القاهرة: ربما يتساءل كثيرون عن سر تفضيل أو ميل بعضهم إلى استخدام اليد اليسرى بدلًا من اليمني في نشاطهم اليومي. وربما شكل الأمر لغزًا لكثيرين ممن يتساءلون عن السبب وراء ذلك، ولا سيما مع العلم أن 10 في المئة من إجمالي سكان العالم يستخدمون اليد اليسرى، مقابل 90 في المئة تستخدم اليد اليمنى!
ليست مسألة بسيطة
هذا أدى أيضًا إلى ظهور تساؤلات بخصوص الدور الذي يلعبه الجانب الوراثي في المسألة، وعلاقته بسر إجادة البعض استخدام كلتا اليدين، وكيف لذلك أن يساعدنا على فهم علم الأحياء بشكل عام.
يرى علماء أن مسألة تفضيل بعض الأشخاص استخدام أي من اليدين على حساب الأخرى ليست مسألة بسيطة، لأن قرار استخدام يد معينة في الكتابة والرسم هي وظيفة تتحكم فيها 3 عناصر: الوراثة والبيئة والفرص العشوائية.
المقصود بعنصر البيئة هنا الموروثات أو الثقافات التي تربط بعضها بين استخدام اليد اليسرى وبين الشر، وربما ما تزال هناك مجتمعات أو ثقافات تنبذ استخدام اليد اليسرى، إضافة إلى أن معظم الأدوات التي تستخدم بشكل يومي مثل المقصات، المناشير وشوك الحلوى كلها مصممة لتناسب الأغلبية التي تستخدم اليد اليمنى، وهو ما يضغط على ذوي اليد اليسرى لكي يتكيفوا مع الأمر واستخدام اليد اليمنى.
يعني هذا الضغط أن الدراسات التي عَرَّفت تفضيل استخدام أحد اليدين على حساب الأخرى من خلال تحديد اليد المهيمنة في الكتابة ربما أخطأت في تصنيف جزء كبير من السكان.
اليد المهيمنة
لذا، نجد أن كثيرًا من الباحثين توصلوا إلى حل بهذا الصدد، وهو أن يقيموا مجموعة من السلوكيات، خصوصًا أن هناك عددًا مفاجئًا من النشاطات التي تظهر اليد المهيمنة، بما في ذلك سلوك الأشخاص البالغين الذي ربما جال بخاطرك، لكن أيضًا أشكال التسلية الأكثر رزانة مثل الخياطة واستخدام المعلقة.
هناك تطور آخر يصير مهمًا عند النظر إلى علم الوراثة، حيث يقسم الباحثون الأشخاص إلى 3 مجموعات: أشخاص يستخدمون يدهم اليمنى، أشخاص يستخدمون يدهم اليسرى، وأشخاص يجيدون استخدام كلتا يديهم أو يقسموهم لمجموعتين: أشخاص يستخدمون اليد اليمنى وآخرون لا يستخدمون اليد اليمنى. وعلى الرغم من تأكيد الباحثين على الدور الحاسم الذي تلعبه الوراثة في تلك المسألة، لكن لم يحسم بعد طبيعة هذا الدور ومدى فاعليته!
قال باحثون إن مسألة الاختلاف أو عدم التناسق بشأن اليمين واليسار أمر شائع حتى في أجسامنا، وخير دليل على ذلك أماكن وجود بعض الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان، كما القلب، الرئتين والجهاز الهضمي، فضلًا عن الجدل المثار حول ما إذا كان مركز فرو شعر الرأس يسير في اتجاه عقارب الساعة أو ضده، وعلاقة ذلك الأمر بفهم الجانب الوراثي المتعلق بتفضيل أحد اليدين على حساب الأخرى، وما إذا كان هناك بالفعل جين يحدد اتجاه فروة رأس الشعر وتفضيل استخدام أي اليدين.
أنواع أخرى
اكتشف الباحثون أن هناك بعض الأنواع الأخرى التي تفضل استخدام أحد اليدين على حساب الأخرى كما القواقع والكنغر، موضحين أنه على الرغم من أن القواقع لا تمتلك أيادي مهيمنة (أو أي أيدي بالفعل)، لكن صدفاتها تنعطف إما يمينا (طيلة الوقت تقريبًا) أو يسار (في حالات نادرة للغاية). كما تبين أن هناك حيوانات أخرى مثل رأسيات الأرجل، الأخطبوط والحبار تمتلك أذرع وتفضل استخدام أيدي على حساب أخرى.
وختم الباحثون بقولهم أن التحدي الأساسي لاستكشاف الجانب الوراثي المتعلق بتفضيل استخدام أي اليدين بالنسبة للإنسان هو عدم رغبتنا في إجراء أي تجارب على البشر، مؤكدين أن المسألة معقدة بيولوجيًا، وتنطوي على تنسيق كبير بين الدماغ واليد.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "نيوزويك". الأصل منشور على الرابط:
http://www.newsweek.com/why-pe
التعليقات