إيلاف من لندن: أعلنت مصادر آيزيدية عراقية عن بدء موجة جديدة من الهروب الجماعي من مدينة سنجار الشمالية في غرب الموصل مركز هذه الاقلية إثر تهديدات للرئيس التركي باقتحامها لطرد مسلحي حزب العمال الكردستاني المتمركزين فيها.
وقالت النائبة الآيزيدية في البرلمان العراقي فيان دخيل الأربعاء ان عمليات هروب جماعي لابناء مدينة سنجار بغرب الموصل قد بدأت بعد ان اطلاق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تهديدات بشن عملية عسكرية ضد عناصر حزب العمال الكوردستاني المتواجدين فيها.
وأشارت في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" ان الآيزيديين تابعوا بقلق بالغ تصريح اردوغان حول امكانية تنفيذ قوات بلاده هجوما مفاجئا على سنجار ضد قوات حزب العمال الكردستاني.
وأضافت دخيل قائلة "نحن لا نعلم بوجود صفقات سياسية وامنية بين بغداد وانقرة لكننا لا نستبعدها اطلاقا.
وطالبت الحكومة العراقية إلى توضيح موقفها من التهديد التركي الجدي ضد قضاء سنجار "الذي بالكاد خرج من اكبر نكسة وكارثة على مر التاريخ العراقي حين أستباح الاٍرهاب الوحشي اهله وارضه وتم سبي الالاف من بناته ونسائه وخطف وقتل آلاف الأطفال والرجال على يد هذه العصابة الاجرامية في أغسطس عام 2014" في أشارة إلى تنظيم داعش الذي نفذ هذه الممارسات لدى دخوله إلى سنجار موطن الآيزيديين آنذاك قبل تحريرها في 13 تشرين الثاني نوفمبر عام 2015 بعد ان كان مسلحي التنظيم قد قتلوا وأسروا الآلاف من سكان البلدة الأيزيديين بعد استيلائهم عليها.
وحملت النائبة الآيزيدية حكومتي بغداد وانقرة "المسؤولية التاريخية والانسانية والاخلاقية في حال وقوع اي اذى على اهلنا في سنجار".. وأكدت "ان العشرات من العوائل الآيزيدية بدأت تهرب من سنجار إلى بعض المناطق الاكثر امانا".. وقالت ان "تزايد اعداد هؤلاء الهاربين إلى عدد كبير يستحق توفير الدعم والمساعدات الانسانية واللوجستية وغيرها لهم".
وحذرت دخيل قائلة "اننا ننبه إلى اخطار محدقة تهدد حياة اكثر من 10 الاف عائلة آيزيدية تقطن في جبل سنجار في مخيمات متناثرة في وديانه".. وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته لحمايتهم ومساعدتهم "كونهم لم يتعافوا حتى الان من غدرة داعش الظالمة بعد حيث سيكون المساس بالامن الهش لهؤلاء بمثابة كارثة انسانية أخرى".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدد الاثنين الماضي بتنفيذ بلاده عملية عسكرية في منطقة قضاء سنجار من أجل "تطهيرها من عناصر حزب العمال الكردستاني".
وقال في كلمة ألقاها في مؤتمر للسلك القضائي بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة "إنه من الممكن أن ندخل سنجار على حين غرة ونطهرها من عناصر الكردستاني". وتعهد إردوغان بـ"سحق" المسلحين في شمال العراق قريبا وذلك بعد أن قال وزير خارجيته الأسبوع الماضي إن أنقرة وبغداد ستشنان هجوما مشتركا على المقاتلين الأكراد في العراق.
ويطلق على سنجار بالكردية "شنكال" وهي مدينة عراقية تقع غرب محافظة نينوى وتتميز بانها منطقة جبلية وعرة ومعظم سكان القضاء ومدنه من الآيزيديين كما يسكنها أعداد من الأكراد الشيعة والعرب السنة كما كان المسيحيون يشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان إلا أن اعدادهم انخفضت في المنطقة التي تعتبر من المتنازع عليها بين بغداد واربيل.
