قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن المزاعم بشأن استخدام قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد لغاز الكلور في الغوطة الشرقية هي محض "استفزازات"، تهدف لتقويض اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن لافروف قوله إن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، الذي دعا إليه مجلس الأمن الدولي، سيبدأ عندما تتفق كافة الأطراف على آلية تنفيذه.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الوضع في الغوطة الشرقية مقلق للغاية، متهما الفصائل المقاتلة فيها باحتجاز المدنيين المحليين كرهائن.

طفلة
Reuters

ما موقف الأمم المتحدة؟

وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الاثنين، الأطراف المتحاربة في سوريا إلى تنفيذ وقف إطلاق النار قائلا إنه "ليس بوسع الغوطة الشرقية الانتظار، حان الوقت لوقف هذا الجحيم على الأرض".

وأضاف أن وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مستعدة لتوصيل المساعدات الضرورية وإجلاء المصابين بجروح خطيرة من منطقة الغوطة الشرقية.

وكان مجلس الأمن الدولي طالب في قرار صدر بالإجماع يوم السبت الماضي جميع الأطراف بوقف القتال لمدة 30 يوما "دون تأخير" في كافة أنحاء سوريا.

ولقي ما لا يقل عن 541 شخصا مصرعهم بسبب الغارات الجوية والمدفعية الحكومية منذ تصاعد وتيرة العنف قبل نحو أسبوع، وفقا لما ذكرته مؤسسة خيرية طبية.

وتعد الغوطة الشرقية آخر معقل لمقاتلي المعارضة بالقرب من العاصمة دمشق، وتحاصرها القوات السورية منذ عام 2013 بدعم من حلفائها الروس والإيرانيين.

وذكرت الأمم المتحدة أن نحو 393 ألف مدني محاصرون في المنطقة.

وتشير تقديرات جمعيات حقوقية في إلى أن نحو 12763 مدنيا قتلوا نتيجة هجمات شنتها القوات الحكومية السورية وحلفاؤها في الغوطة الشرقية منذ مارس/ آذار 2011، عندما بدأت الحرب الأهلية السورية.

الدخان يتصاعد من دوما
Getty Images

ما الذي يحدث الآن في الغوطة الشرقية؟

وأفادت تقارير صباح يوم الاثنين عن تجدد القصف على مناطق من بينها دوما، المدينة الرئيسية في الغوطة الشرقية، وحرستا.

وقالت جماعة "الخوذ البيضاء" الإغاثية، إن تسعة مدنيين قتلوا في ضربة جوية استهدفت بناية في مدينة دوما. وأفادت تقارير بأن القتلى من أسرة واحدة.

وقال اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة، وهي مؤسسة خيرية تدير المستشفيات في الغوطة الشرقية، إن ما لا يقل عن 20 مدنيا قتلوا في هجمات جوية ومدفعية حكومية يوم الأحد.

"الوضع يذكر بالحرب العالمية الأولى"

وقال طبيب، يدعى الدكتور جاد، لبي بي سي إنهم كانوا يعملون في ظروف شديدة السوء حيث لا يوجد " كهرباء، أو دواء، أو أسطوانات أوكسجين، أو أدوية للتخدير، أو مضادات حيوية أو حتى مسكنات".

وأضاف أنهم يعملون في وضع صعب ومروع "يذكرنا بالحرب العالمية الأولى".