إيلاف من القاهرة: طوال السنوات الماضية لم تتوقف عملية تطوير وتحديث المناهج الأزهرية، وبدأت عملية التطوير الحقيقية قبل خمس سنوات، عندما منذ أن أصدر فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، قرارًا حمل رقم 8 لسنة 2013 بتشكيل مجموعة من اللجان، لإصلاح وتطوير التعليم الأزهري، مع إعادة النظر في المناهج وتطويرها كل خمسة أعوام.
&
غير أن أستاذ أزهري هو الدكتور أحمد علي عثمان، أستاذ سيكولوجيا الأديان في الأزه، يرى أن التطوير الذي حدث ليس كافيًا، مشيرًا إلى أن التطوير المطلوب يجب أن يركز على الإبداع والابتكار، 99% من آيات القرآن تدعو إلى التفكر والتدبر والإبداع.

تنقية المناهج
أضاف لـ"إيلاف" أن المؤسسة الدينية في مصر، تقوم بأعمال تطوير وتحديث مستمرة للمناهج، مشيرًا إلى أن ما يقال عن أنها مفرخة للتطرف، هو من قبيل الهجوم غير المبرر ضد الأزهر، بهدف النيل منه، والتأثير على استقرار مصر، والتشكيك في مصداقيته، وبالتالي التشكيك في الإسلام، على اعتبار أن الأزهر أكبر مؤسسة إسلامية رسمية في العالم.

أضاف أن الأزهر انتهى قريبًا من تطوير وتحديث المناهج الدراسية في المعاهد الأزهرية وكليات الجامعة، ومشيرًا إلى أنه جرت عمليات تنقية المناهج من العبارات التراثية الجامدة، واستبدالها بعبارات أخرى عصرية سهلة الفهم، إضافة إلى حذف النصوص التي تحض على الكراهية أو العنف أو استعمال القوة، وإضافة نصوص أخرى تحث على التسامح وقبول الآخر، وتقديم أدلة من القرآن والسنة على ذلك.

شيخ الأزهر وقيادات المؤسسة الدينية السنية في مصر

ولفت إلى أن عملية تطوير المناهج الشرعية والفقهية في الأزهر تمت بنجاح، وأصبحت تناسب روح العصر، مشيرًا إلى أن الأزهر حاليًا يحتاج تطوير الخطاب الديني ليصب في اتجاه الابداع والابتكار، من أجل مكافحة التيار السلفي الذي يسعى إلى العودة بمصر والمسلمين إلى العصور الأولى من الجهل والضلال، عبر التمسك بالأمور الهامشية التي تضر ولا تنفع.

الإبداع من صميم الإسلام&
وذكر أن التطوير في المرحلة المقبلة يجب أن ينصب على إدخال النصوص والآيات والنماذج الإسلامية التي تحض على الإبداع والابتكار والعمل بروح الفريق في مجال الأبحاث العلمية، منوهًا بأن 99% من آيات القرآن تحض على التفكر والتدبر في خلق الله، فقال "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"، و"أفلا ينظرون إلى الجبال كيف نصبت"، وقال تعالي أيضًا "وفي أنفسكم أفلا تبصرون".

وأشار إلى أن التفكر والتدبر في خلق الله يبعث على الإبداع العلمي والانتقال من العلوم الشرعية إلى العلوم الدنيوية النافعة للبشرية، وتقديم النماذج الناجحة مثل الفاربي وابن سيناء وابن الهيثم، وأحمد زويل وفاروق الباز، وغيرهم من علماء الإسلام النابغين وتسليط الأضواء عليهم، وتقديمهم كمثل أعلى لشباب المسلمين.

لتوحيد الملابس
ونبه إلى أن الإسلام دين يحث على الإبداع العلمي، منوهًا بأن العالم يتقدم بالعلم المادي، وليس بالعلوم الشرعية فقط، والتمسك بأهداب القضايا والمسائل الهامشية كما هي الحال في التيار السلفي، الذي يناقش قضايا النقاب واللحية وتقصير الجلباب، وغيرها من القضايا التي قتلت بحثًا وانتهى من العلماء الأوائل.

وقال إن الرسول كان يلبس لباس قومه وعصره، وكانت ملابسه مثل التي يرتديها أبو جهل وغيره من كفار مكة، منوهًا بأن هذا دليل على أن التمييز في اللبس بين رجال الدين، سواء المسلم أو المسيحي أو اليهودي، غير شرعي، بل إن خطيب المسجد يجب أن يرتدي الملابس نفسها التي يرتديها معظم أهل المدينة أو القرية التي يخطب فيها، وكذلك القس أو الراهب في الكنيسة أو الدير أو الحاخام في الكنيس يجب أن يرتدوا الملابس نفسها التي يلبسها الناس العاديون.
&