نصر المجالي: يعيش وزراء بارزون في الحكومة البريطانية في حالة حرب داخلية للاختيار ما بين أمرين، إما تأييد استفتاء ثان للخروج من الاتحاد الأوروبي أو دعم رئيسة الحكومة في صفقة خروج من دون اتفاق كأولوية قصوى.

وقال تقرير صحفي أن فريقا من الوزراء الكبار من بينهم وزراء رفيعو المستوى من فيليب هاموند وزير الخزانة، وديفيد غاوك وزير العدل، وأمبر رود وزيرة العمل والتقاعد، وغريغ كلارك وزير الأعمال والطاقة واستراتيجيات الصناعة، ونائب تيريزا ماي غير الرسمي ديفيد ليدنغتون ميالون إلى إجراء استفتاء شعبي ثان من اجل الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأضاف تقرير صحيفة (التايمز) أن فريقا آخر يضم وزير الداخلية ساجد جاويد، ووزيرة المالية ليز تروس، وزعيمة الأغلبية في مجلس العموم أندريا ليدسوم ووزير التنمية الدولية بيني مورداونت يضغطون على ريسة الحكومة من أجل الاستعداد للخروج من الاتحاد بدون توقيع الصفقة.

وتأتي الانقسامات في مجلس الوزراء في وقت عصيب، حيث هناك ما يزيد قليلا عن 100 يوم حتى تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 19 مارس 2019 كما هو مقرر من قبل.

وكتبت وزيرة التقاعد آمبر رود في صحيفة (ديلي ميل) اليوم السبت بأن عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي تواجه خطر الجمود "وهو أمر يجب أن يثير قلقنا جميعا".

ضمانات

وكانت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي وصلت إلى بروكسل للحصول على ضمانات من الدول الـ27 تتيح لها إقناع أعضاء مجلس العموم البريطاني بالموافقة على الاتفاق. لكن يبدو ان الاتحاد الأوروبي يرفض منح مثل هذه الضمانات.

وتتضمن الإيضاحات التي تطلبها ماي "شبكة الأمان" لتجنب العودة إلى الحدود الفعلية بين أيرلندا ومقاطعة أيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة، ما يمكن أن يهدد اتفاقات السلام حول الجزيرة.

وأجلت ماي الأسبوع الماضي تصويتا على الاتفاق الذي توصلت إليه بعد الإقرار بأنه سيلقى رفضا بهامش كبير بسبب أوجه قلق إزاء الجزء المتعلق بوضع الحدود الأيرلندية والذي يقول البعض إنه قد يلزم بريطانيا بقواعد الاتحاد الأوروبي إلى أجل غير مسمى.

وقالت ماي بعد قمة في بروكسل يوم الجمعة إن من الممكن أن يقدم الاتحاد الأوروبي مزيدا من الضمانات بأن هذا الجزء من الاتفاق سيكون مؤقتا، وذلك رغم أن زعماء التكتل أبلغوها برفضهم إعادة التفاوض على الاتفاق.

احتمال التأييد

ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت يوم السبت إن البرلمان البريطاني قد يؤيد اتفاق رئيسة الوزراء تيريزا ماي الخاص بالخروج من الاتحاد الأوروبي إذا تلقى ضمانات من الاتحاد، لكنه حذر من أن خيار الخروج دون اتفاق ما زال مطروحا.

وقال هنت لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "عندما تهدأ الأمور، ستكون الطريقة الوحيدة لتمريره في مجلس العموم... هي أن تكون لدينا نسخة معدلة من الاتفاق الذي تفاوضت عليه الحكومة".

ورجح هنت أن يقدم الاتحاد الأوروبي تنازلات لتجنب خروج بريطانيا دون أي اتفاق، وهو سيناريو يقول الجانبان إنه سيسبب ضررا كبيرا لقطاع الأعمال والاقتصاد.

وقال: "لا يمكن أن يكون الاتحاد الأوروبي واثقا من أنه إذا اختار عدم إبداء تعاون ومرونة... فلن ينتهي بنا المطاف دون اتفاق". وتابع قائلا إنه لا يمكننا في هذه المفاوضات إبعاد خيار الخروج دون اتفاق. لا أعتقد أن بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يكون واثقا إلى حد كبير من أننا لو لم نجد حلا لهذا فلن ينتهي بنا الحال دونما اتفاق.