وقع ممثلون عن القوى السياسية العراقية برعاية الأمم المتحدة اليوم على ميثاق شرف انتخابي يرفض أي خطاب طائفي أو عرقي ويؤكد على مواجهة العنف وعدم استخدام الدين أو الرموز الدينية للداعية الانتخابية أو التوظيف السياسي، فيما انسحب ممثلا الجبهة التركمانية والتيار المدني من التوقيع.&
إيلاف: واجه توقيع ميثاق الشرف الانتخابي أول عقبة على طريق تنفيذه، حيث انسحب ممثل المكون التركماني أرشد الصالحي احتجاجًا على عدم تمثيل التركمان في مجلس مفوضية الانتخابات وممثل التحالف المدني الديمقراطي فائق الشيخ علي احتجاجًا على عدم حضور رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ونوابهما إجراءات التوقيع. &
خلال مؤتمر صحافي عقب توقيع الميثاق أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش أهمية الالتزام بوثيقة الشرف الانتخابي. وقال إن الأمم المتحدة تشجع على الالتزام الكامل لإجراء انتخابات نزيهة وديمقراطية لأنها خطوة حقيقية إلى الأمام لإكمال المسيرة الديمقراطية وإعادة دور العراق في المنطقة وتعزز قيمة الانتصار على داعش، وهي رسالة قوية إلى الشعب العراقي للذهاب إلى الانتخابات.
مبادئ والتزامات لضمان انتخابات بلا ضغوط طائفية وعرقية ودينية&
نص الميثاق على ضرورة تحييد الملف الأمني وعدم استخدامه لأغراض انتخابية "قبل الاقتراع، ودعا في مرحلة ما بعد الانتخابات إلى قبول الأطراف الموقعة عليه التداول السلمي للسلطة وقبول نتائج الانتخابات وانخراط الأطراف بشكل فوري للإعداد لتشكيل حكومة جديدة وفق الدستور".
وأكد الميثاق على احترام المشاعر والمقدسات لكل الأديان والطوائف وعدم استخدام الدين أو الرموز الدينية للداعية الانتخابية أو التوظيف السياسي وبالإمكان الاستفادة من المنابر الدينية لتشجيع المواطنين على ممارسة حقهم الدستوري والقانوني في اختيار ممثليهم في مجلس النواب.
كما شدد الميثاق الذي جاء في ثلاث صفحات على ضرورة تشكيل لجان من ممثلي القوى السياسية والمفوضية العليا للانتخابات وبعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" وعقد اجتماع مرة في الأسبوع أو كل أسبوعين، مع ترك الباب مفتوحًا لعقد لقاءات مع قادة القوى السياسية في حالات الضرورة.
وجاء توقيع ميثاق الشرف هذا الوثيقة بعد 18 شهرًا من لقاءات سياسية محلية وخارجية في السويد وإيطاليا والنروج وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. &
"إيلاف" تنشر نص ميثاق الشرف الانتخابي:
انطلاقًا من حرصنا على توفير أجواء سليمة تمهد لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة وتأمين مشاركة واسعة لجميع أطياف العراقي، تعكس نتائجها إرادته وتحظى بقبوله؛ ما يعزز الثقة المتبادلة بين الأطراف العراقية المختلفة، اتفق ممثلو الائتلافات والأحزاب السياسية الموقعة أدناه على ميثاق الشرف الانتخابي على التزام القواعد الآتية:
مبادئ عامة
1. الإيمان باحترام وتعزيز حقوق الجميع الديمقراطية في التنافس الشريف والحر، وتكافؤ الفرص لجميع المرشحين وأعضاء الأحزاب السياسية المتنافسة، والعمل بحرية في الفضاء الوطني والمحلي للترويج لبرامجهم الانتخابية والتعددية الحزبية، وأن للجميع الحق في الترشح والانتخاب من دون أي عائق أو تأثير.
2. الإيمان الكامل بأن للجميع الحق في القيام بجميع النشاطات الانتخابية والتثقيفية والتدريبية اللازمة لإنجاح حملاتهم الانتخابية من دون أي عائق.
3. إدانة أي خطاب طائفي أو عرقي يستهدف أيًا من مكونات الشعب العراقي، ومحاسبة أي جهة تقوم بذلك وفق القانون، والعمل على تبني الخطاب المعتدل بعيدًا من التشنج والحقن الطائفي وتعزيز التسامح.
4. رفض العنف بكل أشكاله والتصدي لأي ظاهرة أو ممارسة تهدف إلى تمزق وحدة الصف والوحدة الوطنية، والعمل بروح الفريق الواحد والتزام القوانين النافدة للتصدي لأي ظاهرة تؤثر على سلامة العملية الانتخابية.
5. التأكيد على المرشحين بالتصرف كرجال دولة، واحترام المتنافسين في الانتخابات بعضهم بعضًا، ذلك بالابتعاد عن أساليب التسقيط والتشهير والتجريح، وأن تركز الحملات الاستراتيجية والبرامج على مصالح العراق العليا.
6. تقديم نموذج في الحس الديمقراطي والوطني، وعدم توظيف النزعة الطائفية أو العرقية أو الإثنية، والتأكيد على حرية التنافس والحوار على أساس البرامج الانتخابية.
