيلاف من بيروت: بينما كان حزب الله منشغلًا بمتابعة تداعيات حادثة "الجاهلية"، وجد نفسه أمام تطور داهم على الجانب الآخر من السياج الحدودي الشائك، مع التحرك الواسع للآليات الإسرائيلية في محاذاة الخط الفاصل مع لبنان، لتقفّي أثر الأنفاق ونسفها، حيث تدّعي إسرائيل أن حزب الله أقامها متوغلًا داخل الحدود لمهاجمة الأراضي الإسرائيلية، مطلقة على العملية اسم "درع الشمال".

سارع حزب الله، المتوثب للتعامل السريع مع أيّ مغامرة إسرائيلية، والمحتفّظ بجهوزية للتحرك الفوري، سارع إلى الاستنفار العسكري غير المرئي في مواجهة العملية الإسرائيلية، واتّخذ في الظل تدابير وقائية تحسّبًا لكل الاحتمالات، بحيث كان جاهزًا لملاقاة أسوأ سيناريو ممكن، وهو الحرب، علمًا أنّ حزب الله لا يزال يستبعد حتى الآن فرضية اندلاع الحرب الشاملة، لاعتبارات عدة، إنما من دون أن يُسقط من حسابه كليًا احتمال أن تتخذ إسرائيل، في لحظة ما، قرارًا بشنّ عدوان واسع على لبنان.

فما مدى فرضية احتمال شن حرب على لبنان بحجة الأنفاق؟.

موقع حزب الله
يعتبر الخبير الإستراتيجي زياد خيرالله في حديثه لـ"إيلاف" أن إسرائيل تعتبر أن "موقع حزب الله السياسي القوي في لبنان عنصر ضعف وعنصر يعزّز قوى الردع الإسرائيلية".&

ونظرًا إلى نفوذ حزب الله السياسي الأكبر بعد الانتخابات في العام 2018 وإلى دوره في الحكومة اللبنانية، تستطيع إسرائيل أن تحمّل أكثر الحكومة بكاملها مسؤولية أيّ تحرّك يصدر من لبنان، وأن تهدّد بانتقام واسع على الأراضي اللبنانية، وقد دعم أخيرًا هذه المقاربة وزير التعليم والقوّة السياسية الصاعدة نفتالي بنت.&

فبإمكان إسرائيل أن تطيح بالخطط اللبنانية حتّى من دون القصف الهائل الذي تميّزت به الحرب في العام 2006، فيكفي القيام بغارات صغيرة وغيرها من أشكال الضغط العسكري المنخفض المستوى لتخيف المستثمرين والسيّاح.

تصعيد الأوضاع
ويلفت خيرالله إلى أننا نشهد تسارعًا غير مسبوق في تصعيد الأوضاع الأمنية على الجبهة الشمالية، حيث شرع الجيش الإسرائيلي بحملة أطلق عليها اسم "درع الشمال"، وذلك بغرض الكشف وإحباط الأنفاق، التي يزعم أن حزب الله يقوم بحفرها من جنوب لبنان إلى داخل أراضي 48 في شمال فلسطين.

هذه الحملة ينفذها الجيش بقيادة المنطقة الشمالية، وبمشاركة هيئة الاستخبارات وسلاح الهندسة وإدارة تطوير الوسائل القتالية، وتشمل إغلاق مناطق قرب السياج الحدودي مع لبنان، وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، وكذلك القيام بعمليات تحصين وحفر خنادق ووضع المزيد من العوائق من الكتل الصخرية الضخمة.

لقاء عاجل
خيرالله يشير إلى أنه "سبق حملة ما يسمى بدرع الشمال لقاء عاجل في بروكسل منذ يومين بين نتانياهو ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، حيث وصف هذا اللقاء بأنه على درجة عالية من الأهمية، ولكون نتانياهو اصطحب معه مسؤولي جهاز الموساد والأمن القومي، إضافة إلى سكرتيره العسكري، حيث رجحت مصادر عسكرية بأن هذا اللقاء يهدف الى تفعيل "الساعة" السياسية من أجل منع حزب الله من إمتلاك أسلحة ايرانية متطورة ودقيقة، والضغط على الحكومة اللبنانية أيضًا لمنع الحزب من إقامة مصانع أسلحة للحزب بتكنولوجيا إيرانية متطورة على الأراضي اللبنانية.