بعد أيام من مهاجمة الصدر لتشكيلة الائتلاف الانتخابي للعبادي وانفصال تيار الحكيم عنه فقد التقى الزعيمان السياسيان العراقيان بعد انقطاع من أجل تفاهمات سياسية حول خوض الانتخابات البرلمانية العامة المقبلة وإمكانية التحالف بعد إعلان نتائجها.

إيلاف من لندن: بحث زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مع رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) الليلة الماضية "مستجدات الاوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة أضافة إلى استحقاقات المرحلة المقبلة والاستعدادات الجارية لخوض الانتخابات العامة" المقررة في 12 مايو المقبل كما قال بيان صحافي لمكتب الحكيم تسلمت "إيلاف" نسخة منه اليوم.

وأشار إلى أنّه قد تم التأكيد خلال الاجتماع على "اجراء الانتخابات بشفافية والتنافس وفق البرامج الخدمية.. وشددا على ان بناء الدولة القوية التي تخدم مواطنيها دون تمييز يعتبر من الاولويات التي يجب التركيز عليها". 

تفاهمات إنتخابية

ومن جهته كشف القيادي في تيار الحكمة صلاح العرباوي عن وجود تفاهمات انتخابية وصفها بالـ"كبيرة جدا" بين تيار الحكمة والتيار الصدري وقال في تصريح نقلته وكالة "شفق نيوز" المحلية واطلعت عليه "إيلاف" عقب اجتماع للصدر والحكيم ان "هناك تفاهمات عميقة. بالتأكيد ستفضي إلى نتائج مابعد الانتخابات وفق برنامج وطني". 

وأضاف "قبل دخول تحالفنا مع ائتلاف النصر "بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي وخرج منه الحكمة) كنا اشترطنا دخول التيار الصدري لهذا التحالف ولكن كان لهم قرارهم في عدم الدخول حينها". ووصف العلاقة بين تياري الحكمة والصدر بانها "علاقة قوية وعميقة من سنوات وهما تياران مرتكزان واساسيان في العراق بشكل عام والشيعة بشكل خاص".

وقد ظل الصدر والحكيم خلال السنوات الماضية ينسقان في مواقفهما السياسية وبرامجهما الانتخابية وحليفين سياسيين مهمين وكانا قادا معارضة لسياسات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. 

الصدر هاجم ائتلاف العبادي والحكيم انسحب منه

وكان الصدر قد هاجم في 14 من الشهر الماضي ائتلاف العبادي الانتخابي فور الإعلان عنه واصفا اياه بالبغيض والطائفي مؤكدا انه لن يدعم سوى القوائم الانتخابية العابرة للطائفية.

وابدى الصدر "تعجبه" من تحالف العبادي مع قائمة تضم فصائل للحشد الشعبي وقال في بيان "أعزي شعبي المجاهد الصابر لما آلت إليه الاتفاقات السياسية البغيضة من تخندقات طائفية مقيتة لتمهد عودة الفاسدين مرة أخرى".. كاشفا عن عرض تلقاه للالتحاق بتحالف العبادي الذي اطلق عليه "نصر العراق" لكنه رفض ذلك "رفضا قاطعا". 

وأضاف "العجب كل العجب مما سار عليه الاخ العبادي الذي كنا نظن به أنه أول دعاة الوطنية والاصلاح. وشدد بالقول "اعلن انني لن أدعم سوى القوائم العابرة للمحاصصة والتي يكون افرادها من التكنوقراط المستقلين والبعيدة عن التحزب والتخندق الطائفي لتقوية الدولة العراقية الجديدة". 

وعلمت "إيلاف" ان تيار الصدر سيخوض الانتخابات بحزب جديد اطلق عليه "الاستقامة الوطني" متحالفا مع 5 قوى اخرى تحت مسمى "سائرون" وهي أضافة إلى الاستقامة كل من: الحزب الشيوعي العراقي وحزب الاصلاح والترقي والحزب الجمهوري وحزب الدولة العادلة وحزب الشباب للتغيير وهي القوى التي تشارك التيار الصدري منذ أكثر منذ ثلاثة أعوام في تظاهرات الاحتجاج الاسبوعية أيام الجمعة والتي تشهدها بغداد ومدن عراقية اخرى للمطالبة بالاصلاح ومواجهة الفساد وتقديم الفاسدين إلى المحاكم واسترجاع اموال الشعب التي سرقوها. 

اما تيار الحكمة بزعامة الحكيم فقد اعلن انسحابه من الائتلاف الانتخابي للعبادي في 29 من الشهر الماضي بعد اسبوعين فقط من انضمامه اليه وقرر خوض الانتخابات المقبلة بقائمة منفصلة.

وجاء هذا الانسحاب بعد نقاشات جرت بين الطرفين اخفقت في الاتفاق على برنامج انتخابي موحد وتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات أضافة إلى خلافات حول تسلسل اسماء المرشحين في الائتلاف الانتخابي والنسب التي سيحصل عليها كل طرف في تشكيلة الحكومة. 

وتقول مفوضية الانتخابات إن 24 مليون عراقي بضمنهم حوالي مليون عسكري من بين 36 مليون نسمة هو عدد سكان العراق يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة التي يتنافس فيها 204 حزبا سياسيا شكل عدد منها تحالفات انتخابيية.

وباستثناء انتخاب رئيس الوزراء يتعين على الأحزاب التي تتقاسم مقاعد البرلمان الاتفاق على رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان حيث يسود في العراق عرف اتفقت عليه الكتل السياسية يقضي بتقاسم الرئاسات الثلاث فتكون رئاسة الجمهورية للأكراد ورئاسة الوزراء للشيعة ورئاسة البرلمان للسنة.