نصر المجالي: توقع مفكر استراتيجي سعودي أن تتغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط بعد إسقاط الطائرة المقاتلة الإسرائيلية بعد هجوم على أهداف إيرانية في سوريا، وذلك في أخطر المواجهات العسكرية التي تشمل إسرائيل وإيران وسوريا منذ بدء الحرب الأهلية السورية قبل نحو ثمانية أعوام.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، تنفيذ غارات واسعة ضد منظومة الدفاع الجوي السورية وأهداف إيرانية في سوريا، وذكر المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس في موجز للصحفيين الأجانب أن سلاح الجو نفذ سلسلتين من الغارات، مستهدفا مركز قيادة طائرة مسيرة إيرانية خرقت الأجواء الإسرائيلية، و12 موقعا عسكريا.
وأشار المتحدث إلى أن الغارات الأولى شنت من قبل ثماني مقاتلات، وتعرضت لإطلاق نيران مكثف من قبل قوات الدفاع الجوي السورية بالرغم من أن الهدف الذي قصفته كان إيرانيا، مشددا أن المقاتلات اُستهدفت في الأجواء الإسرائيلية.
وأكد كونريكوس أن طياري إحدى هذه المقاتلات، وهي من طراز "إف-16"، قررا القفز أثناء إصابة المقاتلة ومن المرجح أن ذلك جاء نتيجة للنيران السورية، مضيفا أن الطيارين هبطا في الأراضي الإسرائيلية وأحدهما مصاب بجروح خطيرة فيما تعرض الثاني لإصابات خفيفة، وتحطمت طائرتهما في منطقة الجليل الشمالي.
غارات انتقامية
وأفاد المسؤول الإسرائيلي أن الجيش شن، ردا على ذلك، غارات جوية جديدة على 12 هدفا أربعة منها إيرانية في سوريا، مؤكدا أن ما بين 15 و20 صاروخا أطلقت على المقاتلات الإسرائيلية أثناء تنفيذها هذه الغارات لكن جميعها عادت بسلام إلى قواعدها دون تسجيل أي إصابات.
وقال كونريكوس إن هذه الغارات "تصرف ذو طابع دفاعي" ردا على "عدوان جوي من قبل إيران"، مؤكدا إصرار الجيش على حماية السيادة الإسرائيلية وجاهزيته للرد الحاسم على كل من يهاجم البلاد، دون الاهتمام بالتصعيد.
ومن جهته، قال المتحدث الرسمي للجيش باللغة العربية أفيخاي أدرعي إنه جرى "استهداف 12 هدفا منهم 3 بطاريات دفاع جوي سورية و 4 أهداف إيرانية".
وقال أدرعي إن الجيش "يتحرك بتصميم ضد محاولة الاعتداء الإيرانية والسورية وخرق السيادة الإسرائيلية". وأضاف أن "جيش الدفاع موجود في حالة جاهزية لمختلف السيناريوهات وسيواصل التحرك وفق الحاجة".
وكان الجيش الإسرائيلي قال إن إحدى مقاتلاته قد تحطمت بعد هجوم على أهداف إيرانية في سوريا. وأوضح أن الطياريين هبطا بسلام داخل الأراضي الإسرائيلية. ونقلا لاحقا إلى المستشفى.
تغيير قواعد اللعبة
وتعليقا على التطورات الحربية في سوريا، كتب الباحث الاستراتيجي السعودي الرئيس المؤسس لمركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية أنور عشقي تغريدة على (تويتر) قال فيها ان إسقاط الطائرة الإسرائيلية صباح اليوم، سوف يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، دون ان يفصح هل تصريحه لصالح اسرائيل أم ضدها.
صورة تغريدة أنور عشقي |
وعلى وقع التطورات، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي لـ(بي بي سي)، إن بنيامين نتانياهو يجري مشاورات مع القادة الأمنيين في وزراة الدفاع لبحث التطورات.
وحذر الجيش الإسرائيلي السوريين والإيرانيين من أنهم "يلعبون بالنار"، لكنه أكد على أنه لا يرغب في "التصعيد".
التعليقات