7. الإيمان بحق الفوز وكسب الأصوات لكل مرشح أو ائتلاف، وعدم التورط في عمليات تزوير أو تشجيع عليها أو ترويجها عبر الوسائل المختلفة.
8. احترام صوت الناخب كحق مقدس وعدم إهماله أو السطو عليه من خلال التأثير على المراقبين والعاملين في مراكز الانتخابات.
9 . تحريم الاحتراب واللجوء إلى العنف السياسي، ومنع التهديد المباشر أو المبطن بين المتنافسين في الانتخابات، واعتبار ذلك من وسائل الابتزاز السياسي المرفوض وتجريمه، والسماح للمرشحين كافة بالقيام بحملاتهم الانتخابية من دون عوائق أو تهديد.
الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي
10. الالتزام بحرية الصحافة وحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون والمساواة بين الجميع أمام القانون.
11. الإيمان بحقوق الجميع في الحصول على فرص متكافئة في البث الإعلاني والإعلامي، وأن تكون شبكة الإعلام العراقي الرسمية مفتوحة وبعدالة لجميع المرشحين، وتوظيف الدعاية الانتخابية بما لا يسيء إلى المشاركين في الانتخابات والاعتراف بالتعددية السياسية.
12. عدم استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لاستهداف أو لتسقيط المنافسين، واعتماد الحوار البناء سبيلًا وحيدًا لمعالجة أي خلل تواجهه العملية الانتخابية. ودعوة وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية إلى تحري الدقة والالتزام بالمهنية الصحافية من دون تحيز.
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات
13. عدم التدخل في أنشطة ومهام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مع دعم الجهود الدولية لمراقبة العملية الانتخابية.
14. ويلتزم الجميع بدعم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في القيام بمسؤولياتها وإجراءاتها تجاه المرشحين كافة بكل شفافية للتحقيق في الشكاوى المقدمة إليها وفقًا للقوانين النافذة.
احترام مؤسسات الدولة والمشاعر والمقدسات
15. الالتزام بالقانون والنظام واحترام استقلالية القضاء.
16. تقوم الحكومة الاتحادية باتخاذ الإجراءات كافة لتسهيل وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع من دون قيود وتوفير الحماية الأمنية لهم.
17. عدم استخدام موارد الدولة البشرية أو المالية للترويج لائتلاف أو قائمة أو مرشح، خصوصًا أن الكثير من المتنافسين يشغلون مراكز ووظائف عليا في الدولة.
18. تحييد الملف الأمني باعتباره ملف دولة، وعدم استخدامه لأغراض انتخابية، والابتعاد عن المداهمات والاعتقالات لأغراض سياسية أو انتخابية، واقتصارها على من تتوافر فيهم أدلة جرمية وبأوامر قضائية.
19. الامتناع عن استخدام وسائل الضغط، كالتهديد أو التحريض أو شراء الذمم أو إجبار الناخبين أو موظفي الدولة على التصويت لمصلحة معينة.
20 . احترام المشاعر والمقدسات لكل الأديان والطوائف، وعدم استخدام الدين أو الرموز الدينية للداعية الانتخابية أو التوظيف السياسي. وبالإمكان الاستفادة من المنابر الدينية لتشجيع المواطنين على ممارسة حقهم الدستوري والقانوني في اختيار ممثليهم في مجلس النواب.
مرحلة ما بعد الانتخابات
21 . الالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة والممارسة الديمقراطية والقبول بنتائج الانتخابات بعد إقرارها رسميًا من جانب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمحكمة الاتحادية العليا، والالتزام بالأطر الزمنية الدستورية في تداول السلطة.
22. دعوة كل الأطراف إلى الانخراط بشكل فوري في الإعداد لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وفقًا للأطر الدستورية، واستنادًا إلى نتائج الانتخابات. عليه، يهيب الموقعون على هذا الميثاق بالكيانات والمرشحين كافة للمشاركة فيه، والالتزام بقواعده احترامًا لتضحيات الشعب العراقي ودماء شهدائه وجرحاه.
تنفيذ الميثاق
23 . تشكيل لجنة متابعة - غرفة عمليات مشتركة مؤلفة من ممثلي الكيانات الموقعة على هذا الميثاق، وبمشاركة ممثل عن المفوضية العليا المستقلة وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).
24. تجتمع – أسبوعيًا أو كل أسبوعين من أجل:
أ. متابعة تنفيذ بنوده، ومنع حدوث أي خلل أو محاولة لتزوير إرادة الناخب أو ابتزاز الناخبين والمرشحين.
ب. معالجة أي عقبات تعترض تنفيذه.
ت. يحق للجنة الدعوة إلى اجتماع القادة متى ما تعذرت عليها معالجة أي مشاكل طارئة.
ث. ترفع اللجنة توصية إلى الجهة - الجهات التي لا تلتزم بتنفيذ الميثاق وفقًا للقانون.
&
يشار إلى أن عدد المرشحين للانتخابات في عموم العراق قد بلغ 7132، وهو أقل من مرشحي انتخابات عام 2014 الماضية، حيث تخطى العدد آنذاك تسعة آلاف مرشح، وأعلنت مفوضية الانتخابات عن تسجيل 88 قائمة و205 كيانات سياسية و27 تحالفًا انتخابيًا للمشاركة في السباق الانتخابي.
&
التعليقات