الرباط: في احتفالية ثقافية وفنية كبيرة، احتفى متحف بنك المغرب في مدينة الرباط، مساء أمس الخميس، بتقديم كتاب جديد من الحجم الكبير حول الرسام الراحل ميلود لبيض، ضمن ندوة فكرية اندرجت في سياق المعرض المقام حاليا، في فضاء نفس المكان تحت عنوان "فن بلاغة الإيجاز".
المشاركون في الندوة، وكلهم من أصدقاء الفنان لبيض استعرضوا في مداخلاتهم ملامح من مساره الفني المتفرد، كواحد من الرواد الذين أثروا المشهد التشكيلي في المغرب برصيد متنوع الأبعاد والألوان والاتجاهات الفنية المختلفة.
قام بتسيير الندوة مندوب المعرض، الناقد عبد الرحمن بنحمزة، الذي أعطى في البداية لمحة فنية عن كل مشارك، قبل فسح المجال أمامه للإدلاء بشهادته حول الفنان الراحل المحتفى به.
أول المتدخلين كان هو الناقد الفني والباحث الجمالي موليم العروسي، الذي استحضر خصائص ومقومات التجربة التشكيلية لدى لبيض، وما كان يتميز به من خصال حميدة، ضمنها خصلة الإنصات، مما أهله لأن يمضي بعيدا على درب التجديد الفني في إبداعه.
من جهته، تحدث الرسام بوشتى الحياني عن لبيض انطلاقا من علاقة الصداقة التي جمعت بينهما، متوقفا بالخصوص عند الصفات التي كان يتصف بها، مثل الوفاء والسخاء والتواضع والبساطة، معبرا عن الأسف لرحيله في عز نضوجه الفني، بعد معاناة طويلة مع المرض.
آخر المتدخلين في هذه الندوة الفكرية التي هيمنت عليها اللغة الفرنسية، كان هو الفنان عمر بوركبة، الذي يجمع بين التشكيل والكتابة، وقد أوضح في كلمته طبيعة العلاقة بين لبيض ومقتني اللوحات عبد الرحمن السرغيني، وذلك بحكم الدور الذي لعبه في دعم التواصل بينهما.
بموازاة مع المعرض الذي يضم خمسين لوحة، تجسد تطور أسلوب لبيض وتنوعه شكلا ومضمونا، جاء إصدار هذا الكتاب عنه في شكل أنيق وإخراج مطبعي جميل، وقد ضم بين دفتيه باقة من اللوحات، إضافة إلى مجموعة من الصور مع أصدقائه الفنانين، وكذا بعض النصوص التي تغوص في تجربته الفنية من خلال كتابات وأقلام النقاد باللغتين العربية والفرنسية.
و في كلمة له منشورة في هذا الإصدار الفني الضخم، حرص عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، على الإشادة بالمحطات الفنية الثرية للبيض،" الذي يعد واحدا من الأسماء القلائل التي تحقق حولها الإجماع".
ولم يفت الجواهري أن يوضح أن هذا الكتاب المصاحب للمعرض " هو تتويج رمزي لهرم فني من حجم ميلود لبيض، واحتفاء ينبض بالعرفان والاعتراف بتجربة لبيض، ووفاء لذاكرته".
ويتميز الكتاب، حسب عدد من المختصين بالنقد الفني، بكونه يشكل وثيقة حقيقة عن لبيض، من خلال رصده لمساره التشكيلي، ومواكبته لكل المراحل التي عايشها على امتداد حياته، منذ ولادته في قلعة السراغنة (جنوب المملكة) سنة 1939، ومرورا بكل المعارض التي نظمها، إلى حين وفاته بمدينة الرباط سنة 2008، بعد صراع مع المرض.
تعاليق الصور:
ــ غلاف كتاب الفنان الراحل ميلود لبيض.
ـــ الفنان الراحل ميلود لبيض
ـــ ميلود لبيض بريشة صديقه الفنان فؤاد بلامين
التعليقات