رد الكردستاني على تهديدات أردوغان
ومن جهته أعتبر الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني ان تهديدات تركيا بالهجوم على جبال قنديل بمنطقة سنجار تهدف القضاء على الكيان السياسي لإقليم كردستان العراق.
وقال المتحدث باسم الجناح ريفان ولات إن "تهديدات الدولة التركية للهجوم على مواقع مسلحي حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل تهدف القضاء على الكيان السياسي لإقليم كردستان حيث ان انقرة تعمل لالغاء تجربة الادارة الكردية التي هي تجربة قانونية ودستورية".
وأضاف ولات في تصريح لوكالة "السومرية نيوز" العراقية اليوم ان "مسلحي حزب العمال الكردستاني يدافعون عن الهوية الكردستانية والسلام والديمقراطية في المنطقة".. مشيرا إلى أن "مسلحي الحزب مستعدون للدفاع عن الشعب الكردستاني مهما كان الثمن".
وكان مدير ناحية سيدكان باقليم كردستان العراق قد اعلن في في 18 من الشهر الحالي عن وقوع مواجهات بين القوات التركية ومسلحي حزب العمال الكردستاني في المثلث الحدودي العراقي التركي الايراني مبينا أن القوات التركية توغلت بحوالي 15 كيلو مترا داخل الأراضي العراقية وانشأت ثكنات عسكرية لها.
العراق يدعو تركيا لسحب قواتها من أراضيه
وفي وقت سابق اليوم ابلغ العراق تركيا رفضه القاطع لخرق القوات التركيَّة للحُدُود العراقـيَّة ودعاها إلى سحب قواتها من مدينة بعشيقة شمال شرق مدينة الموصل الشمالية.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده وزير الخارجيَّة العراقـيَّ ابراهيم الجعفري في بغداد اليوم مع أحمد يلدز وكيل وزير الخارجيَّة التركيَّة، والوفد المُرافِق له حيث اكد الوزير ان "العراق لن يسمح بتواجُد أيِّ قوات على أراضيه تقوم بعمليَّات عسكريَّة في أيِّ دولة من دول الجوار".
وأضاف انه "في الوقت الذي نحرص فيه على عمق العلاقات العراقـيَّة-التركيَّة إلا أنـَّنا نرفض رفضاً قاطعاً خرق القوات التركيَّة للحُدُود العراقـيَّة ونُجدِّد تأكيدنا على ضرورة انسحاب القوات التركيَّة من مدينة بعشيقة".
وشنت القوات التركية امس عملية عسكرية قرب الحدود العراقية بحسب السفير التركي في العراق فاتح يلدز "بهدف تطهير حدود البلدين من الارهابيين" في أشارة إلى مسلحي حزب العمال.. مؤكدا ان التعاون في العملية مشترك مع الحكومة العراقية.
وناحية بعشيقة التي دخلتها القوات التركية في 201 واقامت فيها معسكرا لها فقد هدفت العملية بحسب انقرة آنذاك إلى تدريب متطوعين من ابناء الموصل للمشاركة في تحرير مدينة الموصل التي احتلها تنظيم داعش عام 2014.
وتعتبر ناحية بعشيقة شمال شرق الموصل منطقة استراتيجية لانها تفصل بين اقليم كردستان والمناطق العربية في محافظة نينوى وتوجد فيها قاعدة بعشيقة التي تتواجد فيها القوات التركية وتسببت في ازمة سياسية خطيرة بين العراق الذي يدعو لرحيلها وتركيا التي رفضت ذلك وأصرت على المشاركة في معركة تحرير الموصل.
وتضم القوات التركية في قاعدة بعشيقة حوالي تسعمئة عسكري تركي و16 دبابة و20 مدرعة إضافة إلى عربات نقل الجنود. وقبل اعادة تنظيم هذه القوات ارسلت تركيا قرابة 150 جنديا إلى منطقة بعشيقة لاستبدال الوحدة العسكرية المكلفة بتدريب البشمركة منذ عامين ونصف العام وتم استقدام ما بين 20 و25 دبابة إلى المنطقة أثناء عملية التبديل.
وأثار هذا الانتشار التركي توترا حادا مع الحكومة العراقية التي طالبت بانسحاب القوات التركية ورفعت رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي.
التعليقات