قال نشطاء بالمعارضة إن قرابة 50 ألف شخص فروا من الغارات الجوية الكثيفة في شمال سوريا وجنوبها خلال الأيام الماضية.

وغادر نحو 30 ألف شخص مدينة عفرين مع تواصل الغارات التي تشنها تركيا وحلفاؤها بهدف طرد مسلحي "وحدات حماية الشعب" الكردية منها.

وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، غادر 20 ألف شخص المناطق التي تستهدفها القوات الحكومية السورية.

ويأتي الفرار الجماعي بعد سبع سنوات من الحرب الدائرة في سوريا التي شردت ما يقرب من 12 مليون شخص عن منازلهم.

وبلغ عدد النازحين ما لا يقل عن 6.1 مليون نازح داخلياً بينما فر 5.6 مليون آخرين إلى الخارج.

ويعتقد أن 400 ألف شخص قتلوا أو فقدوا منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

الصليب الأحمر: المساعدات أقل كثيرا مما تحتاجه الأسر في الغوطة الشرقية

الجماعات المسلحة التي تقاتل في الغوطة الشرقية

ما الذي يحدث على الحدود التركية؟

وما زالت عفرين، وهي مدينة ذات أغلبية من أصول كردية، تتعرض للقصف الجوي والبري من القوات التركية وحلفائها في سوريا.

وفر نحو 30 ألف شخص من المدينة والقرى المجاورة، حسبما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا.

وأضاف المرصد أن الفارين اتجهوا صوب القرى التي تسطر عليها القوات الحكومية السورية.

وغادرت مزيد من الأسر، يقدر عددها بالمئات، ليلا مع استمرار القصف، حسبما قال المرصد.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب "منظمة إرهابية" وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يحارب منذ ثلاثة عقود من أجل الحصول على حكم ذاتي للأكراد جنوب شرقي تركيا.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في اجتماع في أنقرة إن بلاده لن تتوقف حتى تنتهى من مهمتها للسيطرة على عفرين.

وقال إردوغان "يبدو أن البرلمان الأوروبي سيطالب بإيقاف عملية عفرين. توجد سيدة هناك (فدريكا موغريني مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي) مسؤولة عن توسعة الاتحاد الأوروبي. يُقال إنها طالبت بذلك. ولكننا لن نبرح المنطقة حتى تتم المهمة. يجب أن تعرفوا ذلك".

"اتفاق لإجلاء المصابين" من الغوطة الشرقية

نشطاء: "أكثر من نصف مليون قتيل في سوريا منذ اندلاع الحرب"

ما الذي يحدث بالقرب من دمشق؟

وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن نحو 20 ألف شخص فروا من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية يوم الثلاثاء مع تقدم القوات الحكومية.

ويعتقد أن القوات الموالية للحكومة السورية استعادت نحو 70 في المئة من المنطقة بعد ثلاثة أسابيع من القتال المكثف ضد المعارضة المسلحة.

وفي الوقت ذاته، دخلت 25 شاحنة تقل معونات غذائية بلدة دوما في الغوطة الشرقية، ولكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قالت إن المعونات ليست سوى جزءا ضئيلا من المعونات المطلوبة.

مدنيون يفرون من الغوطة
AFP

وقال بيتر موارر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد زيارة المنطقة إن الناس هناك أعياهم القتال ونقص الأدوية والغذاء.

وقال "أعتقد أنه سيبقى في ذاكرتي ذلك الصبي الذي اقترب مني في أحد شوارع الغوطة الشرقية وسألني ما إذا كان معي زجاجة صغيرة من الماء".

وأضاف "في الكثير من المناطق الأخرى من العالم عندما أقابل موقفا مماثلا، عادة ما يطلب الأطفال الحلوى. هنا في الغوطة لم يطلب سوى الاحتياج الأساسي".

قوات الأسد تتقدم داخل الغوطة
AFP

ويمثل التغلب على المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية نصرا كبيرا للرئيس السوري بشار الأسد.

وأوفدت كل من تركيا وروسيا وإيران وزراء خارجيتها إلى أستانا، عاصمة كزاخستان، للإعداد لقمة للقادة في اسطنبول الشهر القادم.

وبينما تعارض تركيا الأسد تعد روسيا وإيران من حلفائه المقربين.

ويسعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تصوير المحادثات في كازاخستان على أنها فرصة للتوصل إلى سلام دائم في سوريا، قائلا إن "ملايين السوريين يوجهون أنظارهم صوب أستانا".

ودعا وزير مولود تشاويش أوغلو إلى وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، قائلا إن الموقف هناك يتجه صوب الكارثة، حسبما قالت وكالة رويترز للأنباء.