دخلت قوات النظام السوري ليل الأربعاء إلى حمورية، أبرز البلدات الواقعة تحت سيطرة فصيل "فيلق الرحمن" في جنوب الغوطة الشرقية المحاصرة، في هجوم تزامن مع قصف كثيف، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

إيلاف: قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "اقتحمت قوات النظام بلدة حمورية، وتمكّنت من السيطرة على أجزاء منها، وسط قصف جنوني، أوقع قتلى، لا تزال جثثهم على الطرقات". وبحسب المرصد، لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إلى الضحايا بسبب شدة القصف.

مصير الفارين مجهول
وتتعرّض البلدة منذ أيام لقصف عنيف لم يتوقف، وفق مراسل فرانس برس، الذي شاهد الأربعاء والدًا مع جثتي طفليه عند مدخل أحد الأبنية.

أفاد المراسل أن الطرق الرئيسة كافة كانت مقطوعة من شدة الدمار، في وقت حاول فيه عدد من المدنيين، وبينهم جرحى، الفرار ليلًا من البلدة على رغم القصف المتواصل.

نقل عن أحد الأطباء في البلدة إسماعيل الخطيب مضمون رسالة بعثها إلى الصحافيين عبر تطبيق "واتساب"، أورد فيها: "الجرحى في الطرقات لا يمكن نقلهم، والطيران يستهدف أي تحرك (...) لا نعرف ماذا حل بالعائلات التي هربت تحت القصف".

وتشنّ قوات النظام منذ 18 فبراير حملة جوية عنيفة، ترافقت لاحقًا مع هجوم بري، تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من 60 في المئة من مساحة المنطقة المحاصرة ومن تقسيمها إلى ثلاثة جيوب. وتسبّب الهجوم حتى الآن بمقتل أكثر من 1220 مدنيًا، بينهم 248 طفلًا، وفق المرصد.

ضغوط لقبول التسوية
وقتل 31 مدنيًا على الأقل الأربعاء، معظمهم جراء غارات روسية، وأخرى سورية، استهدفت وفق المرصد مناطق سيطرة "فيلق الرحمن"، أبرزها مدينة حمورية. وتتعرّض منطقة سيطرة هذا الفصيل، ثاني أكبر فصائل المنطقة، منذ أيام، لقصف كثيف بعد فشل مفاوضات بينه وبين قوات النظام.

وبحسب عبد الرحمن، فإن قوات النظام تحاول من خلال التصعيد العسكري أن "تمارس ضغوطًا على فيلق الرحمن لدفعه إلى القبول بتسوية في المنطقة".

ولليوم الثاني على التوالي، خرجت الأربعاء دفعة ثانية من الحالات الطبية من مدينة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة، بموجب اتفاق بين جيش الإسلام والجانب الروسي، ما يرفع عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى 220 مدنيًا على الأقل، بينهم 60 حالة مرضية، بحسب المرصد.