الرباط: أثارت ترجمة إحدى المكالمات الهاتفية لناصر الزفزافي، زعيم حراك الريف، مع أحد النشطاء في الخارج يدعى، عز الدين أولاد خالي، جدلا خلال جلسة محاكمته مساء الثلاثاء بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء.
وعرض القاضي تسجيل المكالمة التي جرت باللهجة الريفية بين الزفزافي وأولاد خالي الذي قال عنه انه ذو توجهات انفصالية، بالإضافة إلى محضر يتضمن تفريغ المكالمة ومحضر ترجمتها إلى العربية من طرف الشرطة القضائية. وقال القاضي للزفزافي أن المكالمة يستفاد منها حسب النص المترجم من طرف المحققين أنه كان يتلقى تعليمات من أشخاص في الخارج، والذين أعدوا برنامجا للاحتجاجات. غير ان الزفزافي نفى أن يكون تلقى أية تعليمات من أحد، وأجاب القاضي بأن الترجمة التي أعدتها الشرطة القضائية للمكالمة غير صحيحة، كونها تضمنت 13 مقطعا حواريا في حين أن نص التفريغ بالأمازيغية تضمن 23 مقطعا.
واستدعى القاضي مترجما محلفا وأعاد عرض تسجيل المكالمة، ثم طلب منه أن يترجم مضمونها، وفي مرحلة ثانية طلب منه ترجمة نص تفريغ المكالمة. وأشار المترجم إلى أن مقاطع من المكالمة غير واضحة، وتبين من كلامه للقاضي أن الحوار الذي دار بين الزفزافي وأولاد خالي تمحور في البداية حول توثيق خطابات الزفزافي والاحتفاظ بها في قرص مدمج. ووعد أولاد خالي الزفزافي بأن يرسل له قرصا مدمجا ذو سعة عالية ليحتفظ فيه بأرشيفه. كما أشار المتحدث إلى صراع في "لجنة بروكسل"، والى دور إلياس العماري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة وشخص آخر في ما يحدث. وايضا لقاء جرى على " سكايب" وبرنامج وضيوف. وعرفت الجلسة جدلا حول الدور المزعوم لإلياس العماري، وما اذا كان يتعلق بدور في الأحداث التي عرفتها منطقة الريف أم في الصراعات التي عرفتها لجنة بروكسل.
وتدخل الزفزافي موضحا أن العماري لم يكن له أي دور في الاحتجاجات، وأن الدور المشار إليه في المكالمة يتعلق بالتشويش على الحراك وخلق المشاكل. وأضاف الزفزافي أن تفريغ المكالمة تضمن فراغات ونقاط تشير إلى بتر الكلام من طرف الضابط الذي قام بعملية تفريغ المكالمة .
وبخصوص البرنامج الذي جرى الحديث عنه في سياق المكالمة، أوضح الزفزافي أن الأمر يتعلق ببرنامج صحافي شارك فيه عبر "سكايب"، وقال إن ضيوف البرنامج كانوا ستة أشخاص ضمنهم إعلاميين ومحللين، وأنه قدم خلال البرنامج الملف المطلبي لسكان الحسيمة، وطلب من القاضي عرض شريط البرنامج لأنه متوفر على شبكة التواصل الاجتماعي.
وسأل القاضي الزفزافي عن علاقاته ب10 أشخاص موجودين خارج المغرب، وصفهم القاضي بأن لهم ميولات انفصالية. وقال الزفزافي بأنه التقى مع بعضهم، ومنهم شخص يدعى بلال قال إنه رافقه على متن سيارته إلى إمزورن التي تبعد 18 كيلومترا عن الحسيمة. وأضاف الزفزافي أن بلال دخل إلى المغرب عبر رحلة للخطوط الجوية المغربية وجاء إلى الحسيمة ليشارك في المسيرة التي نظمها نشطاء الحراك تحت شعار "نحن لسنا انفصاليين" ردا على بيان أحزاب الغالبية الحكومية. وتساءل كيف لناشط له ميولات انفصالية أن يشارك في مثل هذه المسيرة. كما عبر الزفزافي عن استغرابه لعدم اعتقال أولئك الناشطين لدى وصولهم إلى المغرب للمشاركة في المسيرات السلمية.
وقرأ الزفزافي مقطعا من أحد محاضر الاستماع لمكالماته الهاتفية من طرف الشرطة القضائية، والذي يشير إلى وجود معلومات دقيقة حول مجموعة من الأشخاص ضمنهم مغاربة وأجانب يخططون لزعزعة استقرار البلاد ، ويتآمرون ضد أمن الدولة والوحدة الترابية للمغرب، وأضاف أن المحضر يشير إلى أن هؤلاء الأشخاص يتحدرون من الحسيمة والرباط ومدن أخرى. وتساءل : أين الأجانب الذين يتحدث عنهم المحضر، ولماذا لم تعتقل النيابة العامة أي شخص من الرباط أو من مدن أخرى؟
وطالب الدفاع من القاضي إعطاء تسجيلات مكالمات الزفزافي للمترجم المحلف كي يترجمها ويقدمها للمحاكمة، ودعم هذا الطلب ممثل الحق المدني، الذي يدافع عن ضحايا أحداث الحسيمة من رجال الأمن، كما دعمته النيابة العامة.
في غضون ذلك ، طلب القاضي تأجيل جلسة المحاكمة إلى يوم الإثنين المقبل.
التعليقات